الشهر: February 2019
أخطاء شائعة تناقض “لا إله إلا الله”
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. إنه لا أحب إلى الله من التوحيد، وهو أعظم الواجبات وأولها وأهمها، ومن أجله خلق السماوات السبع، وبسط الأرضين السبع، وحُقَّت الحاقة، وقُرعت القارعة، وانقسمت الخليقة إلى أصحاب النيران وإلى أصحاب الجنان، قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي إلا ليُوحّدوا الله الذي لا إله إلا هو. ومما يدل على عظيم أمر التوحيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس هو والصحابة -رضي الله عنهم- عشر سنوات في مكة لم يُفرض عليهم إلا التوحيد، حتى الصلاة لم تُفرض، بل فُرض وحده، فدل …
يقولوا التي هي أحسن
أحمد بن ناصر آل عبدالله
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ عباد الله : نقف مع آية من كتاب الله الهادي كما قال جل وعلا : ﴿ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره. يقول سبحانه:﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴾ قال الشيخ السعدي رحمه الله: “وهذا من لطفه بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة فقال: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ وهذا أمر بكل كلام يقرب إلى الله من قراءة وذكر وعلم وأمر بمعروف ونهي عن منكر وكلام حسن لطيف مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين فإنه يأمر بإيثار أحسنهما إن لم يمكن الجمع بينهما. والقول الحسن داع لكل …
لماذا جماعة التبليغ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. إن مما أخبر به نبينا -صلى الله عليه وسلم- أن الأمة المحمدية ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها ضالة ومستحقة للنار إلا جماعة واحدة، ثبت عند الإمام أحمد وأبي داود عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ …
قطع وسائل الشرك
أحمد بن ناصر آل عبدالله
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: الحمد لله الذي لشرعه يخضع من يعبد ، ولعظمته يخشع من يركع ويسجد ، وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له شهادة من أخلص لله وتعبد ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة مستمرة على الزمان المؤبد . أما بعد عباد الله : (اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) عباد الله : إذا ذُكِرت نِعَم الله وعُدَّت، فإن أجلَّها وأفضلها: توحيد الله وإفراده بالعبادة؛ إذ هي النعمة التي لا أعظم منها ولا أتمّ، إنها النعمة التي تتصاغَر أمامها كلُّ النعم، والمنة التي من فقدها حلت به النِّقَم، إنه الغاية من خلق الجن والإنس، به أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، ولأجله نصبت الموازين،ووضعت الدواوين،وقام سوق الجنة والنار. وهو حق الله على جميع العباد؛ قال جل وعلا:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ويكفي من فضائله ما قاله الحافظ ابن رجب: ( فإن التوحيد هو الإكسير الأعظم، فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات).
الحرص على العمل بالسنن
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ………………………. أما بعد ،،، فقد منّ الله علينا بإرسال رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) ، وأمر بطاعته في أكثر من ثلاثين موضوعاً . قال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في ثلاثة وثلاثين موضعاً . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/4): وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعاً من القرآن كقوله تعالى ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) وقوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً . فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقوله تعالى ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) وقال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول وجعل متابعة الرسول سببا لمحبة الله عبده وقد قال تعالى ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ) فما أوحاه الله إليه يهدي …
الأمـــــن
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم فإن الناس مجمعون على نعمة الأمن وضرورته في الحياة ، وهذا ما قرره الشرع الحكيم، وجعله من مننه على خلقه فقال ( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) ، بل ودعا به إبراهيم عليه السلام لأهل مكة فقال ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) ؛ لذا من حاول زعزعته أو خدشه ، فإن الكل يعاديه وهم في ذلك محقون وإدراكهم للمفسد ظاهر بلا نزاع بينهم ولو بعد إفساده ، لكن الإفساد الأعظم الذي لا يدركه كل أحد هو زعزعة الأمن الفكري ، فإن مزعزعه جامع بين كونه خفياً وكبيراً في إفساده ؛ لذا كانت خطورته بالغة وأضراره فاجعة ، والغالب أنه مقدمة لكل تخريب وتدمير حسي . وثبات الأمن الفكري وتدعيمه يكون بما يلي : 1/ تجفيف منابع المفسدات للأمن كالكتب والمجلات والأشرطة المحتوية على فكر الثورة ، أو التكفير للمجتمعات ومن أكثر الكتب انتشاراً وتأثيراً في الشباب كتب سيد قطب ككتاب ” ظلال القرآن ” و ” العدالة الاجتماعية ” ومن كلماته في ظلال القرآن (2/1057 ): لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله . فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، وإلى جور الأديان ، ونكصت …
حرمة تقنين الأحكام الشرعية
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم بدأ يردد كثير من مريدي الإصلاح دعوى تقنين القضاء لمصالح زعموها وعلل عليلة توهموها ، وإني لأذكرهم أن حسن القصد ليس كافياً لحسن ما يظنون أنه إصلاح ، وليتقوا الله في أن يكونوا سبباً من أسباب الدعوة إلى أمر أجمع العلماء على بطلانه ، فليس هو من موارد النزاع حتى يغض فيه الطرف أو يسمح بإجراء المصالح المزعومة عليه . فإن معنى تقنين القضاء وإلزام الناس من القضاة والمحكومين به : أن المسائل الاجتهادية التي يسوغ الخلاف فيها يلزم الناس والقضاة بأحد هذه المسائل دون الأخرى ، وإن كان هذا القول الملزم به مرجوحاً عند القاضي (المتحاكم إليه )، وهذا ما لا يجوز في شرع الله بحال وهو مخالف لكل دليل يأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة الصحيحة ، والتحاكم إليهما ؛ لأن القاضي إذا حكم بين الخصوم بالقول المرجوح دون الراجح الثابت عنده بدليل الشرع فإنه لم يحكم بما أنزل الله ، ولم يرد التنازع إلى الله ورسوله ولا الاختلاف إلى حكم الله . قال ابن قدامة في المغني: ولا يجوز أن يقلد القضاء لواحد على أن يحكم بمذهب بعينه ، وهذا مذهب الشافعي ولا أعلم فيه خلافاً لأن الله تعالى قال ( فاحكم بين الناس بالحق ) والحق لا يتعين في مذهب ، وقد يظهر …
الدعوة إلى الله لا إلى النفس
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم فإن الداعية إلى السنة يحتاج إلى مجاهدة نفسه وأطرها على الحق أطراً قال تعالى ) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وبين أن الفلاح في خلاف هوى النفس كما قال تعالى( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) وحذر ربنا نبيه داود – عليه السلام – من الهوى فقال ( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) . وإن كثيراً من الداعين إلى الله يفسد عليهم الشيطان دعوتهم ونيتهم ويجعلها دعوة إلى النفس وإلى الرئاسة بدلاً من الدعوة إلى الله وإلى إعلاء كلمته ودينه . وكتب الإمام سفيان الثوري: الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الدنيا . ( الجرح والتعديل(1/90) ) وقال يوسف بن أسباط: قال سفيان: ما رأينا الزهد في شيء أقل منه فيالرياسة، ترى الرجل يزهد في المال والثياب والمطعم، فإذا نوزع في الرياسةحامى عليها وعادى . ( الورع لابن حنبل ص96 وحلية الأولياء(7/39)) قال الإمام أحمد: قال: سفيان حب الرياسة أعجب إلى الرجل من الذهب والفضة، ومن أحب الرياسة طلب عيوب الناس أو عاب الناس أو نحو هذا .(طبقات الحنابلة(2/14)) ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام عظيم في هذا ، قال – رحمه الله – كما …
التكفير بين الغلو والجفاء -الرد على محمد علوي المالكي-
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم إن من بدهيات الشرع والعقل ألا يصلح الخطأ بخطأ آخر ، فإن من أعظم الفساد في الأرض هذه التفجيرات التي اعتدت على دماء وأموال معصومة بغير حق ، فهي فعال منكرة لا يقرها دين ولا عقل إلا من استهوته الشياطين ، لكن ليس معنى هذا استغلال هذا الحدث الشنيع في بث ونشر ما هو – أيضاً – إفساد في الأرض كالشركيات والبدع ، فإن الله تعالى – العليم الخبير – جعلها إفساداً في الأرض فقال ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) قال ابن مسعود وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفساد هو الكفر والعمل بالمعصية . بل الواجب منع الفساد كله المعنوي كالبدع والشركيات وعموم المعاصي ، والحسي كالتفجيرات وقتل الأنفس المعصومة من مسلمين وكفار معاهدين . وأحب أن أمهد بأربع مهمات شرعية الحاجة إليها ماسة في هذه الأيام: التمهيد الأول/ أنه ليس كل مسألة يتسع الصدر للخلاف فيها ، ويرعى فيها وجهة نظر المخالف ، فإن مسائل الشرع قسمان، قسم يسوغ فيه الخلاف ، وقسم لا يسوغ الخلاف فيه . والضابط في التفريق بينهما الأدلة الشرعية ، فادعاء أن أحداً سوى الله يعلم الغيب سواء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الأولياء …
التعقيب على الجامية
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم فقد نشرت جريدة الوطن الجمعة الماضية بتاريخ 13/ 11/ 1428هـ مقالاً حول الجامية للأخ خالد بن عبدالله المشوح – وفقه الله لهداه – ، ورأيت فيه حقاً أشكره عليه وأسأل الله له المزيد من فضله وأيضاً رأيت فيه أموراً لا أظنها موافقة للحقيقة والواقع كما ستتضح من قراءة هذا المقال . لذا أردت المشاركة تكميلاً لمقاله لاسيما ولي مشاركة سابقة في مثل هذا الموضوع ، فقد ألقيت – بفضل الله وعونه – درساً بعنوان ( حقيقة الجامية ) وهي مسجلة في شريط ومن إنتاج تسجيلات البينة بمدينة الرياض . وأيضاً لي رسالة مختصرة مطبوعة بعنوان ( الجامية والوهابية والحشوية ألقاب تنفيرية ) وكلاهما موجودان في موقعي ( الإسلام العتيق) على الشبكة العنكبوتية وألخص هذه المشاركة في نقاط : النقطة الأولى/ تأكيد ما ذكر في الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي بما ذكره الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – فقال في كتابه رقم 64 في 9/1/1418هـ عن الشيخ محمد أمان: معروفٌ لديَّ بالعلم والفضل و حسن العقيدة، و النشاط في الدعوة إلى الله سبحانه والتحذير من البدع و الخرافات غفر الله له و أسكنه فسيح جناته و أصلح ذريته وجمعنا و إياكم و إياه في دار كرامته إنه سميع قريب ا.هـ. النقطة …
جراحات المسلمين وضعف الإسلام
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم إن ضعف أمتنا وتغلب الأعداء علينا مصيبة عظيمة وبلاء جسيم يجب علينا أن نسعى في إزالته ، وهذا لا يتحقق غاية التحقيق إلا بحسن تشخيصه، وألا يخلط في تشخيصه بين المرض والعرض، وما أكثر المخلطين بين الأمراض والأعراض؛ لذا خلطوا فيما ظنوه علاجاً ودواء. فظنت طائفة أن المرض هو: مكر الأعداء، وتغلبهم. فعليه ظنت الدواء: إشغال المسلمين بالعدو، ومخططاته، وأقواله، وتصريحاته. وظنت طائفة أخرى أن المرض: تسلط الحكام الظلمة في بعض الدول الإسلامية. فعليه ظنت الدواء: إسقاط هؤلاء الحكام، وشحن نفوس الناس تجاههم. وظنت طائفة ثالثة أن المرض: تفرق المسلمين في الأبدان . فعليه ظنت الدواء: جمعهم، وتوحيدهم ؛ ليكثروا . وكل هؤلاء مخطئون في تشخيص الداء بصريح القرآن والسنة فضلاً عما ظنوه دواء ، ووجه خطأ الطائفة الأولى أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء قال تعالى : ( وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) . ووجه خطأ الطائفة الثانية أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين، بسبب ذنوب المحكومين قال تعالى: ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) فليس الحكام الظلمة – إذاً- الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم . ووجه خطأ الطائفة الثالثة أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع كما قال تعالى : )وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً( ، ألم …
من خفيت علينا بدعته لم تخف علينا ألفته
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن منهج السلف الصالح وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان لا يكون إلا حقاً ، ويجب على كل أحد قبوله والسير إلى الله على طريقتهم ، قال الإمام ابن تيمية- رحمه الله- كما في مجموع الفتاوى ( 4/49): لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه ، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق، فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً ا.هـ. والأدلة على هذا من الكتاب والسنة الصحيحة كثيرة، إليك دليلاً واحداً طلباً للاختصار المناسب لهذا المقام وهو قوله تعالى (وَمَنْ يُشَاقًقً الرَّسُولَ مًنْ بَعْدً مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبًعْ غَيْرَ سَبًيلً الْمُؤْمًنًينَ نُوَلًّهً مَا تَوَلَّى وَنُصْلًهً جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصًيراً) وجه الدلالة: رتب الله سبحانه الوعيد على مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباع غير سبيل المؤمنين، فلو لم تكن مخالفة سبيل المؤمنين سبباً من أسباب الوعيد، لكان ذكره لغواً تعالى الله وتقدس» وأول المؤمنين دخولاً في هذه الآية هم الصحابة الكرام، فالمأثور عنهم هو الحق الذي يجب اتباعه، فلا يصح لأحد من التابعين مخالفته ومن وافقهم من التابعين فهو سائر على سبيل المؤمنين الممتدح وهكذا . أما إذا لم ينقل عن الصحابة الكرام شيء، ونقل عن التابعين الأخيار، فإن السبيل سبيلهم» لأن الله بحكمته وعدله لم يكن ليخفي …