جماعة التبليغ في السعودية خاصة والدول العربية عامة


جماعة التبليغ في السعودية خاصة والدول العربية عامة

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة لله وبركاته ……….أما بعد ،،،

فإن جماعة التبليغ (جماعة الدعوة ) ويسمون بالأحباب، وقد أسست من مائة سنة تقريباً في الدولة الهندية الكافرة على يد مؤسسها محمد إلياس الكاندهلوي، وكثرت فتاوى علماء السنة في التحذير منها . جمع كثيراً من هذه الفتاوى الشيخ الفاضل الناصح محمد بن ناصر العريني – حفظه الله – في كتابه ( كشف الستار عما تحمله بعض الدعوات من أخطار )

وقد جمعت طرفاً من هذه الفتاوى في كتابي ( الإمام ابن تيمية وجماعة التبليغ )

وقد ألف في الرد عليهم عدة مؤلفات وكتب في مقدم هذه الكتب كتاب ( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ ) للشيخ العلامة المجاهد حمود التويجري – طيب الله ثراه –

وكم عجبت أن يسأل الشيخ عبدالله بن جبرين عن كتاب الشيخ العلامة حمود التويجري في جماعة التبليغ ، فيجيب بما يخالف الواقع والشرع ، ويزعم أن الشيخ حموداً التويجري ما قصد التبليغيين السعوديين فقال الشيخ ابن جبرين: أما كتاب الشيخ التويجري – رحمه الله تعالى- فهو في حق الجماعة الذين نشأوا في الهند قديماً، حيث إن لهم طرقاً خفية استمدوها من شيوخ المتصوفة، ومنها أخذ البيعة لرئيسهم سراً والتقيد بطاعته كما تفعل المتصوفة، وهذا ليس عاماً في كل طوائفهم ا.هـ

والشيخ حمود التويجري قد خص التبليغيين الذي هم في السعودية بالنقد والرد فقال : وإذا علم ما في جواب الشيخ محمد بن إبراهيم من الرد على التبليغيين، والذم لجمعيتهم، والتصريح بأنها جمعية بدعة وضلالة وأنه لا خير فيها، فليعلم أيضاً أنه لم يأت في (مجموع فتاوى الشيخ محمد) شيء يخالف هذا الجواب.

وقد ذكر لنا أنه قد سئل عنهم قبل جوابه الذي تقدم ذكره بعشر سنوات، فأجاب بأن أمرهم لم يتبين له، ثم لما تبين له أنهم أهل بدعة وضلالة؛ صرح بأنه لا خير فيهم، وأن جمعيتهم جمعية بدعة وضلالة.

فهذا هو الثابت عن الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى -، والعمدة عليه لا على ما كان قبله.

وأما قول السائل : هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين في داخل البلاد -أي: البلاد السعودية- أو خارجها أم لا؟

فجوابه أن أقول : إني أنصح السائل وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينضموا إلى التبليغيين، ولا يخرجوا معهم أبداً، وسواء كان ذلك في البلاد السعودية أوفي خارجها؛ لأن أهون ما يقال في التبليغيين أنهم أهل بدعة وضلالة وجهالة في عقائدهم وفي سلوكهم، ومن كانوا بهذه الصفة الذميمة؛ فلا شك أن السلامة في مجانبتهم والبعد عنهم.ا.هـ

وبعد هذا أتسأل لماذا أخفى الشيخ ابن جبرين – رحمه الله – هذه الحقيقة أكان جاهلاً بها ، فلماذا أجاب وتكلم بما لا يعلم أم كان عالماً بها فلماذا أخفاها؟ وماذا يسمى هذا؟ أم كان ناسياً ؟ وهل يقبل مثل هذا ؟

ومن أحسن من سمعته ينقد هذه الجماعة بحجة مقنعة في مسجلات صوتية ناصر السنة وقامع البدعة الإمام الألباني – رحمه الله رحمة واسعة – .

وبتأصيلاته في الرد عليهم تبين لي ولكثيرين ضلالهم – فجزاه الله عني وعن المسلمين خير ما جزى مجدداً ومصلحاً-

وقد كثرت الردود المسموعة على هذه الجماعة، ومنها درس مسجل للشيخ سلطان العيد – وفقه الله – بعنوان ( تعرف على جماعة التبليغ والأحباب ).

ودرس مسجل للشيخ علي الحدادي-وفقه الله- بعنوان ( الخطر البليغ لجماعة التبليغ )

ولي درس مسجل بعنوان ( العلماء وجماعة التبليغ)

وكثير ممن لا يزال مغتراً بهذه الجماعة لا يخرجون عن حالات ثلاثة :

الحالة الأولى/ أهل علم ومعرفة بالشرع لكنهم يجهلون حال هذه الجماعة ، ومثل هؤلاء يسهل وقوفهم على حقيقة هذه الجماعة من جهات :

الجهة الأولى: أن الذين في السعودية وفي دول الخليج والدول العربية ينتسبون إلى جماعة التبليغ التي بالهند بعدة دلائل ، ومن كان كذلك فله حكمهم، لأنه منسوب إليهم ومتشبه بهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم، كما أخرجه أبو داود عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن الأدلة على انتسابهم إليهم:

الدليل الأول / أنهم يخرجون معهم وهذا متواتر .

الدليل الثاني/ أنهم يغضبون إذا تكلمت على التبليغيين الهنود وكم ينصبون للدفاع عنهم .

فإذا تبين أنهم منتسبون إليهم فإن جماعة التبليغ التي في الهند وباكستان توزع كتاب ( تبليغي نصاب ) على العجم ، وفيه الدعوة للذهاب إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وسؤالهم الشفاعة – وقد نقلت هذا في كتابي عن جماعة التبليغ -، فإذا كان كذلك فإنه يصح الحكم على جماعة التبليغ بأنهم دعاة لطلب الشفاعة من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما .

الجهة الثانية: كلام التائبين منهم ممن عرفوا حقيقتهم مثل الشيخ العلامة سعد الحصين – حفظه الله – بعد أن عاش معهم ما يقرب من تسع سنوات، وأخرج مقالات وبعض الكتب فيهم ، ونقل فيها إقرار أحد أمراء الجماعة إنعام الحسن أنهم يبايعون على الطرق الأربع الصوفية وانظر موقعه

http://www.saad-alhusayen.com/

وقد نقلت رسالته في الإقرار بالبيعات الصوفية الغالية في كتابي عن الجماعة .

والشيخ عباس الشرقاوي – حفظه الله – قد أخرج فيهم أشرطة بعد أن عاش معهم خمس سنوات وأثبت أن عندهم بيعات حزبية مبتدعة للرجال والنساء حتى للعرب والسعوديين . وهي موجودة في تسجيلات البينة وتسجيلات منهاج السنة، وكلاهما بالرياض وتسجيلات الأصالة بجدة .

ومن الأشرطة الحديثة التي بينت حقيقة حالهم في السعودية شريط (بيان عن أسرار فرقة التبليغ – حياة واقعية وأحداث حقيقية ).

وقد ذكر حقائق غريبة مدهشة من أرض الواقع عن هذه الجماعة البدعية وأنهم مرتبون ترتيب السياسيين، وأشار أنهم ممكنون من دول الكفر كبريطانيا. والشريط نافع جداً للتوزيع بين الناس علماء وطلاب علم وعامة، بل ومن المهم إيصاله إلى المسئولين والقياديين من رجال الأمن وغيرهم . وهذا الشريط موجود في تسجيلات البينة.

ووزارة الداخلية بالسعودية مشددة عليهم وتمنعهم أشد المنع، لأنهم جماعة بدعية قد أفتى العلماء فيهم ولهم مآرب سياسية فما على من يعرف تجمعاً لهم إلا وأن يبرق لوزير الداخلية -وفقه الله لكل خير- .

الجهة الثالثة: مناقشة التبليغيين في بعض الأصول كأصل ترك إنكار المنكر، وترك الدعوة إلى التوحيد، والإصرار على التزهيد في العلماء، والدعوة إلى الله بجهل .

الحالة الثانية / أهل جهل بأصول الشرع :

استغل التبليغيون جهلهم وحبهم للخير وهؤلاء لابد أن يربوا على الأصول السلفية بالأدلة الشرعية من أقوال علماء السنة المرضيين عندهم قبل مصادمتهم .

ومن الأسس المهمة:

الأساس الأول: حسن النية لا تدل على حسن الطريقة وأنها شرعية، لذا قال تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف : 103 ، 104] وقال الصحابي الجليل ابن مسعود :” وكم مريد للخير لن يصبه ” أخرجه الدارمي

الأساس الثاني: حصول النتيجة لا يدل دائماً على شرعية الطريقة وأن هذا العمل مرض لله . كما أخرج البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر “

الأساس الثالث: كثرة الأتباع لا تدل على حسن منهج ولا سوئه ، لذا لم يجعل الله الكثرة معيار حسن بل ذمها الله كثيراً في كتابه (فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ )[الحديد : 26] وقال (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)[الأنعام : 116]

الأساس الرابع: لا طريقة أحب إلى الله من طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله ومن خالف طريقته ضل ” فإن كل بدعة ضلالة ” أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأساس الخامس: البدعة شديدة الإثم والإسخاط لله، فيغضب الله على صاحب البدعة أشد من غضبه على صاحب المعصية الشهوانية كشرب الخمر والزنا، وإن كان هذا مغضباً لله أيضاً .

وقال الإمام الشافعي- رحمه الله – كما أخرج البيهقي في الاعتقاد ص 158 : لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى ا.هـوقال الإمام أحمد – رحمه الله – كما في طبقات الحنابلة (1/ 184) :وقبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله ا.هـ وقال أرطاة بن المنذر كما في الشرح والإبانة عن أصول الديانة رقم( 87) : لأن يكون ابني فاسقاً من الفساق أحب إلي من أن يكون صاحب هوى ا.هـ وقال سعيد بن جبير كما في الشرح والإبانة عن أصول الديانة رقم( 89): لأن يصحب ابني فاسقاً شاطراً سنياً أحب إلي من أن يصحب عابداً مبتدعاً ا.هـ

– فدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دعوة بعلم قال تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [يوسف : 108] فلا دعوة بلا علم لأن العلم هو الوحي وهو المبين لمراد الله فمن لم يكن ذا علم فكيف يعرف مراد الله .، وقد ذم العلماء الصوفية – الذين هم مشايخة التبليغ في الهند وباكستان -ومنهم ابن الجوزي في كتابه ( تبليس إبليس ) في تزهيدهم في العلم إذ زُهدهم في العلم يجعلهم مثل من يسير في الظلمات فيتمكن عدوه ( الشيطان ) من إضلالهم ، قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس (1 / 202): وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات ا.هـ

– فدعوة رسول الله وأصحابه دعوة توحيد وسنة، وتحذير من الشرك والبدعة. وهل وظيفة الأنبياء إلا الدعوة إلى التوحيد (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) [النحل : 36] فأي داعية يدّعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعته ويخالف المقصد الذي أرسلوا من أجله .

– فدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دعوة أمر بمعروف وإنكار للمنكر كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [آل عمران : 110]

ومن جهل التبليغيين أن مآل فعلهم – من حيث لا يعلمون – أنهم خير من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله إذ قرروا عدم إنكار المنكر، لأنه ينفر المدعو فإنكار المنكر-عندهم- ليس مناسباً في الدعوة إلى الله.

يا سبحان الله أدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه غير مناسبة وصالحة ودعوتكم المبتدعة الصوفية الضالة دعوة صالحة مناسبة.

إلى آخر أسس مهمة ذكرتها في كتابي وشريطي عن الجماعة وذكرت كثيراً منها أيضاً في درس مسجل بعنوان ( منارات في منهج السلف )

الحالة الثالثة/ أن يكون الرجل معانداً وعلى الباطل مصراً فهذا يعرض عنه ولا يشتغل به بعد البيان .

بعد أن اتضح أحوال الناس مع هذه الجماعة ، فالله الله في الاجتهاد في دعوة الناس في تركها والحذر الشديد من خداعهم وتمثيلهم، فإنهم لا يزالون متظاهرين بحسن الخلق مع الناس لكسبهم إلا مع من يخالفهم ويقابلهم بأخطائهم ، ولهم تخطيط محكم عند زيارة العلماء والوجهاء وأصحاب المناصب ليكسبوهم أو على أقل تقدير يحيدوهم .

ومن تخطيطهم أنه إذا شاع بين أناس ذمهم، لأنه لا دعوة للتوحيد عندهم زاروا أولئك القوم وأظهروا الدعوة للتوحيد عندهم ليعموا عليهم. فكن فطناً ولحيلهم متنبهاً، وإلا أين دعوتهم للتوحيد وولائهم وبرائهم عليه قبل الكلام فيهم .

أليس لو كانوا كذلك لتبرؤوا من جماعة التبليغ الهندية أصلاً .

وكم غرر الشيطان بهذه الجماعة الضالة وروج لها بالخدع الشيطانية ، ومن ذلك قول بعضهم إن الله هدى على أيديهم خلقاً من أصحاب المخدرات فصلحت أحوالهم بعد أن لحقوا بهم .

وهذا لا ينطلي على أهل العلم والدراية، وإنما على أهل الجهل البعيدين عن أهل العلم ، وذلك أن من المسلمات عند أهل السنة أن كون الرجل فاسقاً خير من كونه مبتدعاً ملتحياً مشمراً لثوبه وهذا بإجماع أهل السنة، كما حكاه ابن تيمية حيث قال في مجموع الفتاوى (20/103). ” أهل البدع شرٌ من أهل الْمَعاصي الشهوانية بالسنة والإجْمَاع ” .

وإن كون الرجل فاسقاً، ولو صاحب مخدرات خير من كونه مبتدعاً مع جماعة التبليغ، كما قرر ذلك مرات الشيخ العلامة صالح الفوزان -وفقه الله لهداه- .

وكم تبجح التبليغيون بفتاوى العلماء المؤيدة لهم وأكثرها عند التمحيص قديمة قد تراجع عنها العالم لكنهم للحق يكتمون .

ومن أولئك العلماء شيخنا العلامة عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله – ، ثم لو قدر أن عالماً زكاهم فقد خالفه آخرون، فلماذا يأخذون بقول المزكي دون قول الجارح؟والجارح عنده زيادة علم ! وإن أقل ما يقال عند خلاف العلماء: إن قول أحدهم ليس حجة على الآخر، وإنما العبرة بالبينة والحجة . والحجة ظاهرة في بيان ضلالهم كما يمكن الوقوف عليها بمراجعة الكتب والأشرطة التي سبقت الإحالة عليها .

وأختم هذا المقال بفتوى قوية لشيخنا العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله – صدع فيها بالحق المبين بأن يبين بأن جماعة التبليغ والإخوان المسلمين من الفرق الضالة المبتدعة

أسأل الله أن يضعف الجماعات الضالة ومنها جماعة التبليغ وأن يسلط العلماء عليهم بحجة العلم والحاكم بالسيف .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبد العزيز بن ريس الريس

المشرف على موقع الإسلام العتيق

http://www.islamancient.com /

12 / 11 / 1430هـ


Tags: , , , ,

شارك المحتوى:
0