الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : عبدالمالك بن أحمد رمضاني
تعريف مختصر بالحركيين
عبدالمالك بن أحمد رمضاني
الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون – في زعمهم – أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون. وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو “فقه الواقع”، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!، وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع …
جهاد الدفع أوجهاد الطلب يشترط لكل منهما القدرة
عبدالمالك بن أحمد رمضاني
هذا سائل له عدة أسأله يقول : فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني – حفظكم الله تعالى – نريد منكم تفصيلاًً طيبًا لمسألة اشتراط القدرة لجهاد الدفع باليد ؟ جواب الشيخ -حفظه الله- : لا ريب أن الفقهاء اشترطوا قدرة لذلك ، بمعنى أن جهاد الدفع أو جهاد الطلب يشترط لكلٍ منهما القدرة ، لأن الله تبارك وتعالى قد أعطانا القاعدة العظيمة في ذلك ، فقال سبحانه : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا) ، فربنا عزَّ وجلَّ رحيم بنا ، لا يكلفنا مالا طاقة لنا به ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نُهي عن مقابلة العدو ، ومواجهته أيام الاستضعاف ، وذلك قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ) ، فأمر الله عزَّ وجلَّ بكف الأيدي عن الجهاد ؛ أي عن الجهاد باليد ، ولا ريب أن هذه الآية نزلت أيام العدوان على المسلمين ، وطردهم من ديارهم ، وحرمانهم من حقوقهم ، فهو جهاد دفعٍ ، وليس جهاد طلب ، فلا بد من القدرة ، وربنا عزَّ وجلَّ حين قال : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا …
حكم المظاهرات في الاسلام
عبدالمالك بن أحمد رمضاني
حكم المظاهرات في الاسلام لفضيلة الشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله، وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه ومن والاه. لا يخفى على القارئ ما حصل في كثير من البلاد الإسلاميّة من القيام على حكّامهم بالمظاهرات للمطالبة بحقوقهم بل للمطالبة بسقوط الأنظمة الموجودة، وقد أيّدهم -إن لم نقل حرّكهم- على ذلك قوى عالميّة كبرى لمآرب لا تخفى على الأذكياء، وأصبح من النّاس من يقول: إنّ خروج النّاس في مظاهرات أو احتجاجات عامّة على أنظمتهم الجائرة من الوسائل الّتي ثبت نفعها؛ إذ كانت سببا في تغيير تلك الأنظمة، وضغطت على الحكّام حتّى يَعملوا لشعوبهم حسابَها ويُحسّنوا أوضاعَها، وهذه المظاهرات ما هي إلاّ إنكار عَلَنيّ للتّعبير عن التّسخّط على أولياء أمور المسلمين، فبأيّ حقٍّ تُنكَر وقد آتت ثمارها كما لا يخفى؟! والجواب: يُنكِر العلماء المظاهرات المُخترَعة في هذا الزّمن بحقّين: الأوّل: حقّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الطّاعة؛ فإنّ الأمر الّذي من أجله يقوم المتظاهرون هو طلب حقوقهم الشّرعيّة الّتي يرون أنّ السّلطان قصّر في أدائها لهم، فلو تكلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن هذه …