تزكية العلماء السلفيين لبعض رؤوس الحزبيين


تزكية العلماء السلفيين لبعض رؤوس الحزبيين

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ……………….. أما بعد ،،،

فإن للعلماء منزلة عالية رفيعة فهم مصابيح الدجى ومنارات الهدى ولمنزلتهم العالية وثق الناس بهم ، ورضوا بأن يكونوا بينهم وبين الله ، ومن ذلك جرحهم وتعديلهم وتزكيتهم وذمهم وهذا حق لا مرية فيه، لكن ينبغي النظر في ثلاثة أمور :

الأمر الأول/ تقدم كلام العالم أو تأخره ، فيؤخذ بالمتأخر دون المتقدم، والناسخ دون المنسوخ، ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

الأمر الثاني/ حال الرجل، فقد تكون حالة حسنة فيثني عليه العلماء، فإذا تغيرت حاله بعد وفاة هؤلاء العلماء فلا يؤخذ بثنائهم الأول، ومن ذلك أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أثنى على عبدالرحمن بن ملجم قاتل الخليفة الراشد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -، بل وأوصى به كما تجد ذلك في لسان الميزان .

وبعد وفاة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فعل فعلته الشنيعة من قتل علي بن أبي طالب ، فهل يصح لأحد أن يصر على التمسك بثناء عمر بن الخطاب على ابن ملجم ولو بعد قتله لعلي بن أبي طالب ؟!. هذا ما لا يصح بحال بل العبرة بحال الرجل بعد .

الأمر الثالث/ البينة والبرهان هي الحاكمة على كل أحد والعالم قد يخطئ ويزل كما ثبت عند الدارمي عن عمر أنه قال : ثلاث يهدمن الدين وذكر منها : زلة العالم . ونحن مطالبون باتباع الدليل إذا ظهر، فإذا زكى العالم أو جرح فالأصل قبول تزكيته أو جرحه، لكن إذا تبين بالدليل والبرهان خلاف ما ذكر فنحن مطالبون باتباع الدليل دونه .

وهذا الصنيع معروف عند أهل العلم ( فقد وثق الإمام أحمد بن حنبل رجلاً اسمه محمد بن حميد الرازي بينما جرحه ابن خزيمة، قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه.قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه، لما أثنى عليه أصلاً. (سير أعلام النبلاء (22 / 108))

وهكذا أهل الحق رائدهم اتباع الحق بالدليل والحجة ليفوزوا برضا الحق سبحانه .

يا طلاب الجنان والنجاة من النيران اجعلوا رائدكم الحق القائم على الدليل الصحيح ولا يثنيكم عنه حب أو بغض لأحد أو حزب أو عاطفة .

وكم نرى الآن من بعض المواقع في الشبكة العنكبوتية كالموقع المسمى بالذهبي أو من بعض الرجالات يثبتون أقوالاً لعلمائنا في تزكية أناس ليسوا أهلاً للتزكية ؛ لأن هذه التزكيات قديمة منسوخة بجرح وذم متأخر مفسر ، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

المثال الأول: يتناقلون تزكية قديمة لبعض علمائنا لسيد قطب والذي له كلام شنيع في سب بعض الصحابة ، بل وسب نبي الله موسى عليه السلام ، وفي المقابل يدعون التزكيات المتأخرة الناسخة التي فيها قدح وتحذير من سيد قطب لأمثال الإمام عبدالعزيز بن باز والإمام محمد بن ناصر الألباني والإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمهم الله – ، وانظر كلامهم في كتاب أخينا الدكتور عصام السناني ( براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدعة والمذمة )

وقد بين الشيخ العلامة الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أخطاء سيد قطب بياناً مفصلاً بحيث إذا وقف عليه المنصف لم يسعه إلا القبول والتسليم ، فهل من منصف شجاع يطالعها ثم يحكم ، وذلك في عدة كتب منها:

•11- العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1046

•22- مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1066

•33- من أصول سيد قطب الباطلة المخالفة لأصول السلف .

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1199

– 4- سيد قطب هو مصدر تكفير المجتمعات الإسلامية .

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1200

5 -نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب .

http://islamancient.com/mktba/play.php?catsmktba=1201

المثال الثاني: يتناقل طائفة تزكية بعض علمائنا لبعض رؤوس الحزبيين مثل سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وعائض القرني – هداهم الله – .

ويدعون كلامهم المتأخر الجارح لهؤلاء ، فكم يتناقل المغرر بهم فتوى مكتوبة لشيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – فيها ثناء على هؤلاء الحزبيين وهي غير موثقة وبلا زمام ولا خطام ، ويعرضون عن فتوى موثوقة قبلها بأيام قليلة فيها الأمر بإيقافهم حماية للمجتمع من أخطائهم ، وهذه الفتوى الثانية لم ينفرد بها الشيخ عبدالعزيز بن باز بل ومعه الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ صالح الفوزان وبقية هيئة كبار العلماء .

يا لله أيصدق عاقل فتوى بلا زمام ولا خطام ويدع فتوى موثوقة ومفسوحة من الإعلام تبعاً لكتاب الشيخ الفاضل عبدالمالك رمضاني ( مدراك النظر ) ويقر بها العلماء المعاصرون مثل الشيخ صالح الفوزان !!

وإن مما يزيد في نكارة هذه الفتوى غير الموثوقة أنها بعد الفتوى الموثوقة بأيام قلائل !!

بل وللشيخ ابن عثيمين مكالمة مسجلة يحذر من سلمان العودة وسفر الحوالي http://islamancient.com/blutooth/133.rm

وأقر الشيخ الألباني في تقديمه لكتاب ( مدارك النظر ) بأنه استفاد بما يتعلق بالمتعاطفين مع ثورة الجزائر وهم الذين ذكرهم المؤلف في كتابه مثل سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وآخرين ، وكان كلامه هذا متأخراً بخلاف ثنائه على بعضهم فكان متقدماً، وكان مما قال: ورغم ضيق وقتي، وضعف نشاطي الصحي ، وكثرة أعمالي العلمية، فقد وجدت نفسي مشدوداً لقراءته، وكلما قرأت فيه بحثاً معللاً نفسي أن أكتفي به، كلما ازددت مضياً في القراءة حتى أتيت عليه كله، فوجدته بحق فريداً في بابه، فيه حقائق عن بعض الدعاة ومناهجهم المخالفة لما كان عليه السلف الصالح ، واستفدت أنا شخصياً فوائد جمة حول ثورة الجزائر وبعض الرؤوس المتسببين لها، والمؤيدين لها بعواطفهم الجامحة ، والمبالغين في تقويمها ممن لا يهتمون بقاعدة التصفية والتربية ا.هـ

بل وكان مما قال الشيخ الألباني في شريط ( السرورية خارجية عصرية ) لما سئل: حول كتاب الإرجاء يا شيخنا ،الإرجاء في الفكر (و هو لسفر الحوالي، قال الشيخ:رأيته ،فقيل له:الحواشي يا شيخنا خاصة الموجودة في المجلد الثاني .
فقال الشيخ: كان عندي أنا رأي صدر مني يوماً منذ نحو أكثر من ثلاثين سنة حينما كنت في الجامعة و سئلت في مجلس حافل عن رأيي في جماعة التبليغ فقلت يومئذ : صوفية عصرية، فالآن خطر في بالي أن أقول بالنسبة لهؤلاء الجماعة الذين خرجوا في العصر الحاضر و خالفوا السلف ، أقول هنا تجاوباً مع كلمة الحافظ الذهبي : و خالفوا السلف في كثير من مناهجهم، بدا لي أن أسميهم:خارجية عصرية، فهذا يشبه الخروج الآن فيما – يعني- نقرأ من كلامهم، لأنهم – في الواقع- كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر، لكنهم – و لعل هذا ما أدري؟أن أقول:غفلة منهم أو مكر منهم!! وهذا أقوله أيضاً من باب (و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ما أدري لا يصرحون بأن كل كبيرة هي مكفرة! لكنهم يدندنون حول بعض الكبائر و يسكتون أو يمرون على الكبائر الأخرى! و لذلك فأنا لا أرى أن نطلق القول و نقول فيهم : إنهم خوارج إلا من بعض الجوانب و هذا من العدل الذي أمرنا به.. ا.هـ

http://islamancient.com/blutooth/234.rm

أبعد هذا ينشر تقي يخشى الله كلامهم الأول المنسوخ دون الثاني الناسخ ، وقل مثل هذا فيما يتعلق بجماعة التبليغ والإخوان المسلمين .

ولو قدر جدلاً أن عالماً زكى هؤلاء الحركيين الحزبيين واستمر على تزكيتهم فإن هذا العالم محجوج بالأدلة الدالة على سوئهم .

وقد أبنت سوء حالهم من قولهم: إنه لا يصح تصنيف الناس إلى شيعة وسنة وصوفية، ومن ثنائهم على من يقول بأن الولي يخلق ولداً بلا أب أو بلا أب ولا أم ، ومن طعنهم في ابن باز وأنه صار أخاً لبني صهيون ، ومن تجويزهم فتح مدارس للرافضة يدرسون فيها كتبهم – ومعلوم ما في كتبهم من تكفير الصحابة والشرك في توحيد الربوبية فضلاً عن الألوهية-

ومن تميعهم مع العلمانيين المجرمين ، وتميعهم في قضايا المرأة وهكذا .. وقد وثقت كل هذا في عدة أشرطة وكتب منها:

1/ سلمان العودة بين التيسير والتشديد المذمومين

http://www.islamancient.com/lectures,item,229.html

2/ بين سلمان العودة والجفري

http://www.islamancient.com/lectures,item,53.html

3/ تناقضات بعض الدعاة

http://www.islamancient.com/lectures,item,58.html

4/ وانكشف القناع

http://www.islamancient.com/lectures,item,71.html

5/ حوار مع الدكتور سفر الحوالي في كتابه ظاهرة الإرجاء

http://www.islamancient.com/lectures,item,232.html

6/ وانكشف غطاء محمد حسن ولد الددو

http://www.islamancient.com/lectures,item,618.html

وكل هذه مسموعة .

أما المكتوبة :

1/ قيادات الصحوة التغير والتلون حقائق وأخطار

http://www.islamancient.com/books,item,132.html

2/ تطهير الأرجاء من مخالفة سفر الحوالي في كتابه حقيقة الإرجاء

http://www.islamancient.com/books,item,42.html

3/ دك حصون الحزبية في بلاد التوحيد السعودية

http://www.islamancient.com/books,item,44.html

4/ بين حسن البنا وسيد قطب

http://www.islamancient.com/books,item,47.html

وهناك كتاب عظيم وهو كتاب مدارك النظر للشيخ الفاضل عبدالمالك رمضاني – وفقه الله لهداه – ففيه حقائق وعجائب .

أسأل الله أن يهدينا وعامة المسلمين لما يرضيه ويكفينا وعامة المسلمين شر أنفسنا والشيطان .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالعزيز بن ريس الريس

المشرف على موقع الإسلام العتيق

http://www.islamancient.com

21/ 2 / 1430هـ


شارك المحتوى: