الشهر: November 2019
حكم من يحارب الإلحاد عن طريق الشك، كعدنان إبراهيم وطارق السويدان
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: رأيت بعض من يُحارب الإلحاد يدعو بالشك ثم اليقين، كعدنان إبراهيم والسويدان وأمثالهما. الجواب: إن طريقة عدنان إبراهيم، وطارق السويدان في محاربة الإلحاد طريقة خطأ، وقد ضلَّ بها كثير من الشباب، منهم من ألحد ومنهم من بقي يعيش في بحار الشكوك والأوهام، إلى غير ذلك، وقد اعترف بهذا جمع من الشباب، لأنهم يسلكون طريقة خطأ كما سيأتي بيانها -إن شاء الله تعالى-. وينبغي أن يُعلم أن محاربة الإلحاد مطلب شرعي وواجب، لكن لا يجوز أن يُستغل هذا في الدعوة إلى التحزُّب وإلى الفكر الحركي، وقد رأيت بعض الحركيين بدأ يشتهر بمحاربة الإلحاد، فجعل ذلك شراكًا لإيقاع الناس في الفكر الحركي والإخواني وغير ذلك. تمامًا كما صنعوا سابقًا -ولا زالوا- يتظاهرون بمحاربة العلمانيين والليبراليين، حتى جمعوا العامة عليهم وكسبوا عواطفهم، وإن محاربة الليبراليين والعلمانيية والإلحاد واجب، لكن لا يجوز أن يُجعل شباكًا لدعوة الناس إلى التحزب وغير ذلك، بل يجب أن يقوم المسلم بهذا الواجب لله وفي الله، لا لأجل الدعوة للتحزب وغير هذا. إذا تبيَّن هذا، فإن الدعوة للشك ثم اليقين لا يصح لا شرعًا ولا عقلًا من أوجه، أذكر بعضها باختصار: الوجه الأول: أن هذا ما لم تأت به الشريعة، فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة للإسلام قبل إسلامهم، ثم دعاهم بعد ذلك للثبات على الإسلام، ولم يُعرف …
المجموعة (867)
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: رأيت بعض من يُحارب الإلحاد يدعو بالشك ثم اليقين، كعدنان إبراهيم والسويدان وأمثالهما. الجواب: إن طريقة عدنان إبراهيم، وطارق السويدان في محاربة الإلحاد طريقة خطأ، وقد ضلَّ بها كثير من الشباب، منهم من ألحد ومنهم من بقي يعيش في بحار الشكوك والأوهام، إلى غير ذلك، وقد اعترف بهذا جمع من الشباب، لأنهم يسلكون طريقة خطأ كما سيأتي بيانها -إن شاء الله تعالى-. وينبغي أن يُعلم أن محاربة الإلحاد مطلب شرعي وواجب، لكن لا يجوز أن يُستغل هذا في الدعوة إلى التحزُّب وإلى الفكر الحركي، وقد رأيت بعض الحركيين بدأ يشتهر بمحاربة الإلحاد، فجعل ذلك شراكًا لإيقاع الناس في الفكر الحركي والإخواني وغير ذلك. تمامًا كما صنعوا سابقًا -ولا زالوا- يتظاهرون بمحاربة العلمانيين والليبراليين، حتى جمعوا العامة عليهم وكسبوا عواطفهم، وإن محاربة الليبراليين والعلمانيية والإلحاد واجب، لكن لا يجوز أن يُجعل شباكًا لدعوة الناس إلى التحزب وغير ذلك، بل يجب أن يقوم المسلم بهذا الواجب لله وفي الله، لا لأجل الدعوة للتحزب وغير هذا. إذا تبيَّن هذا، فإن الدعوة للشك ثم اليقين لا يصح لا شرعًا ولا عقلًا من أوجه، أذكر بعضها باختصار: الوجه الأول: أن هذا ما لم تأت به الشريعة، فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة للإسلام قبل إسلامهم، ثم دعاهم بعد ذلك للثبات على الإسلام، ولم يُعرف …
حكم بيع وشراء الأجهزة التي قد تُستعمل بالخير والشر
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما حكم الاتجار بالبيع والشراء بالأجهزة التي قد تُستعمل بالخير والشر، كالهواتف النقالة والشاشات ونحوها؟ الجواب: إن النظر في أمثال هذه الأمور يرجع إلى الغالب، وهذا يختلف من بلد إلى بلد، ومن مكان إلى مكان، فإذا كان الغالب في استعمال الهواتف النقالة والشاشات وغير ذلك فيما حرم الله، فلا يجوز الاتجار بها، وإذا كان الغالب أنها تُستعمل فيما أباح الله، لكن يوجد من يستعملها فيما حرم الله، فإنه يُتجر فيها، فالعبرة بالغالب. والقاعدة الفقهية: أنه يُغتفر تبعًا ما لا يُغتفر أصلًا. ولها أدلتها، ومن أدلتها ما هو مجمع عليه، لذا العبرة في مثل هذا بالنظر إلى الغالب. وأؤكد أن هذا الغالب يختلف من مكان إلى مكان، ومن زمن إلى زمن، باختلاف أعمال الناس وما يستعملون هذه الأمور المحتملة في الخير والشر. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.
حكم لعب البلايستيشن في مقهى، والخاسر في اللعبة هو الذي يدفع؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: أذهب أنا وأحد الزملاء إلى أحد المقاهي ونلعب بلايستيشن، والخاسر منا يدفع للمقهى قيمة اللعب والمشروبات، هل هذا يُعد من القمار؟ علمًا بأن هذه اللعبة لا تعتمد على الحظ كما في القمار، كما أنه لا يوجد رهان، والمال المدفوع لصاحب المقهى؟ الجواب: إن حقيقة هذه المعاملة هو القمار، وذلك أن الخاسر هو الذي يدفع قيمة الذهاب إلى المقهى وقيمة المشروبات إلى غير ذلك، والرابح لا يدفع شيئًا، فإذن هذا لعب على عِوَض وعلى مال، من ربح أخذ المال، ومن خسر أخذ ماله. وأخذ المال بأسلوب غير مباشر، وهو ألا يدفع قيمة المقهى ولا المشروبات في هذا السؤال، بخلاف الخاسر فإنه يدفع، فإذن الذي انتصر في هذه اللعبة وفاز رابح من جهة أنه لن يدفع شيئًا. وقد روى الخمسة إلا ابن ماجة من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر»، فإذن لا يُدفع الرهان إلا في هذه الثلاث، وما عدا ذلك فدفع الرهان فيها محرم. فإذن قول السائل أنه لا رهان فيها وأنها غير مبنية على الحظ …إلخ، كله غير مؤثر، أما أنه لا رهان فيها ففيها رهان كما تقدم، أما أنه ليس مبنيًا على الحظ، فإن الرهان ليس مُحرمًا لأنه مبني على الحظ وإنما لأن …
المجموعة (866)
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: أذهب أنا وأحد الزملاء إلى أحد المقاهي ونلعب بلايستيشن، والخاسر منا يدفع للمقهى قيمة اللعب والمشروبات، هل هذا يُعد من القمار؟ علمًا بأن هذه اللعبة لا تعتمد على الحظ كما في القمار، كما أنه لا يوجد رهان، والمال المدفوع لصاحب المقهى؟ الجواب: إن حقيقة هذه المعاملة هو القمار، وذلك أن الخاسر هو الذي يدفع قيمة الذهاب إلى المقهى وقيمة المشروبات إلى غير ذلك، والرابح لا يدفع شيئًا، فإذن هذا لعب على عِوَض وعلى مال، من ربح أخذ المال، ومن خسر أخذ ماله. وأخذ المال بأسلوب غير مباشر، وهو ألا يدفع قيمة المقهى ولا المشروبات في هذا السؤال، بخلاف الخاسر فإنه يدفع، فإذن الذي انتصر في هذه اللعبة وفاز رابح من جهة أنه لن يدفع شيئًا. وقد روى الخمسة إلا ابن ماجة من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر»، فإذن لا يُدفع الرهان إلا في هذه الثلاث، وما عدا ذلك فدفع الرهان فيها محرم. فإذن قول السائل أنه لا رهان فيها وأنها غير مبنية على الحظ …إلخ، كله غير مؤثر، أما أنه لا رهان فيها ففيها رهان كما تقدم، أما أنه ليس مبنيًا على الحظ، فإن الرهان ليس مُحرمًا لأنه مبني على الحظ وإنما لأن …
إلى متى وهم بالفتوى يعبثون؟!
د. صالح بن عبدالعزيز سندي
إلى متى وهم بالفتوى يعبثون؟! الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن الفتوى عند السلف الصالح: أمانة عظيمة، وحِمل ثقيل؛ فأحب ما على أحدهم أن يُكفى أمرها، وربما أخّر المستفتي حتى يتأمل؛ وعند أدنى شك أو اشتباه بادر بلا تلكؤ بـ: لا أدري، وإذا لم يجد بُدا من الجواب أجاب خوفا من كتمان العلم، وقلبه يرجف خشية الكذب على دين الله، قال عطاء بن السائب التابعي رحمه الله: (أدركت أقواما يُسأل أحدهم عن الشيء؛ فيتكلم وهو يرعد!)، هذا وهو في العلم أثقلُ من أُحد، وأثبتُ من الوَشم. والذي مضى عليه أهل الشوكة والسلطة فيهم: أن الإفتاء حمى محفوظ، لا يُمكّن من تسوّره كلُّ من هب ودب. وربما لم يُنصب للمفتي كرسيه حتى يشهد له علماء بلده أنه أهلٌ له، قال الإمام مالك رحمه الله: (ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهلٌ لذلك). أما العامة؛ فمستجيبة لوصية علمائها: (إن هذا العلم دين؛ فانظروا عمن تأخذون دينكم). هذا ما كانوا عليه .. ثم آل الأمر في هذا الزمان المتأخر إلى حال مؤسفة، ساوت فيها العراقيب المناكب! (… اتخذ الناس رُءُوسًا جهالا؛ فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا). إنها ظاهرة “المفتين الخِفاف” التي تفاقمت في الآونة الأخيرة؛ فأوقعت في الناس حيرة واضطرابا؛ فالإفتاء عند هؤلاء غنيمةٌ …
كيف يَصِلُ الإنسان بِنِيَّتِه إلى الكمال ؟ وكيف يكون العمل صالحاً ؟
حامد بن خميس الجنيبي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛ أولاً : النِّـيَّة يُراد بها : إخلاص العمل لله تعالى ، وهو إفراد القصد لله عزَّ وجل ، والبراءة من قصد أيِّ أحدٍ في العمل سوى الله جل جلاله . والنيَّة هي التي تقود العبد إلى مواقع رضى الرحمن ، والبُعد عن مواقع رضى الشيطان ، فإنَّ النَّـيَّة الصحيحة تكون صادرة عن محبَّةٍ لله عزَّ وجل . وكلَّما ازدادت محبَّة العبد لله تعالى ، ازداد إخلاصه لله عزَّ وجلَّ ، وصار قصد إفراد المولى سبحانه وتعالى بالعبادة عنده أعظم وأكمل . وكلُّ ذلك بيانه في : أنَّ العباد يتفاوتون في الإخلاص والتوحيد لربِّ العالمين ، فإنَّ العبد قد يحصل له من تلك المحبَّة لله تعالى : ( خشيةٌ وإخباتٌ وإجلالٌ ) لِجَناب الربِّ سبحانه وتعالى ، ويحصل له من السكينة ما يعظم وصفه ، ويحصل له من زوال الغفلة وكمال الأُنس ما يُوجِبُ لديه ذِكرَ مولاه على كلِّ حال ، وإزالة الأدران والأوساخ التي تُغَطِّي على قلبه . ومِنَ المُتقرِّر عند العقلاء : أنَّ مَنْ أحبَّ شيئاً ؛ أكثر مِن ذكره ، ولا شكَّ أنَّ أعظم محبوبٍ في هذا الوجود هو الله جلَّ جلاله ، وفي مثل هذا قد قال سبحانه وتعالى : (ومِنَ النَّاس مَن يتَّخِذُ …