الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : حامد بن خميس الجنيبي
كيف يَصِلُ الإنسان بِنِيَّتِه إلى الكمال ؟ وكيف يكون العمل صالحاً ؟
حامد بن خميس الجنيبي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ؛ أولاً : النِّـيَّة يُراد بها : إخلاص العمل لله تعالى ، وهو إفراد القصد لله عزَّ وجل ، والبراءة من قصد أيِّ أحدٍ في العمل سوى الله جل جلاله . والنيَّة هي التي تقود العبد إلى مواقع رضى الرحمن ، والبُعد عن مواقع رضى الشيطان ، فإنَّ النَّـيَّة الصحيحة تكون صادرة عن محبَّةٍ لله عزَّ وجل . وكلَّما ازدادت محبَّة العبد لله تعالى ، ازداد إخلاصه لله عزَّ وجلَّ ، وصار قصد إفراد المولى سبحانه وتعالى بالعبادة عنده أعظم وأكمل . وكلُّ ذلك بيانه في : أنَّ العباد يتفاوتون في الإخلاص والتوحيد لربِّ العالمين ، فإنَّ العبد قد يحصل له من تلك المحبَّة لله تعالى : ( خشيةٌ وإخباتٌ وإجلالٌ ) لِجَناب الربِّ سبحانه وتعالى ، ويحصل له من السكينة ما يعظم وصفه ، ويحصل له من زوال الغفلة وكمال الأُنس ما يُوجِبُ لديه ذِكرَ مولاه على كلِّ حال ، وإزالة الأدران والأوساخ التي تُغَطِّي على قلبه . ومِنَ المُتقرِّر عند العقلاء : أنَّ مَنْ أحبَّ شيئاً ؛ أكثر مِن ذكره ، ولا شكَّ أنَّ أعظم محبوبٍ في هذا الوجود هو الله جلَّ جلاله ، وفي مثل هذا قد قال سبحانه وتعالى : (ومِنَ النَّاس مَن يتَّخِذُ …