الشهر: May 2020
صيام الست في شوال وليس غيره
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فقد أفتى بعضهم بأن فضيلة صيام الست تحصل لمن صام ستة أيام من غير شوال كشهر ذي القعدة، ومن المعلوم عند المسلمين والمفهوم عند المتعبدين أنه عند الخلاف فالحَكَم هو الكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ . إن العمدة في صيام الست ما أخرج مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال، كان كصيام الدهر». وهذا الحديث واضح وبيِّن في أن من أراد أن يُحصّل هذه الفضيلة فذلك إنما يكون بأن يُصام رمضان كله ثم باتباعه بستة أيام من شوال، وقد ذهب إلى هذا جماهير أهل العلم القائلين باستحباب صيام الست من شوال كما هو قول الإمام ابن المبارك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، وغيرهم من أهل …
الرد بالدليل والبرهان على من لم يكفر اليهود وعبدة الصلبان
أبو البراء الأثري
الرد بالدليل والبرهان على من لم يكفر اليهود وعبدة الصلبان. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد. فإنه ما بين حين وآخر يخرجون علينا أناس يريدون أن يضربوا ثوابت الإسلام ويريدون زعزعة هذا الدين بما عندهم من الأفكار الضالة –والعياذ بالله- التي تناقض كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقض هدي السلف الصالح وتناقض إجماع العلماء. وكأن هؤلاء ليسوا من المسلمين فقد خرجوا علينا بدعوات باطلة منها: عدم تكفير الكفار وعدم إزدراء أديان الكفار واحترام هذه الأديان الباطلة -والعياذ بالله- والتسوية بينها وبين دين الإسلام الحق. إن هؤلاء مكذبون لقول الله تعالى:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ…} الآية. ومكذبون لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ومكذبون لقول الله تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ …
الشرك في نجد وتاريخ ابن غنام وابن بشر
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: فيُردد طائفة أن الشرك الأكبر لم يكن شائعًا في نجد، وأن هناك مبالغات في تصوير الشرك في نجد بدافع محاولة إبراز أثر دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله رحمة واسعة-، وعلى إثر ذلك يحاولون التقليل من مصداقية تاريخ ابن غنام وابن بشر-رحمهما الله-، ولا شك أنهما ليسا معصومين، ولكن ليس لأنهما غير معصومين فإن كلامهما يُرد أو يُشكك فيه بلا بينة، لا سيما والأدلة والقرائن مؤكدة لما ذكراه من انتشار الشرك في نجد . ويتضح ذلك بمعرفة خمسة أمور أذكرها مختصرة تناسب هذا المقام: الأمر الأول: نَقَلَ الثقات أن الشرك كان شائعًا في نجد، وذكروا أماكن الشرك وأحوال الناس في الإتيان إلى هذه الأماكن والقيام بالشرك عندها، وقد قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } ، فمفهوم المخالفة: إذا جاءكم الثقة بخبر فاقبلوا، وإليكم نقل اثنين من هؤلاء الثقات: الأول: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى-. والثاني: الإمام عبد العزيز بن الإمام محمد بن سعود -رحمه الله تعالى-. قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- كما في الدرر السنية في الأجوبة النجدية (10/ 51): “فمن زعم من علماء العارض: أنه عرف معنى لا إله إلا الله، أو …