الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : عبدالقادر بن محمد الجنيد
الصلاة مع الكفار من أجل إنقاذ الإنسانية من كورونا؟
عبدالقادر بن محمد الجنيد
الصلاة غدًا الخميس من أجل إنقاذ الإنسانية من كورونا؟ بتأييدٍ ومباركة ودعوة من شيخ الأزهر!، وبابا الفاتيكان!، وزعامات أديانٍ كفرية!، ودعاةٍ من الإخوان المسلمين!، وبعض المُفتين!. . ١ – لأن الصلاة عبادة، والعبادة مرجعها إلى القرآن والسُّنة النبوية، وليس إلى شيخ الأزهر، ولا إلى من تقلد منصب الإفتاء في بلد، ولا إلى هيئة علمية دينية. ٢ – ولأن الله لا يَدفع عن عباده البلاء والوباء بصلاة مبُتَدَعة في الإسلام، أو بصلاة محرمة وفيها أمور كفرية، وتؤدى لغيره سبحانه، كالمسيح عيسى بن مريم، أو عزير، أو بوذا، أو بقرة، أو نار، أو رام، أو غيرهم من الآلهة التي تعبد مع الله. بل إن الصلاة المُبتدَعة في الإسلام والتي تُفعل تقرُّبًا إلى الله لا تُقبل وتُرد على فاعلها، لقول رسول الله ﷺ الصحيح: (( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد )). فكيف بالصلاة الكفرية، وصلاة الكافرين لغير الله ربهم وخالقهم، فهي أولى بعدم قبول الله لها، ورضاه عنها. بل هذه الصلاة: من أسباب زيادة البلاء والشر والعقوبات والأوبئة، وليس تخفيفها، وزوالها. ٣ – ولأن الله لا يَقبل من عباده إلا أن يعبدوه بدينه الإسلام وحده، وما جاء فيه، كما قال سبحانه: { ومن …
قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل الأذان أو بعده لدفع وباء كورونا!
عبدالقادر بن محمد الجنيد
الحمد لله، وسلامٌ، على عباده الذين اصطفى. وبعد: فلقد انتشرت هذه الأيام طرق في اللجوء إلى الله تعالى لكشف ما نزل بالناس من وباء كورونا وأضراره، لم تَرد في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها نبينا صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، وباقي سلف الأمة الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى، ولا عن أئمة المذاهب الأربعة، وتلامذتهم، ولا من في زمنهم من فقهاء ومُحدِّثين. 🔻 ومِن هذه الطرق: ١ – الخروج إلى الشوارع في مسيرات مكبرين ومهللين وداعين. ٢ – إعلان التكبير والتهليل والذِّكر عبر مكبرات الصوت في المساجد، أو من شُرفات البيوت ونوافذها وأسطحها. ٣- تشغيل القرآن عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل الأذان أو بعده، أو أي في وقت، أو مِن نوافذ البيوت، حتى تعجَّ به الطرقات والأماكن. ٤ – تكبير الناس ودعاؤهم واستغفارهم جماعيًا بأصوات مرتفعة، ومتوافقة. 📝 واللائق بالمسلم السائر على كتاب الله، وسنة رسوله: ١ – أن يلجأ إلى الله تعالى، ويستغيث به، ويدعوه، فيما بينه وبينه، وبخشوع وذُل وخوف ورهبة واستكانة وخضوع وأدب. مع التوبة إليه سبحانه، والإكثار من طاعته، وترك معصيته. وهكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وباقي سلف الأمة الصالح. ٢ – وأما هذه الطرق المبتدعة في اللجوء إلى الله فقد جاءتنا عن طريق الشيعة الرافضة، وتلقفها عنهم غلاة …
هل كانت ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، ونقول العلماء في ردِّ ذلك.
عبدالقادر بن محمد الجنيد
هل كانت ليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، ونقول العلماء في ردِّ ذلك. الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد: فهذه نقول عن جمع من أهل العلم حول حادثة الإسراء والمعراج وأنها لم تكن في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، ولا في شهر رجب. فدونكم هذه النقول، ومن قالها، ومصادرها.: أولاً: أبو الخطاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي – رحمه الله – المولود سنة (546هـ) في كتابه “أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب”(ص:110) حيث قال: وذكر بعض القُصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب.اهـ وقال في كتابه “الابتهاج في أحاديث المعراج”(ص:9): وقيل: كان الإسراء في رجب، وفي إسناده رجال معروفون بالكذب. اهـ وقد نقل شهاب الدين أبو شامة المقدسي الشافعي – رحمه الله – المولود سنة (599هـ) في كتابه “الباعث على إنكار البدع والحوادث”(ص:232) وابن حجر العسقلاني الشافعي – رحمه الله – المولود سنة (773هـ) في كتابه “تبيين العجب بما ورد في شهر رجب”(ص:23) كلام أبي الخطاب ابن دحية المتقدم ولم يتعقبانه بشيء. ثانيـاً: علي بن إبراهيم ابن العطار الشافعي الدمشقي – رحمه الله – المولود سنة (654هـ) في كتابه “حكم صوم رجب وشعبان وما الصواب فيه عند أهل العلم والعرفان وما أحدث فيهما وما يلزمه من البدع التي يتعين إزالتها على أهل …
كورونا بين الابتلاء والعقوبة مع الصبر واتخاذ أسباب العافية
عبدالقادر بن محمد الجنيد
الخطبة الأولى: ـــــــــــــــــــــــــــــ الحمد للهِ العظيمِ القادر، الفعَّالِ لِمَا يُريد، الذي خلَق فقدَّر، ودبَّرَ فيسَّر، فكُلُّ عبدٍ إلى ما قَدَّرَه عليه وقضَاه صائر، لا يُسألُ عمَّا يَفعل وهُم يُسئَلون، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسوله، الذي حذَّرَ أُمَّتَه عِظَمَ عقوبات الذُّنوب، وبيَّنَ كِبَرَ أجورِ احتسابِ البلاءِ والمُصاب، فاللهمَّ صلِّ عليه، وعلى آل بيته وأصحابه وأتباعه، وسَلِّمْ تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعد، أيُّها المسلمون: فلقد أقسَمَ ربُّكم ــ جلَّ وعزَّ ــ على أنَّ يَبتلِيَكُم ببعض المصائب لا كُلِّها، فقال سبحانه: { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ }، ووعَدَ بعدَ إقسامِه بذلك مَن صبَرَ على ما ابتُلِيَ بِه، واحتسَب أجْرَ مُصابِه، فقال ــ جلَّ وعلا ــ: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }، وبيَّنَ رسولُه صلى الله عليه وسلم إلى الناس كبيرَ أجْرِ الصَّبرِ على البلاء، رِضًا بقضاء الله وقدَره، واحتسابًا لأجْره، فصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ، وَلا نَصَبٍ، وَلا سَقَمٍ، وَلا حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ، إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ))، وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أيضًا أنَّه قال: (( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ، فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا …
عيد الحب لا يصلح لنا أهل الإسلام
عبدالقادر بن محمد الجنيد
عيدُ الحُبِّ لا يَصلح لَنا أهلَ الإسلام الخطبة الأولى:ـــــــــــــــــــــــــــ الحمد لله خالقِ الإنس والجَان، أحمدُه على ما مَنَّ بِه مِن الإيمان، وأشهد أنْ لا إله إلا هو الرحمن، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله المبعوثُ بالقرآن، ، فصلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته السَّادة الأعيان، صلاة دائمة على مَرِّ الأزمان. أمَّا بعد، فيا أهل الإسلام والقرآن: إنَّ أعظمَ نِعمةٍ وُفِّقتُم لَهَا أنْ هَداكُم ربُّكم لاعتناق دينه الإسلام، وأكرمَكم فكُنتم مِن أهل الإيمان، وجمَّلَكم فعمِلتم بشريعته إلى انقضاء الآجال، وقد قال ــ عزَّ وجلَّ ــ ممتنًا عليكم: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ }، وصحَّ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لبُيوتاتِ الناس مُبشِّرًا: (( أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ ))، فاعرفوا قدْرَ نِعمةِ الإسلام، واستمسكوا بِه ما عِشتم، والهَجُوا بشُكر ربِّكم عليه كثيرًا، وكونوا بِه فرِحين، ولأحكامِه مُتعلِّمين وعامِلِين، وفي إصلاحه مِن النَّشِطِين السَّبَّاقين، ولَهُ مُقوِّين لا مُضعفين، ومُحسنين لا مُسيئين، واعلموا أنَّ مِن كبيرِ فضلِ اللهِ عليكم، وجزيلِ إكرامِه لَكم، ورحمتهِ الواسعة بِكم، تَكْرِيْهَ الكُفر إلى قلوبكم، وتحبيبَكم في الإيمان وشرائعه، حيث قال سبحانه مُمتنًّا: { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ }، وإنَّ أهلَ …
يوم عاشوراء، صيامه، وبدعه، والمخالفين للشريعة فيه، وما يُستفاد مِن أحاديثه
عبدالقادر بن محمد الجنيد
يوم عاشوراء، صيامه، وبدعه، والمخالفين للشريعة فيه، وما يُستفاد مِن أحاديثه الخطبة الأولى:ـــــــــــــــــ الحمد لله الحكيم الخبير، الذي وفَّق مَن شاء مِن عباده لتحصيل المكاسب والأجور، يَرجون تجارة لن تبور، وأشهد أنْ لا إله إلا هُوَ وإليه المصير، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، بلَّغ شريعة ربِّه إلى الخلق كاملة، ودعاهم إلى التمسك بالسُّنَّة، وحذَّرهم مِن البدعة، فصلَّى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آل بيته وأصحابه السائرين على هديه في كل حالاته وأفعاله وأقواله وأوقاته. أمَّا بعد، عباد الله: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ــ جلَّ وعزَّ ــ فاتقوا الله في السِّر والعلن، وراقبوه مراقبة أصحاب القلوب الخاشية، وإيَّاكم والأمْن مِن مَكره، والقُنوط مِن بِرِّه، وتعرَّضوا لأسباب رحمته ومغفرته، واعملوا كل سبب يوصلكم إلى رضوانه وفضله، ويُقربكم مِن جنته، ويُباعدكم عن ناره، فإنَّ رحمة الله قريب مِن المحسنين، فقد قال سبحانه آمرًل لكم بذلك: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }. عباد الله: لقد تكاسل وتشاغل أكثرنا عن صيام التَّطَوع، رغم ما ورد في شأنه مِن أحاديث نبوية عديدة، مبيِّنةٍ لأنواعه، ومرغِّبةٍ فيه، ومعدِّدةٍ لثماره، وما فيه مِن حسنات كثيرة، وأجور كبيرة، وتكفير للسيئات، ومكاسب طيبة تنفع العبد في دنياه وأُخْراه. وإنَّكم الآن لتنعمون بالعيش …
ردُّ كيد إفساد المرأة ودينها وآخرتها ومجتمعها وأمتها عن طريق لباسها
عبدالقادر بن محمد الجنيد
ردُّ كيد إفساد المرأة ودينها وآخرتها ومجتمعها وأمتها عن طريق لباسها الخطبة الأولى: ــــــــــــــــ الحمد لله الذي مَنَّ على عباده المؤمنين بدِين الإسلام الطيِّب الجميل، مُهذِّب النفوس، ومُجمِّل الأخلاق، ومُزيِّن الصُوَّر، ومُحسِّن الطِّباع، والمُعْلِي لِتعاملهم مع الخلق، والمُصلِح لِما تنطق به ألسنتهم، وتفعله جوارحهم، وله الحُكم سبحانه، ومِنه الفضل، وإليه يُرجعون، والصلاة والسلام على نبيه محمد المبعوث رحمة للناس وهدى، الذي ما تبِعَته نفسٌ إلا سعِدت وتهذَّبت، وعلى أزواجه الطَّيِّبات المَصُونات، وعلى باقي أهل بيته، وأصحابه النَّاصرين لله ورسوله ودينه، وعلى السائرين على طريقه وهديه إلى أنْ يقوم الناس لِرَّب العالمين. أمَّا بعدُ، فيا معاشر المؤمنين: لقد أصبح باب اللِّباس والزِّينة للمرأة المسلمة في هذا العصر مِن أوسع وأشرِّ وأخطر الأبواب التي يَلِجُ منها أعداء دين الله الإسلام، ودُعاة المُجُون والخلاعة، وتُجَّار الأعراض والرَّذيلة، وأهل الفساد والإفساد، ومدمِّرُو الأخلاق والفضائل، ومفسِدُو الذُّكور والإناث، وماحِقُو عِفَّة المجتمعات والمُلتقيات، وأذْنَاب أعداء الأمَّة والدِّين والوطن. وَلَـجُوا مِن هذا الباب: لِيحُولُوا بين المسلمين وبين الدِّين الذي ارتضاه لهم ربُّهم، ويُضعِفوه في نفوسهم، ويُقلِّلوا مِن تمسُّكهم وعملِهم به. وَلَـجُوا مِن هذا الباب: ليَهدموا أخلاق المسلمين والمسلمات، وينزعِوا مظاهر العِفَّة والفضيلة والحياء والغَيرة مِن بواطنهم وظواهرهم. وَلَـجُوا من هذا الباب: ليُفسدوا مجتمعات المسلمين وبلادهم، ويملؤها بالمنكرات والقبائح، والرَّذائل والفجور، ومشابهة الكافرين. وَلَـجُوا من هذا الباب: طَواعية ومُتابعة لِمَن تأثَّروا بِهم، وتربَّوا على أيديهم، ودرَّبوهم مِن اليهود …
صور مشرقة من أدب إمام أهل السنة أحمد بن حنبل وحسن صحابته مع الناس
عبدالقادر بن محمد الجنيد
صور مشرقة من أدب إمام أهل السنة أحمد بن حنبل وحسن صحابته مع الناس الحمد لله المحمود على كل حال، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله الكريم محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه. أما بعد، أيها الأخ الطيب المفضال ـ لا زلت من الله في رحمة وهداية وتسديد ـ: فهذه وريقات قليلة العدد، جميلة النفع، بهيجة المُحَيَّا، وارفة الظلال، قد دمجتها صوراً مضيئة من حسن أدب وتعامل وصحابة الإمام حقاً وشيخ الإسلام صدقاً أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذُّهلي الشيباني ـ رحمه الله ـ مع الناس من أهل ورفاق وتلاميذ وأجراء وغيرهم. وهو ـ والله ـ أهل أن تُعرف سيرته، ويُحيى ذكره، وتُشهر صفاته، ويُقتدى به في سمته وخلقه وأدبه. ونحن إن لم ندرك زمنه وصُحبته، فقد أدركنا سيرته، نقلها لنا العدول الثقات، فعسانا ننتفع، والله المعين وحده. وقد قال القاضي ابن أبي يعلى الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه “طبقات الحنابلة”(1/ 346): قال عبد الله: سمعت مُهنا يقول: (( صحبت أبا عبد الله فتعلمت منه العلم والأدب )). وقال الحافظ الذهبي ـ رحمه الله ـ في “سير أعلام النبلاء”(10/ 316 – ترجمة:78): عن الحسين بن إسماعيل عن أبيه، قال: (( كان يجتمع في مجلس أحمد زهاء خمسة آلاف أو يزيدون نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الادب والسمت )). وقال العلامة ابن مفلح الحنبلي ـ …
شروط يحتاج إلى معرفتها مَن دخل سُوق البيع والشراء والأسهم والعقارات والمضاربة بالأموال
عبدالقادر بن محمد الجنيد
شروط يحتاج إلى معرفتها مَن دخل سُوق البيع والشراء والأسهم والعقارات والمضاربة بالأموال الخطبة الأولى:ــــــــــــــــ الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلَّمه، ورفع قدْر العلم وعظَّمه، ووفَّق للتفقه في دينه مَن اختاره وفهَّمه، وأعزَّالعامل بِه، وكثَّر أجره، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، بيَّن الحلال والحرام لأمَّته، وما ترَك مِن شيء يُقرِّب مِن الجنَّة ويُباعِد عن النار إلا وأعلَم بِه ووضَّحه، فصلَّى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحابته الدائبين في طاعته. أمَّا بعد، فيا أيُّها الناس: اتقوا الله ربكم بتجَنُّب ما حرَّم عليكم في بيعكم وشرائكم، فإنَّ الحلال والحرام بفضل الله بيِّن وواضح، وثمَّةَ أمور قليلة قد تَشتبَه على كثير فلا يعرفون حكمها، فمَن اتقى الشُّبهات سلِم له دينه وعرضه، ومَن وقع في الشبهات وقع في الحرام، وقد قال الله تعالى أمرًا لنا بتقواه: { وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }، واعلموا أنَّ مِن رحمة الله بعباده، وحِكمَة شريعته المُطهَّرة وتكامُلِها: أنْ أُحِلَّ لنا البيع والشراء مع الناس كافة، مؤمنِهم وفاسقهم وكافرِهم، لأنَّ ما في أيديهم مِن أطعمة وألبسة وأجهزة وآلات وعقار وغيرها لا يعطونها محتاجها في غالب الأحوال إلا بثمن ومقابل، فقال الله سبحانه: { وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا }، وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ }. أيُّها الناس: مَن …
خطبة صلاة الاستسقاء
عبدالقادر بن محمد الجنيد
خطبة صلاة الاستسقاء الحمد لله الغنيِّ الجواد، الكريمِ الوهاب، المُتواتِرِ لأهل طاعته إعانتَه وإمدادَه، المُنعِمِ بالخيرات، المُفِيضِ لعظيم البركات، اللَّطيفِ بعباده، كاشفِ شِدَّاتهم، وفارجِ كُرباتهم، ومُجيبِ دعواتهم، المُتكفِّلِ بأرزاق جميعهم، الذي يُحيي الأرض بعد موتها وجَدْبِها، فيأمر السماء فتُمطِر ماء وبرَدًا وثلجًا، ويأمر الأرض فتَتفجَّر عيونًا وأنهارًا، ويأمر الجبال أنْ تشَقَّق فيخرج مِنها الماء، فله الحمد على ما أنْعَم، وأشكره على ما تفضَّل بِه علينا وأكرَم، وأتوب إليه مِن جميع الخطايا وأستغفر، وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله إلى العالمين جميعًا، فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وأزواجه وذُريَّته وأصحابه، وعنَّا معهم دومًا وأبَدًا. أمّا بعد، فيا أيُّها الناس: إنَّنا نشكو في هذه الأزمِنة تأخُّرَّ نُزول الأمطار عن أوقاتها المعتادة، وإنْ نَزلت فقليلة مياهها، لا تَسُّد الحاجة، ولا تُزيِل الفاقة، وإنْ كثُرت أحيانًا فبركتها قليلة وضعيفة، وأضرارها كثيرة، وهذا والله بلاء عظيم، وكَرْب كبير، وقد صحَّ عن ابن عباس ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( لَيْسَتْ السَّنَةُ ــ أي: الجَدْبُ والقَحْط ــ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنْ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا )). وإنَّ أعظم أسباب ذلك ذُنوب العباد مِن شركياتٍ وبِدَع ومعاص، وترْكهم لِما أوجَب الله عليهم وفرَض، فإنَّه ما نَزل بالعباد بلاء إلا بذَنْب، ولا حلَّت مُصيبة وكَرْب بالخلق إلا …
شيء عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أخلاقه
عبدالقادر بن محمد الجنيد
شيء عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وبعض أخلاقه الخطبة الأولى: ــــــــــــــ أحمد الله الغني الكريم على إِفضاله، وأشكره على توالي آلائه، وأشهد له بالإلهية واستحقاق العبادة، فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا نظير، وأصلي وأسلم على أشرف مخلوقاته، وخاتم أنبيائه، وأشهد له بالعبودية والرسالة فأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله إلى العالمين رحمة، وأثني بالصلاة والتسليم على أهل الإيمان من آل بيته، ومعهم أصحابه الأئمة الميامين البررة. أما بعد، عباد الله: فقد قال ربكم – جل وعلا – داعياً لكم ومرغباً ومحرضاً في سورة الأحزاب: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ }. فأبانت هذه الآية الجليلة: أن من كان يرجو الله واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي والاقتداء والاهتداء بالرسول صلى اللّه عليه وسلم في اعتقاداته وأقواله وأفعاله. فاقتدوا وتأسوا واهتدوا به – صلوات ربي وسلامه عليه – في جميع أموره وأحواله، لا سيما أخلاقه الشريفة الجميلة، وأدبه الرفيع العالي، فلقد كان صلى الله عليه وسلم ذا خلق عظيم عال كريم، وأدب طيب جليل، لا نظير له فيه ولا مثيل، شهد …