قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل الأذان أو بعده لدفع وباء كورونا!


 

الحمد لله، وسلامٌ، على عباده الذين اصطفى.
وبعد:
فلقد انتشرت هذه الأيام طرق في اللجوء إلى الله تعالى لكشف ما نزل بالناس من وباء كورونا وأضراره، لم تَرد في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا فعلها نبينا صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، وباقي سلف الأمة الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى، ولا عن أئمة المذاهب الأربعة، وتلامذتهم، ولا من في زمنهم من فقهاء ومُحدِّثين.

🔻 ومِن هذه الطرق:
١ – الخروج إلى الشوارع في مسيرات مكبرين ومهللين وداعين.
٢ – إعلان التكبير والتهليل والذِّكر عبر مكبرات الصوت في المساجد، أو من شُرفات البيوت ونوافذها وأسطحها.
٣- تشغيل القرآن عبر مكبرات الصوت في المساجد قبل الأذان أو بعده، أو أي في وقت، أو مِن نوافذ البيوت، حتى تعجَّ به الطرقات والأماكن.
٤ – تكبير الناس ودعاؤهم واستغفارهم جماعيًا بأصوات مرتفعة، ومتوافقة.

📝 واللائق بالمسلم السائر على كتاب الله، وسنة رسوله:
١ – أن يلجأ إلى الله تعالى، ويستغيث به، ويدعوه، فيما بينه وبينه، وبخشوع وذُل وخوف ورهبة واستكانة وخضوع وأدب.
مع التوبة إليه سبحانه، والإكثار من طاعته، وترك معصيته.
وهكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وباقي سلف الأمة الصالح.
٢ – وأما هذه الطرق المبتدعة في اللجوء إلى الله فقد جاءتنا عن طريق الشيعة الرافضة، وتلقفها عنهم غلاة الصوفية، ونشروها في عموم الناس.
وأصلها مأخوذ من طرق اليهود والنصاري وأضرابهم من أهل الكفر في بيعهم وكنائسهم ومعابدهم.
٣ – وإقراء القرآن عبر مكبرات الصوت عن طريق المساجد، ومسجلات البيوت، أو عن طريق إقراء المقرئين بأنفسهم من أسطح البيوت أو في الشوارع أو في المساجد عند الكوارث والحوادث والبلاء.
لا يُعرف في الإسلام، ولو كان فعله من الخير لسبقنا إلى مثله نبينا صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وأئمة الإسلام السابقين.
ولا هو من أدب القرآن، وتعظيمه المشروع، إذ من أدبه أن يُستمع إليه، ويتدبر المستمع لمعانيه، حيث قال الله: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }.
والفرق بين الاستماع والإنصات، أن الإنصات في الظاهر، ويكون:
بترك التحدث أو الاشتغال بما يشغل عن استماعه.
وأما الاستماع له، فهو:
أن يُلقي سمعه، ويْحضِر قلبه ويتدبر ما يستمع.
وهؤلاء أيضًا:
يوقعون الناس في الحرج، لأن أكثر الناس في الطرقات والبيوت مشغولون عن الاستماع بأمورهم وحاجياتهم وأرزاقهم.
وأيضًا:
فإن البيوت والمستشفيات فيها المرضى والصغار وكبار السن ومن هم متعبون من أعمالهم، وهم في حاجة شديد للنوم، ليُخفف عنهم، وعن أهليهم.
فبأي حق نضعف راحتهم، ونوقعهم في الحرج.

٤ – ولا يجوز باتفاق العلماء لمن كان مسئولًا عن الشؤون الدينة في بلده أن يُلزِم أئمة المساجد بفعل ما لا يجوز، وإلزامه لهم يُعَدُّ من الخيانة لولي أمره وحاكمه، لأنه إنما وكله لإقامة الشريعة، لا مخالفتها.
ولمَّا عرض الخليفة العباسي على الإمام مالك أن يفرض بقوة السلطان على الناس ما في كتابه “الموطأ”، قال له مالك – رحمه الله -: “لا تفعل يا أمير المؤمنين”.
فكيف بمن يفرض على الناس آراء الصوفية وعقائدهم المخالفة للشريعة.

✏️ وكتبه
عبد القادر الجنيد.


Tags: ,

شارك المحتوى: