الوسم: صلاة الجماعة
كم فات تارك الصلاة بالمساجد من الأجور
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فضَّل أمةَ محمدٍ على غيرها من الأمم، وجعل لها من الفضائل والأجور ما لم يجعله لغيرها، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بُعث في خير أمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده رسوله. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ . أما بعد: فإن من رحمة الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه فرض عليها خمس صلوات في كل يوم وليلة بأجر خمسين صلاة، وهذه الصلوات الخمس يصليها الرجال في المساجد، كما قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ . وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ولقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار»، فدلت هذه الأدلة وغيرها على صلاتها بالمساجد وأن من خالف فهو متوعد بما جاء فيها، ومن فضل الله أنه جعل لصلاتها بالمساجد فضلًا …
ملحوظات على وقفات الشيخ فيصل بن قزار
د. فيحان بن سرور الجرمان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين أما بعد: اطَّلعتُ على وقفات الشيخ فيصل بن قزار حفظه الله والتي أَسماها “وقفات مُختصرة مع فتوى الأوقاف بمنع الجُمَع والجَمَاعات ” ولي عليها ملحوظتان، وقبل أن أبدأ بعرضهما لا بد أن يَعلم القارئُ ثلاثة أمور: الأمر الأول: إنَّ التَّصديَ للإفتاء الشَّرعيِّ أمرٌ له خطورته، وكان السَّلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرُّعَ في الفتوى، بل كانَ كلٌّ منهم يُحيلها إلى الآخر حتى ترجع إليه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركتُ عشرين ومائة من أصحاب رسول الله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ أراه قال في المسجد، فما كان منهم مُحدِّثٌ إلا ودَّ أنَّ أخاه كفاه الحديثَ، ولا مُفتٍ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفُتْيَا. فما بالُكَ أيُّها القارئُ بالأمورِ العامَّةِ التي تتعلقُ بالأُمَّةِ، والنوازلِ الخطيرةِ التي تمرُّ بها أُمَّةُ الإسلامِ يتصدَّى لها طـــــــــــالبُ علــــــــــــــمٍ أو أحدٌ من عامـــــــــــــــة الناس، قال الشَّعبي: إنَّ أحدَكم ليُفتي في المســــألةِ، ولو ورَدَتْ على عمرَ ابنِ الخطاب ـــ رضي الله عنه ــــ لجمعَ لها أهلَ بدر. الأمر الثاني: إن تدوين هذه الملحوظات على الشيخ لا يعني هضم حقه، أو الانتقاص من قدره فهو حبيب إلى قلوبنا، ولكن الحق أحق أن يتبع. والأمر الثالث: إنَّ هذه الوقفاتِ هي في الحقيقة شُبَهٌ نُشِرَتْ بين …
لو كان الإمام راكعًا، وبدأ برفع رأسه من الركوع هل أركع لأدرك الركعة؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: إذا أتيت الجماعة وكبرت مع الإمام، وبعد تكبيري للإحرام رفع الإمام رأسه من الركوع، هل لي أن أركع ولو رفع الإمام؟ الجواب: إنما تُدرك الركعة مع الإمام بحيث إن المأموم يركع قبل أن يرفع الإمام، إما بما يسمى الإمام راكعًا، وأقل الركوع أن ينحني المصلي إنحناءً يستطيع معه أن يمد يديه وتصل إلى ركبتيه، فمن كان كذلك فقد ركع. فإذا كان إنحناء الإمام هكذا أو ما هو أقل فركع المأموم فقد أدرك الصلاة، أما إذا كان الإمام قد رفع واعتدل في قيامه أو رفع رفعًا لو مدَّ يده لم يصل إلى ركبته، فإنه لم يُدرك الصلاة، فبهذا يكون لم يُدرك الصلاة إذا رفع الإمام. أما إذا شكَّ هل الإمام لا يزال راكعًا أو رفع من ركوعه، فإنه لا يعتد بهذه الركعة، وكلما تقدم قرره علماء المذاهب الأربعة، ويدل لذلك ما ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: من ركع قبل أن يرفع الإمام فقد أدرك. رواه عبد الرزاق. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.