الشهر: February 2021
وقفةٌ مع حديث “استقيموا ولن تحصوا واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة”
بدر بن خضير الشمري
الخطبة الأولى إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبًا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا)، أما بعد: فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتقربوا إليه، واستقيموا إليه، واسلكوا كل طريق يوصلكم إليه، فقد روى الحاكم وصححه عن ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). فالْمَطْلُوبُ – معاشر المؤمنين – مِنَ الْعَبْدِ: الِاسْتِقَامَةُ، وَهِيَ السَّدَادُ، فَإِنْ لَمْ يَقْدِر عَلَيْهَا فَالْمُقَارَبَةُ. …
الفرقة الناجية
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الأولى: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أما بعد: فإن اعتقاد القلب هو الأصل والجوارح تبع للقلب، فإذا صلح القلب صلحت الجوارح وإذا فسد القلب فسدت الجوارح، أخرج البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب». وروى معمر بإسناد صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: القلب هو الملك والأعضاء جنوده. فالظاهر والباطن متلازمان صلاحًا وفسادًا، إلا أن القلب هو الأصل والجوارح تبع للقلب، لأجل هذا لما أنزل الله الرسالة على محمد بن عبد الله ﷺ جلس في مكة عشر سنوات يُعالج قلوبهم فلم تُفرض عليهم صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج، وإنما فُرض التوحيد الذي أصله صلاة القلب وإفراد الله بما يستحق سبحانه وتعالى. ولأجل هذا كان التوحيد عظيمًا، ومن فرَّط في التوحيد وترك الاعتقاد الصحيح الذي عليه الكتاب والسنة بفهم سلف هذه الأمة فقد زلَّت …
الحث على الكسب الحلال، والتحذير من أكل المال الحرام
بدر بن خضير الشمري
الخطبة الأولى إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبًا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا)، أما بعد: فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، أما بعد: أيها المؤمنون: إنّ ديننا الحنيف يحثنا على طلب الحلال وتحريه، لا سيما في مجال الكسب، فليس الإسلام دين بطالة أو تواكل، أو سؤال وكسل وخمول، وإنما هو دين يحفز أتباعه على العمل ويحث عليه، ويمقت الاعتماد على الآخرين. قال الله – عز وجل- : {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ …
ما الموقف الصحيح من ثناء بعض العلماء على جمعيات قد بدعها علماء أهل السنة ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: قد ذكرت في عدَّة أجوبة أن المبتدع يُهجر، سواء كان فردًا أو جماعة، ومن جالسه أيضًا يُحذِّر منه، ونرى بعض المشايخ الفضلاء يُثنون على بعض الجمعيات التي بدَّعها علماء أهل السنة خاصة في بلاد الكفار حيث المعركة بين دعاة الشرك والكفر وبين هذه الجمعيات، فما هو الموقف الصحيح من هذه الجمعيات ومن ثمَّ من هؤلاء المشايخ وإشادتهم بهذه الجمعيات؟ الجواب: إن الجواب على هذا السؤال يكون على شِقَّين وأساسين: أما الأساس الأول: فهو من كان من أهل الفضل ومن أهل السنة ومعروفًا بالسنة والتبس عليه حال بعض الأفراد أو الجمعيات فأثنى عليها، فلا يُبدَّع ولا يُلحق بها؛ لأن الرجل صاحب سنة ومعروف بالسنة، وثناؤه على هذه الجمعيات قطعًا يكون لعدم ثبوت ضلالهم وبدعتهم، لذا لما قيل لأحمد: إن فلانًا يُجالس فلانًا من أهل البدع، أنُلحقه به؟ قال: أو أعلمتموه؟ قالوا: نعم، قال: ألحقوه بهم. وجه الدلالة من كلام الإمام أحمد: أنه لم يجعل مجرد المجالسة تبديعًا إلا بعد أن يُعلَّم هذا الرجل بأنهم أهل بدعة، فإذن أهل العلم والفضل وأهل الخير وأصحاب السنة وهم المعروفون بغيرتهم على السنة إذا أثنوا على بعض الجمعيات والأفراد فقطعًا هو لالتباس الأمر عليهم، وقد يوجد من يعلمهم، لكنهم لم يُثقوا به، فلا يزال الأمر ملتبسًا عندهم. ففرقٌ بين هؤلاء العلماء وبين رجل معروف …
ما حكم استعمال حبوب منع الحمل لأجل تنظيم الحمل ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما حكم استعمال حبوب منع الحمل من أجل تنظيم الحمل لأجل الرضاعة؟ الجواب: استعمال حبوب منع الحمل جائز ولا دليل يمنع من ذلك، إلا أنه ينبغي أن يُحرص على تكثير النسل، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة». أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.
إذا أخطأ المؤذن في رمضان وأذن قبل المغرب بخمس دقائق فأطفر الناس، فما الحكم ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما حكم من سمع النداء لصلاة المغرب في رمضان وأذَّن المؤذِّن قبل الوقت بخمس دقائق فأفطر، ثم تبيَّن له الوقت، فماذا عليه؟ الجواب: إن من ظنَّ غروب الشمس إما بأن اعتمد على مؤذن موثوق في العادة أو ظنَّ الشمس غاربة وليس الأمر كذلك، وهو غير مُفرِّط، فإنه لا يجب عليه القضاء بل صومه صحيح، وقد ذهب إلى هذا ابن تيمية -رحمه الله تعالى- كما في (مجموع الفتاوى) وحققه تحقيقًا بديعًا -رحمه الله تعالى- وابن القيم في كتابه (الهدي)، وصحَّ عن عمر أنه كان في سفر هو وأصحابه فأفطروا قبل غروب الشمس، فتبيَّن أن الشمس لم تغرب، فقال: “الخطب يسير، اجتهدنا فأخطأنا”. والوجه الثابت عنه أنه لم يأمر بقضائه، كما بيَّنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-.
ما حكم الشراء من المركز التجاري الذي تبرَّع بنسبة من ربحه للمعابد الهندوسية؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: ما حكم الشراء من المركز التجاري الذي تبرَّع بنسبة من ربحه للمعابد الهندوسية؟ الجواب: من ثبت أنه يتبرَّع بنسبة من ربحه لمعابد هندوسية أو يهودية أو نصرانية …إلى غير ذلك، فإنه يجوز البيع والشراء معه، فقد كان اليهود أكَلَةً للربا، ويدعمون قومهم وأصحابهم، وقد تعامل معهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مات ودرعه مرهونة عند يهودي في آصع من شعير قد أخذها منه -صلى الله عليه وسلم-. ثم أُنبه إلى أنه كثيرًا ما تُشاع شائعات بأن هذا المتجر يتبرَّع لكذا أو أنه لرافضي …إلى غير ذلك، وإذا تُحقق من ذلك تبيَّن خلافه، فينبغي ألا يُتعجَّل في مثل هذا -والله أعلم-.
التحذير من المنحرفين يلزم منه تبديعهم ؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: هل التحذير من المنحرفين يلزم منه تبديعهم؟ لأننا نسمع بعض إخواننا يقول: حذَّرت من فلان لأنه أثنى على أهل البدع أو جالسهم، فهل تُبدِّعه؟ لأن المسلم إما سُني وإما مبتدع، ففي أي الخانتين تجعله؟ الجواب: قد تقدم في جواب سابق أن من أثنى على أهل البدع أو جالسهم فإنه يُبدَّع، وقد توارد على هذا كلمات أئمة السنة -رحمهم الله رحمة واسعة- على تفصيلٍ قد تقدَّم بيانه، فمن ثبت أنه يُثني على أهل البدع أو أنه يُجالسهم فإنه يُبدَّع. إلا أنه ينبغي أن يُعلم أن باب التحذير أوسع من باب التبديع، ويدل لذلك ما ثبت في البخاري من حديث كعب بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هَجَرَ الثلاثة الذين خُلِّفوا، وأمَرَ الناس أن يهجروهم، وهذا تحذير من مجالستهم، مع أنهم ليسوا مبتدعة -رضي الله عنه- بل وقعوا في المعصية المعروفة. لذلك يُحذَّر من مجالسة أهل الفسق ممن اشتهروا بالفسق وغير ذلك حتى لا يتضرر الناس بهم، وإن لم يكونوا مبتدعة. إلا أنه ينبغي أن يُراعى ما يلي: – الأمر الأول: أنه لا يجوز أن يُحذَّر من مجالسة أحدٍ إلا أن يُثبت المُحذِّر أنَّ هذا الرجل عنده ما يستحق من تحذير مجالسته، إما أن يكون مبتدعًا أو أن يكون أصحاب معاصي شهوانية فاسقًا، أو غير ذلك مما يستوجب …