وأد الإبداع في مدارسنا!


وأد الإبداع في مدارسنا!

أكدت أبحاث حديثة أن الاستعدادات المبدعة يمكن تكوينها وتطويرها عبر التعليم( الأسرة والمدرسة)، وبمساعدة بعض العوامل الوراثية، وباشتراك كلتا المؤسستين معاً يمكن تنمية الإبداع،ويمكن اعتبار المدرسة أفضل الميادين لتخصيب الإبداع!

إنه من الخطأ أن نقصر وجود الإبداع في مجتمعات بعينها دون الأخرى، فالإبداع ظاهرة عامة كلية يمكن أن نجدها في أي مجتمع إنساني ، وفي أي مرحلة من مراحل التطور الاجتماعي والثقافي،وإذا كان بعض علماء الانثروبولوجيا قد تعمدوا خلط الأوراق لتكون سمات الإبداع مقتصرة على سلالات دون غيرها،فإن الحقيقة قد أثبتت أن الكثير من الأعمال الفنية والتراثية في مناطق وقبائل مختلفة عديدة سواء من أفريقيا أو أسيا أو أمريكا، كانت أعمالاً إبداعية ومبتكرة.

في البداية ينبغي أن نسلم بأن المدرسة ليس لديها إطار مرجعي واضح وفعال وهذا الأمر يتضح من العديد من أقطارنا العربية من خلال أن موضوع الإبداع ليس وارداً في المنهج لا مباشرة ولا غير مباشرة،بل تشير بعض الحوادث إلى أن مجرد كلمة “الإبداع” وما شابهها من مفاهيم وقضايا ليس لها وجود داخل المناهج الدراسية ولا ننشغل بها عملياً في وضع المناهج الروتينية التي تقوم عادة وفق مجموعة من شروط توضع مركزياً ثم يتم تقييم المؤلفات التي تنشر مركزياً أيضاً، ووفق مدى تطابقها مع جملة الشروط الموضوعة، ومن ثم تصبح عملية الصب في قوالب مسألة قابلة للتابع من وضع المنهج إلى تطبيقه.إن المنهج المدرسي مشغول بقضية الزمن والامتحانات والنتيجة، ولذلك يصعب وضع ترتيبات أو أنشطة تسهم في تنمية الإبداع.

إن المعلمين يعملون في ظل صعوبات( كثافة عالية،فصول غير مجهزة،..)مما يجعل من الصعب عليهم كشف التلاميذ المبدعين أو متابعة البعض منهم وتشجيعهم. فالمناخ المدرسي العام المرهق والمحمل بالمناهج والمقررات الملزمة للمعلم والتلاميذ والإدارة ، والعلاقات المتوترة التي تحكم معظم علاقات العنصر البشري داخل العملية التعليمية، تجعل من الصعب كشف الإبداع وتنمية بعض جوانبه لدى التلاميذ.إن الإبداع يبزغ فجأة في مجالات معينة بعد فترات ” كمون وتريث” لدى المبدع وهو ما يحتاج إلى متابعة ومعايشة، وهذا غير متوفر في مدرسة تعمل عدة فترات فلا يبقى المعلم مع المتعلم الإ لساعات معدودة يمضى بعدها كل منهما من طريق مختلفة.

ويمكن أن تسهم المدرسة في تنمية الإبداع من خلال الاحترام والتقدير لأسئلة الطفل وأفكاره وتقدير استجاباته الأصلية والمبتكرة للمواقف، وتقديم المعونة لحل المشكلات وتوجيه النشاط وإعطاء الوقت الكافي للتفكير والخيال، وتنمية مهارات الاتصال، وتدريب المعلمين على كشف المهارات والقدرات المبدعة مع إيجاد المناخ المدرسي الذي يكون قائماً على تشجيع الإبداع وتحمل المسؤولية والتعاون وقبول الآخر فكراً ورأياً،كذلك فإن رصد الجوائز للمبدعين في جميع الأنشطة من شأنه أن يكون حافزاً للطلاب على الإبداع تلو الإبداع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شارك المحتوى: