الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : د. سالم بن بادي العجمي
الخوارج
د. سالم بن بادي العجمي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من سرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون }{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }{يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما } أما بعد ,,فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصي الله و رسوله فقد ضل و غوى ،، ,, ,, و بعد أيها المسلمون ,,,, ,,, فإن الأمة لما خالفت سبيل نبيها محمد صلى الله عليه وسلم تمزقت أشلاءً وتفرقت أحزابا و فرقاً وطوائف متعددة كل حزب بما لديهم فرحون وعلى افتراق الطوائف التي خرجت في هذه الأمة و خالفت السبيل القويم فإن الأمة …
اغتنام الأوقات الضائعة بالأذكار النافعة
د. سالم بن بادي العجمي
اغتنام الأوقات الضائعة بالأذكار النافعة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد.. فهذه مجموعة من الأحاديث النبوية من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، تمتاز بسهولة ألفاظها وقصر عباراته، ليس فيها مشقة ولا تحتاج إلى كبير جهد، فيستطيع الإنسان من خلالها أن يغتنم الأجر العظيم بعمل يسير جدا لا يكلفه الوقت الطويل ولا العمل الثقيل، وهذا من نعم الله على هذه الأمة، لأنها أمة مرحومة مفضلة على الأمم في كل شيء، في يسر الدين، وسهولة التوبة، وبركة الرسالة، وأفضل الرسل، وكثير من الأمور التي لو ذهبنا لنستقصيها طال بنا المقام. وقد كان منشأ هذه الفكرة في كتابة هذه الرسالة الصغيرة أنك ترى كثيراً من الناس يجلس الساعات الطوال في انتظار معاملة في إحدى الدوائر الحكومية، أو يجلس وحيدا في ساعات الهدوء الوظيفي، أو يسافر منفرد، أو..أو.. فدار في خلدي أن أكتب لإخواني شيئا مما أحبه لنفسي، فيه الأجر العظيم والثواب الجزيل، يبذلونه في أوقات فراغهم حتى لا يفوت عليهم الوقت دون استفادة، قال صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”. فاخترت مجموعة من الأذكار الصحيحة الواردة عن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لما للذكر …
عباية أم أداة زينة..؟؟
د. سالم بن بادي العجمي
عباية أم أداة زينة..؟؟ أختاه.. أرجو أن تقرأي هذه الورقة بمنتهى الصدق مع النفس.. عباية الكتف.. هل هي للستر أم أنها أداة للزينة..؟ هل تتصورين أنك بلبسك لها قد حققت الستر المطلوب؟ كوني صريحة مع نفسك.. أليست هذه العباية المصنوعة من مادة الكريب اللامعة، وتلتصق بالجسم حتى تفصله أصبحت من مظاهر التبرج الواضحة؟ لا تضحكي على نفسك.. لا تقولي هي: (عباية إسلامية)، فالأسماء لا تغير الحقائق. خذي مني.. هذه النصيحة في زمن قل فيه الناصحون.. إن هذه العباية عباية تبرج وسفور مع ما يصاحبها من الزينة. تريدين الستر..؟؟ إن الستر يكون باللبس المحتشم.. والحجاب الشرعي الذي جاءت به الشريعة.. (فإن الحجاب الشرعي هو أن تلبس المرأة لباسا فضفاضا، يستر جميع جسمها، ليس بمزيَّن ولا معطر ولا يلفت الأنظار). هذا الحجاب الشرعي إن كنت تريدين لبسه طاعة لله، أما عباية الكتف فليست من الدين بل هي بوابة لكل فتنة.. يا أختنا.. يا شرفنا.. ويا مستودع أعراضنا.. تمسكي بعفافك.. وحجابك الشرعي في زمن الغربة، ولا يثنيك شدة الابتلاء وكثرة الفتن عن السير في ركاب العفة، ولا يضعفك كثرة ما ترين من اللاهثات وراء الساقطات.. (فأنت أغلى وأعلى).. تستري وانظري …
حين أكتب عن أمي
د. سالم بن بادي العجمي
حين أكتب عن أمي الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد.. أماه عذراً.. فماذا أكتب عنك..؟ فكل جانب من حياتك أسطورة تروى على مر الأجيال، لتروي ظمأ المتعطشين لقصص العظماء. هل أكتب عن تواضعك يا قمة التواضع؟! أم أكتب عن أمومتك التي لا يحدها الوصف؟ حاولت أن أكتب فيك شعراً.. فطأطأ الرأس وقام معتذراً، وحق له أن يعتذر، فكيف يمدح العظماء وليس إليه سبيل؟ ومن أين يأتي بالمعاني، وقد أبحر فيها فانقطع به الطريق أمام مآثرك.. أمـاه عـذراً إذا ما الشعــر قـام على سـوق الكســاد ينـادي مـن يواسيني مـالـي أراه إذا مـا جئـت أكتبـــه نـــاح القصيـدُ ونـوح الشعر يشجيني حــاولـت أكتـب بيتـاً في محبتكـم يا قمـــة الطهـر يا مـن حبكـم ديني فأطـرق الشـعـر نـحوي رأسه خجلاً وأسبـل الـدمـع مـن عينيـه في حينِ وقـال عــذرا فإنّـي مسـني خورٌ شـحّ القصيـدُ وقـام البيـتُ يـرثيـني أتدرون من أمي..؟ هي أم المؤمنين.. عائشة بنت أبي بكر الصديق.. زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي فرض الله علينا حبها واختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وسماها أم المؤمنين، قال تعالى: {وأزواجه …
الحسد
د. سالم بن بادي العجمي
الحسد الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وعبده، وبعد.. فهذه كلمات في “الحســد”؛ ذلك المرض القلبي الخطير، الذي إذا استقر في القلوب أنهكها، وإذا سرى في المجتمعات فرقها، وكان من ناتجه تشتت الجهود، وفشل المساعي. وكم حريٌّ بالمرء أن يتفقد أحواله بين الحين والآخر، ويصونها من هذاء الداء الخطير أن يسري إليها دون تيقظ وانتباه. قال بعض الأدباء: “الحسد داء ينهك الجسد، ويفسد الود، علاجه عسر، وصاحبه ضجر، وهو باب غامض وأمر متعذر، وما ظهر منه فلا يداوى، وما بطن منه فمداويه في عناء، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء”(1). وقال بعض الناس لجلسائه:” أي الناس أقل غفلة؟ فقال بعضهم: صاحب ليل، إنما همه أن يصبح. فقال: إنه لكذا وليس كذا. وقال بعضهم: المسافر، إنما همه أن يقطع سفره. فقال: إنه لكذا وليس كذا. فقالوا له: فأخبرنا بأقل الناس غفلة. فقال: الحاسد، إنما همه أن ينزع الله منك النعمة التي أعطاكها، فلا يغفـل أبداً”. ويروى عن الحسن أنه قال: الحسد أسرع …
نهاية العبث
د. سالم بن بادي العجمي
نهاية العبث لا أدري لماذا أجدني متأثراً كلما عاودت قراءة هذه القصة التي لازلت أحتفظ بها منذ زمن بعيد بين ركام أوراقي المتناثرة. هذه القصة حصلت منذ زمن ليس بالقريب، تجسد معاناة حقيقية يبثها صاحبها، وتمثل نهاية حقيقية لقصة لا يستغرب أن تكون هذه نهايتها. حقا إنها كلمات مؤثرة، يحوطها الحزن والهم من كل جوانبها، وعلى قدر ما تحمل من الحزن على قدر ما كانت موعظة لثلة لا زالت تتمسك بالعفاف الأصلي لا المصطنع. أنشأ يروي قصته يقول: “منذ سنتين كنت أسكن بيتاً بجانبه جارة لنا، ما ضمت البيوت مثلها حسناً وبهاء، فألّم بنفسي بها من الوجد ما لم أستطع معه صبراً، فما زلت أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه، حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج، فانحدرت منه إليها، فأسلس قيادها، فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد، وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنيناً يضطرب في أحشائها، فأسقط في يدي، وذهبت أفكر.. هل أفي لها بوعدها أم أقطع حبل ودها؟؟ فآثرت الثانية، وهجرت ذلك المنزل الذي كانت تزورني فيه، ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئاً.. مرت على تلك الحادثة أعوام طوال، وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا …
هل الزواج العرفي جريمة؟!!
د. سالم بن بادي العجمي
هل الزواج العرفي جريمة؟!! لعله من المناسب جداً أن أكتب حول هذا الموضوع.. ذلك لأنه يمثل جريمة.. وأي جريمة.. قتلت الابتسامة.. زرعت الشقاء.. وهدمت بيوت العز بعد ارتفاعها.. وخاض أصحابها ـ وبالذات صاحباتها ـ في أوحال الجهل والضياع.. أرجو أن تستقبل هذه الكلمات برحابة صدر، دون تشنج أو توتر.. فإن مبدياها النصح ونهايتها السلامة.. لقد انتشر في مجتمعنا المسكين هذه الأيام (الزواج العرفي) وهو أن تتزوج المرأة رجلاً بصورة سرية دون موافقة وليها، بل دون علمه، ظنا منها وجهلاً أن هذا الزواج شرعي صحيح!! وقد اتخذ كثير من الفساق ومتسلقي جدار العفة (هذا الزواج المكذوب) وسيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة. وبعض هؤلاء عديمو الرحمة وقساة القلوب استغلوا عواطف أخواتهم المسلمات وضعفهن وحاجتهن إلى الستر وتأسيس أسرة وحاجتهن إلى الدفء العاطفي، فدخل من هذا الباب، فأعطى إحداهن الشمس في يد والقمر في يد، فلما حقّت الحقائق وانبلج نور الصباح فإذا بها صفر اليدين خاوية القلب. لقد فقد الموجه لكثير من الفتيات.. مما جعل ذلك الصنف من قساة القلوب يستغلونهن أسوأ استغلال.. ويقتادونهن إلى تلك الهوة السحيقة، وذلك الوادي المظلم. فكم رسموا لهن من الآمال، وصوروا لهن من الأحلام، التي اكتشفن بعد طول زمن أنه مجرد حلم!! ولكن بقيت له آثار …
كيف تختار الزوجة
د. سالم بن بادي العجمي
الزوجة.. صديق العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إن كتب الله وأكمل الدرب أو تفرقا أن يستر العيب، فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذي سيشاركك أدق تفاصيل حياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها، وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام عينك هذا السؤال: لو حصل وحدث لك عائق من العوائق المليئة بالمفاجآت، هل ستكون عوناً لك أم أنها تتخلى عنك للوهلة الأولى؟ وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل بينكما الوفاق وطلقتها، فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه أولادك؟ ومما يعينك على الاختيار أن تنظر إلى سلوك والدة المرأة التي ترغب في الارتباط بها، فإنه ومن خلال التجارب الطويلة، تبين أن الغالب في البنت أنها تكتسب سلوك والدتها مهما كان مستوى البنت جامعية او دكتورة أو غير متعلمة أو….أو… وأمها على عكس ذلك، ولذا اسأل جيداً عن والدتها.. فإن كانت طويلة اللسان.. أو غير نظيفة في طبخها ومنزلها.. أو نمامة أو كثيرة الكلام فغالباً ما تكتسب ابنتها هذا السلوك، وقد ينجو القليل النادر. ولذا فإن إطلاق التعليقات الساخرة والاستهزاءات المنفرة من قبل أناس على والدات زوجاتهم لأنهم ابتلوا (بحموات سيئات)، ومن الخطأ أن نعمم هذا الحكم، فإن من الحموات من كانت عوناً للرجل على ابنته، تكتم السر وتبني البيوت ولا تهدم، …
الجفاف
د. سالم بن بادي العجمي
الجفاف الزوج والزوجة.. شخصان غريبان عن بعضهما البعض ربط بينهما هذا الرباط الوثيق وظللهما سقف واحد، وحوتهما بقعة واحدة، بعد أن لم يكن بينهما تواصل ولا اتفاق. ولذا فمن الضروري التنبيه إلى أنهما سيمران بمرحلة خطيرة إذ لم يتنبها إلى كيفية التعامل معها فإنه سيسقط الصرح الذي شرعا في تشييده، وهذه المرحلة هي أول عام أو عامين من تاريخ الحياة الزوجية، فإنها فترة دراسة كل من الزوجين لطبائع الآخر، ويغشاها الاضطراب وتغير النفسيات، ودراسة أحد الزوجين طبائع طرف آخر قد ارتبط به ولم يكن بينهما ثمة صلة قبل ذلك وقد يوفق أو يفشل. وكثير من الشباب يقع بينهما الطلاق في هذه الفترة إما لقلة الخبرة أو فقد الصبر وعدم معرفة التعامل مع الأحداث. فلا بد لكل من الزوجين التفهم ومعايشة طباع الشخص الذي اقترن به، فيكيف نفسه وفق ذلك، ولعل الزوجة هي التي تتحمل العبء الأكبر في ذلك، لأن الرجل أكثر تعرضاً للاختلاط بالبشر والأخذ والرد نظراً لطبيعة البشرية، فربما انعكس ذلك على حياته في بيته، فإن لم يوفق لزوجة تعينه وتفهمه وقع بينهما الشقاق والخصومة. وقد تسير الحياة الزوجية بهدوء تام دون التعرض للمشاكل المردية التي من شأنها هدم عش الزوجية، لكن يكتشف بعض الأزواج بعد فترة طويلة عدم الميل لصاحبه، وهذا لا يعني نهاية …
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين
د. سالم بن بادي العجمي
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وشبهات المغرضين مما لا جدال فيه بين العقلاء أنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال، وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً عظيماً. وما كان الله تعالى ليختارهم لصحبة نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم؛ ويخصّهم بهذا الفضلِ العظيم؛ إلا لعلمه سبحانه أنهم أهل له؛ قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن الله نظر في قلوب العباد؛ فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته؛ ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه» . وهكذا كانوا رضي الله عنهم؛ فقد صاروا منارات هدى, وشموساً أضاءت الأرضين, وأحيوا بسيرتهم قلوباً ميْتةً, ونشطت بعلومهم نفوسٌ مريضة. وقد جزاهم الله تعالى بصبرهم رفعةً وسؤدداً؛ وبوّأهم منزلة لا تنبغي لأحد من بعدهم, حتى جعلَ حبّهم ميزاناً للإيمان, وبغضهم علامةً على النفاق. ومن أولئك الصحب الكرام أميرُ المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي شرفه الله بصحبة نبيه، فكان من أفاضل أصحابه، وأصدقِهم لهجة وأكثرِهم حلماً وعدلاً. وقد ثبت له من الفضائل …
وجاء دور الكبيسي!
د. سالم بن بادي العجمي
وجاء دور الكُبيـسي! إنَّ ما تفوَّه به أحمد الكبيسي –في برنامجه التلفزيوني على قناة دبي- في حقِّ الصحابي الجليل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حيث نال منه بأشنعِ كلامٍ وأوقحِه وأبشعه وأقبحه، ليست السقطة الأولى التي تُحسب عليه، فكم لهذا الرجل من السقطات والرزايا. وقبل الحديث عن الكبيسي يجدر بنا التنبيه على أنه قد تفشّت ظاهرة سيئة بين بعض المتصدرين للدعوة، حيث إنهم يظهرون للناس على أنهم دعاة من أهل السنة، ولكنهم حينما يتحدّثون، يتكلمون بنَفَس رافضي، وما الكبيسيوالسويدان ومحمد العوضي إلا من هذا الصنف، حيث إنهم يعمدون إلى الموضوعات التي تقربهم من الرافضة، وتدغدغ مشاعرهم، فيجعلونها وسيلة للتوصل إلى قلوبهم. فهل كان فعلهم هذا من أجل الحصول على دنيا زائلة من متاع أو جاه، أم لأجل الدعوة كما هو متوهم؟!. وفي الجانب الآخر تجد بعض أدعياء الدعوة هجموا على كثير من قواعد السلف العقدية، مجتهدين في ضربها، بحجة أنها ليست قرآناً يُتلى حتى لا تناقش!! وأدل دليل على ذلك ما فعله محسن العواجي من هجوم شرس على القاعدة السلفية المجمع عليها بين أهل السنة:«السكوت عما شجر بين الصحابة». وعوداً على الكبيسي، فقد عاش في الإمارات حتى سنة سقوط صدام حسين عام 2003م، ورأى في سقوطه بارقة أمل تلوح له للرجوع إلى العراق، فهبَّ مسرعاً إلى العراق لعله يظفر بمنصب، ولما لم يتهيأ له شيءٌ من ذلك رجعأدراجه، ولم يزل في دولة الإمارات حتى …
لا تريهم انكسارك
د. سالم بن بادي العجمي
(( لا تُريهم انكسارك.. )) بينما كنت أقوم بإنجاز عمل يدوي في منزلي، وقَفَت طفلتي ذات العامين محلقةً ببصرها نحوي، ثم قالت بصوتها الطفولي متكسرِ الأحرف: «بابا لماذا تبكي؟» – حينها لم أكن أبكي، ولكني بالفعل كنت مهموماً لأمرٍ ألمَّ بي-. فلما قالت مقولتها تلك، لم أتمالك نفسي حتى هرولتُ نحوَها مسرعاً؛ فحملتها وضممتها إلى صدري، والعجب أنني حين احتضنتها، لم تصنع ما يصنعه الأطفال في العادة؛ من محاولتهم التخلص من القيود؛ وإن كانت يدَ الأب الحانية، بل إنها بادلتني الشعور؛ واحتضنتني طويلاً، وكأنها تقول: أشعرُ بما تشعر به. مرت ليلةً كاملة، وأنا أتفكر في ذلك الموقف متعجباً، بل ولم تزل حلاوته تلامس لساني إلى وقت لاحق، وقد وقفت متسائلاً بعجب: هل يشعر الطفل الصغير بما لا يستدركه الكبار؟! ربَّما جمال الموقف كان لإحساسي بأنَّ الطفل الصغير لا يختلق المشاعر، ولذلك كان شعورُه أجمل؛ وموقفه أعذب. ولا أخفي أنَّ هذا الموقف جعلني أؤمن بما كنتُ ألقيه دائماً في دروسي وكلماتي، وهو أنَّ الواجب على الوالد أنْ لا يُري أبناءه الصغار – لا سيما البنات- انكسارَه، سواء كان بسب مشكلةٍ كبرى أو همٍّ عارض، لأنهم إنما يرونه كالبناء المتماسك الذي لا يتهاوى، والملجأ الذي يلجأون إليه من حرِّ الصيف وبرد الشتاء، فكيف إذا تزعزع …