صلاة التطوع
الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
هل يجوز أن أصلي ركعتي الفجر في البيت قبل أن أذهب إلى المسجد؟
يقول السائل: هل يجوز أن أصلي ركعتي الفجر في البيت قبل أن أذهب إلى المسجد؟ وهل هذا الفعل ثبت في السنة؟ الجواب: إن جميع النوافل الأفضل أن تُصلى في البيت، وقد أجمع العلماء على أن جميع النوافل كذلك خلافًا لبعض الرواتب -يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى- وقد حكى الإجماع ابن عبد البر -رحمه الله تعالى-. ويدل لذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث زيد بن ثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة». ومثل ذلك يُقال في الراتبة، سواءٌ كان راتبة الليل أو النهار، وإلى هذا ذهب الجماهير، ويدل عليه حديث زيد بن ثابت المتقدم، ومن ذلك ركعتا الفجر، إلا أن ركعتي الفجر تتأكَّد بأن صلاتها في البيت وعدم صلاتها في المسجد أفضل. وقد ثبت عن ابن عمر عند الطحاوي وغيره أنه كان يبتدء صلاتها ولو أُقيمت الصلاة المفروضة، وذلك إذا كان خارج المسجد، بأن كان في بيته أو في غير بيته، حتى جاء في بعض الروايات أنه كان يذهب إلى المسجد وإذا أُقيمت الصلاة دخل بيت حفصة وصلى راتبة الفجر. والذي ثبت ما تقدم ذكره أنه يصليها في البيت ولو استيقظ وقد أقيمت الصلاة كما ثبت عند الطحاوي وغيره، وإلى هذا ذهب مالك، وهذا فهم صحابي وهو حجة، فبهذا يُستثنى مما أخرج مسلم من …
هل صحيح أن بعض أهل العلم يقول ببدعية القيام الذي يكون في آخر الليل في العشر الأواخر المعروف بالتهجد؟
يقول السائل: هل صحيح أن بعض أهل العلم يقول ببدعية القيام الذي يكون في آخر الليل في العشر الأواخر المعروف بالتهجد؟ يُقَالُ جوابًا عن هذا السؤال: أما عن نفسي فلا أعرف معيَّنًا من أهل العلم قال ببدعية هذا الأمر، ولا أنفي، لكنني لا أعرف معيَّنًا قال ببدعية هذا الأمر. لكن ينبغي أن يُعلَم أن تقسيم القيام بين أوَّل الليل وآخر الليل أن مثل هذا إذا لم يكن دافعه تعبُّديًّا فهو جائز، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب “الاقتضاء”، والشاطبي في كتاب “الاعتصام”، أنه إذا كان دافع التخصيص ليس راجعًا للعبادة، فإن الفعل لا يكون بدعة. فلو أن قومًا اتفقوا على أن يقسِّموا القيام بين أوَّل الليل وآخر الليل؛ لأنه أنشط لهم، أو لأن هذا مناسب لظروفهم، أو ليُدرِكوا فضل الصلاة في آخر الليل، وليصلّوا أوَّل الليل فهو أنشط لهم، إلى غير ذلك من الدوافع، فإن مثل هذا جائز، وليس الدافع فيه تعبديًّا، وإنما لظروفهم، ولِمَا يُناسِبهم. لكن لو اعتقدوا بهذا الفعل أنه الأفضل؛ فإن مثل هذا بدعة، ولا يصح، وذلك أنه قد يتفق أقوامٌ على تقسيم القيام ليدركوا فضيلة القيام لآخر الليل، ولأنه أنشط لهم، ولأنه مناسب لظروفهم إلى غير ذلك. لكن قد يظنُّ بعض الجُهَّال مع مرور السنين أن هذا …
من نام عن الوتر وركعتي الفجر، فكيف يقضيهما؟
من نام عن الوتر وركعتي الفجر، فكيف يقضيهما؟ وهل قضاء الوتر يحاكي أدائه؟ أم أنه يشفع به؟ وجزاكم الله خيرًا. يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: أما ما يتعلق بالوتر فعلى أصح قولي أهل العلم أنه يصلّيه شفعًا، وإليه ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد في رواية، وهو قول عند الشافعية. فلو كان يصلي من الليل ثلاث ركعات، يصلي ركعتين، ثم يسلِّم، ويقوم يصلي ركعة، ففاته قيام الليل لهذا، فإنه يقضيه نهارًا أربعًا، ولو كان يصلي ركعة واحدة ففاتته، فإنه يقضي نهارًا ركعتين، ويدل لذلك ما في مسلم عن عائشة قالت: «كان إذا غلب النبي صلى الله عليه وسلم نومٌ أو وجعٌ عن قيام الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة»، وأيضًا ثبت في مسلم عن عمر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:«من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِب له، كأنما قرأه من الليل». أما الحديث الذي رواه الترمذي من حديث أبي سعيد: «من نام على الوتر أو نسي فليُصلِّ إذا ذكر أو استيقظ» فإن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ضعَّفه الترمذي نفسه، وكذلك أشار لضعفه ابن القيم رحمه الله …
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد سجود التلاوة في الصلاة؟ ولو تكرمت بين لنا قضاء سجود السهو كما ذكرت ذلك مستدلًا بأثرٍ عند ابن أبي شيبة؟
يقول السائل: هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجد سجود التلاوة في الصلاة؟ ولو تكرمت بين لنا قضاء سجود السهو كما ذكرت ذلك مستدلًا بأثرٍ عند ابن أبي شيبة؟ يقال جوابًا على هذا السؤال: أما سجود التلاوة في الصلاة فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أخرجه مسلمٌ من حديث أبي هريرة فإن أبا هريرة لما قرأ: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } سجد، فلما قيل له، قال: ((فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم)). وقد كان أبو هريرة قرأها، وسجد في الصلاة، فظاهر هذا أنه تبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم في أنه سجد في الصلاة. أما الجواب على الشطر الثاني وهو قضاء سجود السهو، لعل السائل يريد – والله أعلم- قضاء سجود التلاوة. فإنه ثبت عند ابن أبي شيبة: ((أن ابن عمر قرأ القرآن، فلما مر بآيةٍ فيها سجدة، وكان الوقت وقت نهيٍ أخّر سجودها إلى أن زال وقت النهي))، ثبت هذا عند ابن أبي شيبة، فدل هذا على أن سجود التلاوة يُقضى. أما ما يتعلق بسجود السهو فإن سجود السهو إذا نُسيَ فإنه يؤتى به ولو طال الفاصل، لأن الواجب إذا ثبت في الذمة فلا يسقط إلا بفعله، ولابد أن يؤتى به، ولا تزال الذمة مشغولةً ومطالبةً بالإتيان بهذا الواجب، وقد ذهب إلى …
هل يمكنني قضاء سُنَّة الفجر بعد الشروق؟
هل يمكنني قضاء سُنَّة الفجر بعد الشروق؟ يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: إن قضاء السنن الرواتب من حيث الأصل على أصح قَولَي أهل العلم مستحب، وهو قول الشافعي وأحمد في رواية، ويدل لذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة: «أن النبي ﷺ قضى الركعتين بعد صلاة العصر لمَّا شُغِل عن ذلك». أما ما أخرج أحمد من حديث أم سلمة، أن أم سلمة رضي الله عنها سألت النبي r، فقالت: «أنقضيهما إذا فاتتا؟ فقال: لا»، فهذا الحديث لا يصح عن النبي ﷺ، فقد ضعَّفه عبد الأحق الأشبيلي وغيره، ويؤكّد ضعفه أن أصل الحديث في الصحيحين بدون هذه الزيادة. فالمقصود أن قضاء السنن الرواتب مستحب على الصحيح. ومن ذلك: قضاء راتبة الفجر بعد شروق الشمس، أي: وقت الضحى يستحب قضاء رَكعتي الفجر، كما ثبت عند ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي الله عنه : «أنه فاتته، فقضاها ضُحًى»، بل وعلى أصح قَولَي أهل العلم، وهو قول الشافعي وأحمد في روايةٍ يصح أن تُقضَى بعد صلاة الفجر، وإن كان الأفضل أن تؤخر إلى الضحى. والسبب في ذلك أن النبي
عندنا في البلد فرنسا اختلاف في تقويم وقت صلاتي الفجر والعشاء ،قد يختلف من تقويمٍ إلى تقويمٍ آخر بساعة كاملة لوقت العشاء، فهل لي أن أدخل مع الجماعة وهم يصلون العشاء قبل وقته الحقيقي وأنا أصلي نافلة ثم أتابع معهم تراويح، وإذا حان وقت العشاء أصليها مع الجماعة وهم ما زالوا في التراويح وأتمم ركعتين؟
عندنا في البلد فرنسا اختلاف في تقويم وقت صلاتي الفجر والعشاء ،قد يختلف من تقويمٍ إلى تقويمٍ آخر بساعة كاملة لوقت العشاء، فهل لي أن أدخل مع الجماعة وهم يصلون العشاء قبل وقته الحقيقي وأنا أصلي نافلة ثم أتابع معهم تراويح، وإذا حان وقت العشاء أصليها مع الجماعة وهم ما زالوا في التراويح وأتمم ركعتين؟ يُقال جوابًا على هذا السؤال: إن صلاة التراويح لا يصح أن تُصلَّى شرعًا إلا بعد صلاة العشاء؛ فإنها قيام الليل، وقيام الليل إنما يكون بعد صلاة العشاء، لكن اشتهر تسميتها في رمضان بصلاة التراويح، وصلاة التراويح هي من قيام الليل ولا تكون إلا بعد صلاة العشاء، هذا هو المشهور عند المذاهب الأربعة وقد رمز له ابن مفلح في كتابة “الفروع” بحرف “ق” أي باتفاق المذاهب الأربعة أي في المشهور عندهم، بل ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- إلى أن صلاتها قبل صلاة العشاء من البِدع، لأن مثل هذا لم يُنقَل عن النبي ﷺ، ولا عن صحابته-رضي الله عنهم وأرضاهم-، فلذا لا يصح أن تُصلَّى صلاة القيام أو التراويح في رمضان إلا بعد أن تُصلَّى صلاة العشاء. ومما يؤيد هذا ما ثبت عند أحمد من حديث أبي بصرة الغفاري، أن النبي ﷺ قال: «إن صلاة الوتر ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر»، وصلاة الوتر من صلاة …
أنا أصلي التراويح إمامًا في المسجد، هل عَلَيَّ إثم في صلاة الوتر مثل المغرب؟
أنا أصلي التراويح إمامًا في المسجد، وأنا مضطرٌّ أن أصلِّيَ الوتر بمذهب أبي حنيفة، لكي أتألَّف قلوب الناس، وأبقى معلماً هناك، وأدعو إلى منهج السلف، هل عَلَيَّ إثم في صلاة الوتر مثل المغرب؟ يقال: الجواب على هذا السؤال: إن صلاة الوتر مثل صلاة المغرب، أي: أن صلاة الوتر ثلاثًا، هذا ليس خاصًّا بمذهب أبي حنيفة، بل ثبت عن جمع من الصحابة، ثبت عند ابن أبي شيبة عن عمر وأبي أمامة، وثبت عن علي وعائشة عند ابن المنذر، وعن ابن مسعود-رضي الله عنه- وعن جمع من صحابة رسول الله ﷺ. فليس خاصًّا بمذهب أبي حنيفة، بل عليه الصحابة –رضي الله عنهم-، وثبت عند البيهقي عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- أنه قال: «من أحبَّ أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحبَّ أن يوتر بثلاثة فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل». وأيضًا ثبت عند ابن المنذر عن ابن مسعود أنه قال: «الوتر بثلاثٍ، كوتر نهار المغرب». فإذًا، صلاة الوتر ثلاثًا، هذا ليس خاصًّا بمذهب أبي حنيفة. لكن تنازع العلماء هل تُصلَّى بتشهُّدَين أو بتشهُّدٍ واحد؟ منهم من ذهب إلى أن تُصلَّى بتشهُّدٍ واحدٍ حتى لا تُشابِه صلاة المغرب، واستدلَّ بما رُوِي عن أبي هريرة عند البيهقي أنه قال: «لا توتروا بثلاثة، تشبهوا بالمغرب». فيقال في أثر أبي هريرة: إنْ صَحَّ فإنه محمول على أن أبا هريرة لا يرى الوتر ثلاثًا، …
هل الأفضل أن يزيد على التراويح إذا رجع إلى بيته، أم يكتفي بما صلى مع الإمام؟
هل الأفضل أن يزيد على التراويح إذا رجع إلى بيته، أم يكتفي بما صلى مع الإمام؟ يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: إن الأفضل أن يصلي أكثر ما يستطيع من الليل، فكلَّما أطال القيام، وصلى وقتًا أكثر فهو أفضل، فإذا صلَّى مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيام ليلة، كما ثبت عند الأربعة من حديث جبير بن نفير عن أبي ذر أن النبي ﷺ قال: «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة»، كما أنَّ مَن صلى العشاء، ثم صَلَّى الفجر، كُتِب له قيام ليلة. لكن هذا لا يتنافى ولا يمنع أن يزيد في قيامه، وأن يُصلِّي أكثر ما يستطيع من الليل، كما هو هدي النبي ﷺ، كما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة: «أن النبي ﷺ ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، فلا تسأل عن طولهن وحسنهن». إذاً، كان يطيل، ثم قالت: «يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن ولا طولهن». وواقع حال الأئمة اليوم أنَّهم يقصِّرون صلاة التراويح جِدًّا، منهم من يصلِّيها في نصف ساعة أو ساعة إلا ربع، وتراه يُطِيل الدعاء والقنوت، لكنه يقصِّر صلاته، وهذا خلاف السنة. فالمقصود أنه إذا صلى مع الإمام، فإنه يأخذ – إن شاء الله تعالى- أجر قيام ليلة، ثم إذا ازداد صلاةً يأخذ ما زاد على ذلك من أجر.
كم عدد صلاة التراويح الثابت؟
كم عدد صلاة التراويح الثابت؟ وهل من السنة ختم القرآن في صلاة التراويح؟ وما مقدار ما يقرأ الإمام في صلاة التراويح؟ أما عدد صلاة التراويح فينبغي أن يُعلَم أن العلماء مجمعون على أنه لا حَدَّ لعدد صلاة القيام، ومن ذلك: صلاة التراويح، حكى الإجماع ابن عبد البر في كتابه “الاستذكار”. وآثارُ التابعين تدل على ذلك؛ فإن التابعين صلَّوا أعدادًا كثيرة، منهم من كان يصلي صلاة التراويح بثلاث وأربعين ركعة كما كان يفعل ذلك الأسود بن النخعي رحمه الله، ومنهم من كان ينقص عن ذلك. فالمقصود: أنهم أكثروا عدد الركعات-رضي الله عنهم وأرضاهم-. ولذلك الأفضل في عدد صلاة التراويح أن يصلي إحدى عشرة ركعة، وأن يطيل الصلاة، كما هو هدي النبي ﷺ، كما أخرج الشيخان عن عائشة أنها قالت: « ما كان النبي ﷺ يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى وعشرة ركعة، يصلي أربعة فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعة فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا». فالأكمل أن يطيل، وأن يصلي ذلك في إحدى عشرة ركعة. لكن لو قُدِّر أن الإطالة تمنع الناس من الصلاة وتُضعِفهم، فإنه يصح أن تُكَثَّر عدد الركعات في المقابل أن تبقى الإطالة، أكبر وقت ممكن وأكثر وقت ممكن، فلذلك أَكثَر التابعون من عدد الركعات. فلنفرض أنه يمكن أن يصلى بالناس في ساعتين أو ثلاث ساعات في أربعين …