عندنا في البلد فرنسا اختلاف في تقويم وقت صلاتي الفجر والعشاء ،قد يختلف من تقويمٍ إلى تقويمٍ آخر بساعة كاملة لوقت العشاء، فهل لي أن أدخل مع الجماعة وهم يصلون العشاء قبل وقته الحقيقي وأنا أصلي نافلة ثم أتابع معهم تراويح، وإذا حان وقت العشاء أصليها مع الجماعة وهم ما زالوا في التراويح وأتمم ركعتين؟


يقول السائل: عندنا في البلد فرنسا اختلاف في تقويم وقت صلاتي الفجر والعشاء ،قد يختلف من تقويمٍ إلى تقويمٍ آخر بساعة كاملة لوقت العشاء، فهل لي أن أدخل مع الجماعة وهم يصلون العشاء قبل وقته الحقيقي وأنا أصلي نافلة ثم أتابع معهم تراويح، وإذا حان وقت العشاء أصليها مع الجماعة وهم ما زالوا في التراويح وأتمم ركعتين؟

يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن صلاة التراويح لا يصح أن تُصلَّى شرعًا إلا بعد صلاة العشاء؛ فإنها قيام الليل، وقيام الليل إنما يكون بعد صلاة العشاء، لكن اشتهر تسميتها في رمضان بصلاة التراويح، وصلاة التراويح هي من قيام الليل ولا تكون إلا بعد صلاة العشاء، هذا هو المشهور عند المذاهب الأربعة وقد رمز له ابن مفلح في كتابة “الفروع” بحرف “ق” أي باتفاق المذاهب الأربعة أي في المشهور عندهم، بل ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- إلى أن صلاتها قبل صلاة العشاء من البِدع، لأن مثل هذا لم يُنقَل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن صحابته-رضي الله عنهم وأرضاهم-، فلذا لا يصح أن تُصلَّى صلاة القيام أو التراويح في رمضان إلا بعد أن تُصلَّى صلاة العشاء.

ومما يؤيد هذا ما ثبت عند أحمد من حديث أبي بصرة الغفاري، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن صلاة الوتر ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر»، وصلاة الوتر من صلاة الليل، ومع ذلك جعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد صلاة العشاء.

فعلى هذا فلا يصح للسائل أن يصلِّي مع أقوام صلاة التراويح قبل العشاء، كما يحكي في سؤاله، أنه يقول: إنهم صلَّوها قبل وقتها الحقيقي.

ثم أيضًا على كلام السائل: فإنه سيصلي صلاة قيام الليل قبل دخول وقت العشاء، وهذا أيضًا خطأ آخر.

وبعد هذا، أنبِّه إخواني في فرنسا أن يحاوِلوا أن يجتمعوا على كلمةٍ سواء، وعلى أمرٍ واحدٍ في وقْتَي صلاة الفجر والعشاء، في هَذَين الوقتَين الذَين اختلفوا فيهما، أنصحهم أن يجتمعوا على قولٍ واحد، وأن يرجعوا إلى العلماء الموثوقين، كسماحة المفتي العام عبد العزيز آل الشيخ والشيخ العلامة صالح الفوازان وغيرهم من العلماء الموثوقين.

فإنَّ الاجتماع على الحقِّ محمود محبوب إلى الله، وحتى لا يكون في الأمر حرج واضطراب واختلاف بين المسلمين، فإن مثل هذا يسبِّب خلافًا بين المسلمين، فلذا أنصحهم أن يحاولوا أن يضبطوا الأمر، لاسِيَّما الأمر يتعلَّق بالصلاة.

وفعل صلاة قبل دخول وقتها باطل، فإن من شروط الصلاة دخوا الوقت لذا؛ الأمر عظيم وخطير، وهو يتعلق بأعظم عبادة عملية، وهي الصلاة.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: