الشهر: January 2020
الغباء الليبرالي والعلماني في دقائق
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
الغباء الليبرالي والعلماني في دقائق بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، أما بعد: إن أعظم نعمةٍ نعمةُ الإسلام، قال سبحانه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً﴾ ولا تظنوا لأنكم وُلدتم مسلمين أن هذه النعمة مُتيسرة لكل من أرادها، كلا والله، فإن أبوي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهما أبواه، قد ماتا كافرين. أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بقبر أمه فاستأذن ربه أن يزور قبر أمه وأن يستغفر لها، فأذن له أن يزور قبرها ولم يأذن له أن يستغفر لها، فبكى النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رجلًا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أين أبي؟ فقال: «إن أبي وأباك في النار». إذن فلنحافظ على هذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام. وإن الإسلام إنما سُمي إسلامًا لأن حقيقته الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، قال سبحانه: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ …
فيروس كورونا
د. عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر
يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح، أو غير ذلك من أغراض الأحاديث التي تدور حول هذا المرض . والواجب على المسلم في كلِّ حالٍ ووقت، ومع كلِّ نازلة ومصيبة أن يعتصم بالله جلّ وعلا وأن يكون انطلاقه في الحديث عنها أو مداواتها أو معالجتها قائمًا على أسسٍ شرعيَّة وأصولٍ مرعيّة وخوفٍ من الله جلّ وعلا ومراقبةٍ له. وهـذه ستُ وقفات حول هـذا الموضوع الذي يشكِّلُ في حياة النَّاس هـذه الأيَّام أهمِّيةً بالغةً: الوَقْفَةُ الأُولَى: الواجب على كلٍّ مسلمٍ أن يكون في أحواله كلها معْتصمًا بربِّه جلّ وعلا متوكِّلاً عليه معتقدًا أنّ الأمور كلّها بيده (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) . وفي …
من الصور المعاصرة لاتباع الهوى
محمد بن علي الجوني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محد وعلى آله الطيبين ورضي الله عن الصحابة أجمعين. أما بعد حذّر الله سبحانه عباده من اتّباع الهوى والسير في ركابه، والتحايل على الشريعة بتكذيبها أو تأويلها فقال سبحانه: ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) سورة النساء (65) وقال تعالى: ( فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة القصص (50) وقال تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) سورة الأحزاب (36) وقال تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ) سورة الحشر (7) وقال تعالى: ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا) سورة النساء (80) وقال سبحانه: ( إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذَا دُعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَهُمۡ أَن یَقُولُوا۟ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ) سورة النور (51) يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: ” أي الذين صدقوا إيمانهم بأعمالهم حين يدعون إلى الله ورسوله ليحكم بينهم، سواء وافق أهواءهم أو …
المختصر في أحكام المسح على الخفين
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
الحمد لله فاطر السموات والأرض ، الحمد لله الذي يسر دينه، وأراد بنا اليسر، والصلاة والسلام على رسول الله الذي قال: يسرا ولا تعسرا وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ . أخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بُعثت بالحنيفية السمحة»، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: الحنيفية أي في التوحيد، والسمحة: أي في الأحكام. ومن سماحة شريعة محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- أن الشريعة أجازت المسح على الخفين والجوربين، وتكاثرت الأحاديث في بيان جواز المسح على الخفين، قال الحسن البصري: روى المسح على الخفين سبعون نفسًا. وقال الإمام أحمد: فقد رُوي فيه أربعون حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. والخفان هما ما كان من الجلد، أما الجوربان ما كان من غير الجلد، وما يُسمى شرابًا في زمننا هذا فإنه من الجوارب. ومن الأدلة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما أخرج الشيخان من حديث المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: كنت مع …
تأصيل العلوان الدخيل في إطلاق قبول رواية المدلس
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإن حفظ السنة حفظٌ للدين، وطاعة لله رب العالمين، ومن ذلك رد القواعد الدخيلة في تصحيح الأحاديث الضعيفة، كدعوى سليمان بن ناصر العلوان -هداه الله- بعد أن هجم على العلامة المجدد محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله- في عدة مسائل عدة هجمات بلا أدب ولا احترام، قال : رد عنعنة المدلس خلاف إجماع أهل الحديث الأوائل، وأنه لم يفعل ذلك عالمٌ منهم قط، وأنهم يقبلون رواية المدلس مطلقًا ما لم يتبيَّن أنه دلس هذا الحديث بعينه. فلم يُفرق العلوان بين المُكثر ولا المقل من التدليس بل مثّل على بعض الرواة المكثرين من التدليس، مما يؤكد أنه لا يرد حتى عنعنة المكثر من التدليس ! فبهذا خالف المحدثين المتقدمين والمتأخرين-على خلاف بين أهل العلم في المدلس الذي تُرد روايته بالعنعنة- في أصل وهو رد عنعنة المدلس !! قال -هداه الله- في مقطع صوتي باليوتيوب بعنوان: (رأي الشيخ سليمان بن ناصر العلوان في تصحيح وتضعيف الألباني والفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين): “التدليس متى ما ثبت في الحديث فإنه علة، وهذا لا نزاع فيه، وإنما الأواخر يجعلون عنعنة الموصوف بالتدليس تدليسًا، وهذا لم يقل به أحد من الأوائل، والألباني يجري على هذا الأصل في أصول المتأخرين لا أصول المتقدمين، فيقول في الحديث: فيه …
الفرق بين التبديل وبين التغيير في الحكم بغير ما أنزل الله
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، المخالفون يقولون من بدل صلاة الظهر من أربع ركعات لركتين كفر لمجرد التبديل، فلماذا لا تحكمون بكفر من بدل حد الرجم إلى السجن مثلًا؟ الجواب: قد سبق الكلام كثيرًا في دروس كثيرة في رسائل على مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، وقد يسر الله بكرمه وبسطت الكلام في ذلك في كتابي (قواعد ومسائل توحيد الإلهية) وكتاب (الإلمام بشرح نواقض الإسلام)، وفي كتابي (البرهان المنير في دحض شبهات أهل التكفير والتفجير)، وفي درس مسجل في رد على كتاب عبد الرحمن المحمود في الحكم بغير ما أنزل الله، وكلام الدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف في كتابه (نواقض الإيمان العملية)، إلى غير ذلك، وكل هذا موجود ولله الحمد في موقع الإسلام العتيق وفي اليوتيوب. ينبغي أن يُعلم أمر مهم عند بحث هذه المسألة، أن هناك فرقًا بين التغيير والتبديل، فالتبديل تغيير حكم الله إلى حكم آخر مع اعتقاد أنه حكم الله، فمن بدل صلاة الظهر من أربع ركعات إلى ركعتين فهو يعتقد أن الركعتين هي دين الله، لذلك تعبد بها، فهذا مُبدل. أما من غير الحكم من قطع اليد إلى السجن، فهذا له حالان: – الحال الأولى: أن يقول: إن هذا هو حكم الله، وهو الذي يريده الله وهو دينه، فهذا مُبدل وهو كافر. – الحال الثانية: …