نقض الإجماعات الحركية لنصرة المغامرات اللاعقلانية


بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد قرأت لأحد الدعاة الذين -للأسف- سخروا علمهم في تطوير الحجج الحركية، ونقض المسلمات السلفية، كقضية فقه الواقع، والطعن بها على أهل العلم، و كمسألة ترك الإنكار على أهل البدع لأجل الصراع مع الكفار، والطعن بها على دعاة أهل السنة، حتى بلغ به الحال إلى حكاية الإجماع لتأصيلاته الحركية التي يريد أن يلبسها لباس السنة والسلفية، حاله في ذلك حال السرورية، كمؤسسها سرور، ومن سار على طريقته كعبدالرحمن عبدالخالق وحامد العلي وأشباههم، وصارت مناكفة السلفيين ورميهم بتهم الحزبيين علامة على منهجه ودعوته، أسأل الله أن يهديه ويصلح قلبه، ويرده للحق رداً جميلاً، إنه على كل شيء قدير.
يقول الداعية في إجماعه المدعى: “لا يُعرف عن عالم معتبر قط لا من المتقدمين ولا من المتأخرين أنه أطلق لسانه في نقد المسلمين وقت حرب العدو الكافر لهم وتسلطه عليهم، مهما كانت أسباب نشوب الحرب بينهم، وعلى أي حال كانوا باعتبار الاتباع والابتداع”.
وأقول -مستعيناً بالله- هذا الإجماع المدعى، ما هو إلا تطوير وتحديث للحجة الحركية المعروفة المشهورة، التي يغبرون بها على أهل السنة، لكن هذه المرة بلباس السنة والسلفية والإجماع، وهي قولهم: كيف تردون على أهل الإسلام وتنكرون عليهم والمعركة قائمة بينهم وبين العلمانيين واليهود والنصارى والملاحدة؟! فكلام هذه الداعية وتقريره ما هو في الحقيقة إلا تطوير وتحديث لتلك الحجة الحركية، لكن بقالب سني وتنظير سلفي.
وهذه الشبهة المتهافتة، التي أوردها هذا الداعية، شبهة مخالفة للأدلة الشرعية، ومناقضة للعقل، ومنقوضة بعمل العلماء المعتبرين من المتقدمين والمتأخرين:
أما الأدلة الشرعية:
فمنها ما في القرآن وقول الله تعالى: “أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
قال أبو جعفر الطبري: يعني تعالى ذكره بذلك: أوَحين أصابتكم، أيها المؤمنون، “مصيبة “، وهي القتلى الذين قتلوا منهم يوم أحد، والجرحى الذين جرحوا منهم بأحد، وكان المشركون قتلوا منهم يومئذ سبعين نفرًا ” قد أصبتم مثليها “، يقول: وهي المصيبة التي أصابها المسلمون من المشركين ببدر، وذلك أنهم قتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين: ” قلتم أنى هذا “، يعني: قلتم لما أصابتكم مصيبتكم بأحد: “أنى هذا”، من أيِّ وجه هذا؟ ومن أين أصابنا هذا الذي أصابنا، ونحن مسلمون وهم مشركون، وفينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يأتيه الوحي من السماء، وعدوُّنا أهل كفر بالله وشرك؟ ” قل ” يا محمد للمؤمنين بك من أصحابك ” هو من عند أنفسكم “، يقول: قل لهم: أصابكم هذا الذي أصابكم من عند أنفسكم، بخلافكم أمري وترككم طاعتي، لا من عند غيركم، ولا من قبل أحد سواكم”.
فالله تعالى عاتب أصحاب النبي ﷺ لوقوع المخالفة منهم وهذا كان بعد أحد التي أعقبها مباشرة خروج النبي ﷺ إلى حمراء الأسد يتبع المشركين بعد أحد!! فأين هذا الإجماع المدعى.
ومن السنة، ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقال : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أما إنه من أهل النار “. فقال رجل من القوم : أنا صاحبه. قال : فخرج معه، كلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه. قال : فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أنك رسول الله. قال : ” وما ذاك ؟ ” قال : الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك، فقلت : أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض، وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : ” إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة “. فأنكر النبي ﷺ على الرجل وجهر بالإنكار وهم وسط المعركة، والقتال قائم ومحتدم، فأين هذا الإجماع المدعى؟!ا

وأما الدليل العقلي، فمن وجهين:
الوجه الأول: أن المخالفة لأمر الله من أعظم أسباب تسلط الكفار، وهزيمة المسلمين، كما أن من أعظم أسباب دفع الكفار وبغيهم عن المسلمين: إصلاح المخالفين، والأخذ على أيديهم.

فكيف نرجو من الله عز وجل أن يدفع عنا الكفار وفينا من المنتسبين للإسلام من يستغيث بغير الله، ومنهم من يذبح لغير الله، ومنهم من ينذر لغير الله، ومنهم من يرد ويستهزئ بسنة رسول الله ﷺ  -والعياذ بالله-، كيف سينصرنا الله عز وجل مع وجود هذه المخالفات العظيمة، ومعلوم أن المسلمين هزموا يوم أحد، ويوم حنين بسبب مخالفة واحدة من بعضهم، فنحن والمخالفون في سفينة واحدة فإن تركناهم يخرقونها واشتغلنا بالعدو غرقنا جميعاً، وإن أخذنا على أيديهم نجونا جميعاً، كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)).
قال الشيخ ابن باز –رحمه الله- في رده على الصابوني الذي يرى أن سكوت كل فرقة  من فرق المسلمين عن الأخرى هو الحل لنجتمع ضد العدو الخارجي- فرد عليه قائلاً:  الواجب على المسلمين رد ما تنازعوا فيه في العقيدة وغيرها إلى الله سبحانه وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وبذلك يتضح الحق لهم وتجتمع كلمتهم عليه ويتحد صفهم ضد أعدائهم. أما بقاء كل طائفة على ما لديها من باطل وعدم التسليم للطائفة الأخرى فيما هي عليه من الحق فهذا هو المحذور والمنهي عنه وهو سبب تسليط الأعداء على المسلمين , واللوم كل اللوم على من تمسك بالباطل وأبى أن ينصاع إلى الحق , أما من تمسك بالحق ودعى إليه وأوضح بطلان ما خالفه فهذا لا لوم عليه بل هو مشكور وله أجران أجر اجتهاده وأجر إصابته للحق.أ.هـ من مجموع الفتاوى للشيخ (3/100)
الوجه العقلي الثاني: فببيان بطلان لازم هذا القول ومآله، فإن لازم هذا الإجماع المدعى، السكوت عن القاعدة وداعش وغيرهم من خوارج العصر، حين يقاتلون الكفار ويجرون على الإسلام والمسلمين البلاء والفساد، فيجب السكوت عنهم وعدم إطلاق اللسان في نقدهم، وقت حرب العدو الكافر وتسلطه عليهم مهما كانت أسباب نشوب الحرب بينهم، وعلى أي حال كانوا باعتبار الاتباع والابتداع، لماذا؟! لأنه بحسب إجماع الداعية المدعى: “لا يُعرف عن عالم معتبر قط لا من المتقدمين ولا من المتأخرين أنه أطلق لسانه في نقد المسلمين وقت حرب العدو الكافر لهم وتسلطه عليهم، مهما كانت أسباب نشوب الحرب بينهم، وعلى أي حال كانوا باعتبار الاتباع والابتداع”، سبحانك هذا بهتان عظيم، ويكفي أن يتأمل العاقل فاسد هذا اللازم، ليعرف بطلان هذه الشبهة والإجماع المزعوم عليها.

وأما عمل العلماء المعتبرين فأنقل كلام إمامين من أئمة المسلمين، الأول من المتقدمين والثاني من المتأخرين.
أم الأول المتقدم فشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لما صال العدو الكافر من التتر على بلاد المسلمين، قال رحمه الله – إنَّ العدو الخارج عن شريعة الإسلام – التتار- لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر
لوذوا بقبر أبي عمر
عوذوا بقبر أبي عمر
ينجيكم من الضـرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد، فإنه كان قد قضى: أنَّ العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة الله عز وجل في ذلك. ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة – أهل الفراسة من أهل العلم – لم يقاتِلوا في تلك المرة:
١-لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله!!.
٢-ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد!!.
٣-وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال!!.
فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالاً شرعياً: أُجِروا على نياتهم.
فلما كان بعد ذلك؛ جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز وجل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر: “إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم”، فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصراً عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً؛ لما صحَّ من: تحقيق توحيد الله تعالى، وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك،فإنَّ الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)) الرد على البكري ج/ 2 ص 731-738. فأين هذا الإجماع المدعى بقوله: “لا يُعرف عن عالم معتبر قط لا من المتقدمين ولا من المتأخرين أنه أطلق لسانه في نقد المسلمين وقت حرب العدو الكافر لهم وتسلطه عليهم، مهما كانت أسباب نشوب الحرب بينهم، وعلى أي حال كانوا باعتبار الاتباع والابتداع”.

وأما العالم الثاني المتأخر فهو الإمام الألباني رحمه الله، فكم وكم أنكر الحركات الطائشة اللاعقلانية التي يسمونها قتالاً قبل القتال وأثناءه وبعده، وكلامه في هذا الباب أكثر من أن يحصى في هذا المقال، ومنه كلامه في مثل ما نحن فيه اليوم، وهو كلامه عن الانتفاضة الفلسطينية التي كانت تتزعمها حماس، والتصريح بفساد قتالهم، والرد عليهم، قبل وأثناء وبعد عملياتهم الطائشة، ومن ذلك قوله لما سئل عن الانتفاضة الفلسطينية وهي قائمة:
السائل : ما يسمى بالانتفاضة في فلسطين … ؟
الشيخ : أنا خلاف جاهير الناس الذي يتحمسون إلى الانتفاضة أنا لا أرى أن هذا الانتفاضة ستأتي إلا بالدمار لأنها تحريكة السياسية وتحريكة لم يستعد لها إطلاقا هذه الحركة أشبه ما تكون عندي بالثورة السورية الأخيرة هذه ضد حافظ الأسد لأنهم قاموا بها دون أن يخططوا لها وماذا تفعل الانتفاضة مع هؤلاء اليهود المسلحين بكل سلاح ولا تتحرك دولة من الدول العربية لإمدادها بنوع من السلاح فأنا لا أعتقد أن هذا العمل يجوز شرعا فضلا عن أن أعتقد بأنه سيفيد واقعا … فما يقتل اليهودي إلا ويقتل مقابله عشرات من المسلمين والمفروض على الجماعة المسلمة أن تدّخر قوتها للساعة التي يجب عليهم أن يتحركوا ويغلب على ظنهم أنهم يستفيدون من حركتهم ومن هنا يقال في الأمثال العامية ” عين ما تقاوم مخرز ” فيه عندكم هذا الكلام عندكم ؟
السائل : لا .
الشيخ : المخرز هي الإبرة مثلا الغليظة التي يطعن بها، فالعين من شحم ودم إلى آخره لاتقاوم المخرز هذا المثال يطابق تماما على إخواننا الفلسطينيين الذين يقابلون الرصاص بأنواعه وأشكاله بالحجارة”.. انتهى كلامه
ومثل ذلك قاله رحمه الله، لما قامت طائفة من المسلمين بقتال الكفار في البوسنة والهرسك، السائل : شيخنا الله يبارك فيك في لقاء سابق قلت إنه لا جهاد في البوسنة والهرسك ما الأسباب يعني ؟
الشيخ : بس هنا ما في استعداد للجهاد ربنا قال : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } ؛ فهل أنت تعتقد أن هذا الإعداد قام به المسلمون ؟ أسألك مش أنت بس تسأل أنا كمان بيحق لي السؤال هل تعتقد أن هذه الآية حققت ؟
السائل : لا .
الشيخ : إذًا يوم تحقق هذه الآية يكون الجهاد ، أما جهاد الأفراد اللي يرموا أنفسهم للتهلكة والحكام والدول كلها والأسلحة معها لا يحرِّكون ساكنًا فلا جهاد إلا جهاد النفس وهو قوله – عليه السلام – : “المجاهد مَن جاهد نفسه أو هواه لله” هذا هو الجهاد اليوم”. انتهى كلامه رحمه الله.
فأين هذا الإجماع المدعى بقوله: “لا يُعرف عن عالم معتبر قط لا من المتقدمين ولا من المتأخرين أنه أطلق لسانه في نقد المسلمين وقت حرب العدو الكافر لهم وتسلطه عليهم، مهما كانت أسباب نشوب الحرب بينهم، وعلى أي حال كانوا باعتبار الاتباع والابتداع”.
وختاماً: أذكر القارئ ببعض ردود أهل السنة على أصل هذه الشبهة التي -كما تقدم- ما هي إلا تطوير وتحديث للحجة الحركية المعروفة المشهورة، التي يغبرون بها على أهل السنة، لكن هذه المرة بلباس السنة والسلفية والإجماع، وهي قولهم: كيف تردون على أهل الإسلام وتنكرون عليهم والمعركة قائمة بينهم وبين العلمانيين واليهود والنصارى والملاحدة؟!
قال الشيخ بكر أبو زيد –رحمه الله-: (ونعيذ بالله كل مسلم من تسرب حجة يهود، فهم مختلفون على الكتاب، مخالفون للكتاب، ومع هذا يظهرون الوحدة والاجتماع وقد كذبهم الله تعالى فقال سبحانه: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) (الحشر: من الآية14)، وكان من أسباب لعنتهم ما ذكره الله بقوله: {كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة:79)، فلا بد لشدة الاعتقاد الإسلامي الصافي من كل شائبة: من كشف زيوف العداء والاستعداء، وحراسة الصف من الداخل كحراسته من العدو الخارج سواء {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية103)، فنحن ولله الحمد على أمر جامع في الاعتقاد على ضوء الكتاب وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، فلابد من لازم ذلك بالذب عن الاعتقاد، ونفي أي دخيل عليه، سيراً على منهاج النبوة، وردعاً “لخفراء العدو”، واستصلاحاً لـهم).ا.هـ من الرد على المخالف.
وقال رحمه الله -في كتابه الرد على المخالف-: (والذين يلوون ألسنتهم باستنكار نقد الباطل وإن كان في بعضهم صلاح وخير، لكنه الوهن، وضعف العزائم حيناً، وضعف إدراك مدارك الحق ومناهج الصواب أحياناً، بل في حقيقته من التولي يوم الزحف عن مواقع الحراسة لدين الله، والذب عنه، وحينئذٍ يكون الساكت عن كلمة الحق كالناطق بالباطل في الإثم، قال أبو علي الدقاق: الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق… وما حجتهم إلا المقولات الباطلة:
لا تصدعوا الصف من الداخل.
لا تثيروا الغبار من الخارج.
لا تحركوا الخلاف بين المسلمين.

نلتقي فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، وهكذا….
وأضعف الإيمان أن يقال لـهؤلاء: هل سكت المبطلون لنسكت، أم أنهم يهاجمون الاعتقاد على مرأى ومسمع ويُطلَبُ منا السكوت؟ اللهم لا…
وهذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، ومنه نقضهم على أهل الأهواء أهواءهم في حملاتهم الشرسة، وهزاتهم العنيفة ليبقى الاعتقاد على ميراث النبوة نقياً صافياً. ا.هـ.
وللمزيد في الرد على هذه الشبهة يمكن الرجوع لكتابي شذور ولطائف من آداب الرد على المخالف

https://islamancient.com/ressources/docs/279.pdf
(https://islamancient.com/ressources/docs/279.pdf)
فاللهم ثبتنا على صراطك وهدي نبيك، اهدنا أجمعين لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وانصر الإسلام والمسلمين، وأنج المستضعفين في فلسطين وغزة وغيرها، وانصرهم على من بغى عليهم، ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام، والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه
حمد بن عبدالعزيز العتيق
المدينة النبوية حرسها الله
٢٨ / ٣ / ١٤٤٥هـ


شارك المحتوى:
1