الشريعة حاكمة وليست محكومة (رد على عبدالرحمن عبدالخالق)


الشريعة حاكمة وليست محكومة

عبدالرحمن عبد الخالق سكت دهرا فارتاح المسلمون والسلفيون من تنظيراته القطبية المبتدعة، والآن أطل من جديد فنطق بما يوطئ لولاية النصارى لديار المسلمين.

الشيخ عبدالرحمن يريد من السلفيين بمصر أن يقبلوا بولاية النصراني عليهم ليس لأن الله أذن بذلك، ولكن لأن ديموقراطية أميركا العلمانية هي التي أتت به، حيث قاطع الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق محاوره لما قال له «لو جاءت نتائج الانتخابات برئيس أو عضو برلماني علماني أو ليبرالي..»، فأجاب، «لابد أن نقبل به»، فالشيخ عبدالرحمن عبدالخالق بات مفتيا لأميركا، والعياذ بالله، واللافت للنظر جدا أن فتواه جاءت مطابقة لفتوى الناطق الرسمي للإخوان المسلمين، تشابهت مناهجهم.

الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق يجهل أو نسي أن من شروط ولي أمر المسلمين أن يكون مسلما، وهذا بإجماع علماء المسلمين، قال تعالى (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)، فما باله يخالف إجماع المسلمين؟

وتنظيره القطبي يفصح عن جموح وطموح القطبيين للسلطة، وإلا فكيف يكفر القطبيون حكام المسلمين ويرضون بولاية الكافر لديار المسلمين؟

انزع يا شيخ عبدالرحمن من هذا الضلال، ولا تكن ممن يوطئ لولاية النصارى على بلاد المسلمين!

أميركا تخطط لبعيد فكما أسقطوا الاتحاد السوفييتي وفككوه من خلال اختراقه من الداخل بعد أن جندوا غورباتشوف، فإن مصر ليست بعيدة عن كيدهم.

فما يريده الأميركان من مصر أعظم مما صنعوه بالاتحاد السوفييتي، فبعد أن منعوا مصر من جهاد اليهود بسبب اتفاقية كامب ديفيد، يريدون الآن أن يحكم النصارى مصر فلا تحرر فلسطين أبدا، فإن لم يمكنهم ذلك فسيقسمون مصر لمصلحة النصارى كما فعلوا بالسودان.. فهذا كله يدل على حاجة عبدالرحمن عبدالخالق لتعلم العقيدة والمنهج وأحكام السياسة الشرعية، وفقه الواقع، فالشريعة حاكمة على الديموقراطية وليس العكس يا شيخ!

وكيف لشيخ ينتسب إلى السلفية يقول «فإن الذين سيتولون مهمة التشريع للأمة في البرلمان سيحددهم صندوق الانتخابات»، فنقول لعبدالرحمن عبدالخالق الحكم لله والشريعة كاملة ولله الحمد، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وقال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، والبشر يتشاورون فيما ليس فيه حكم شرعي كتنظيم شؤونهم البلدية والمرورية ونحو ذلك. أما من نعت عبدالرحمن عبدالخالق بأنه شيخ السلفيين في الكويت فهذا لا يعرف السلفية ولا يعرف أهل الكويت، فشيخ السلفيين في الكويت هو العلامة محمد سليمان الجراح، رحمه الله.

وأما قول الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق «انه لا فرق بين السلفي والإخواني»، فهذا بيع وتضييع للعقيدة التي هي أساس خلاف أهل السنة مع الإخوان المسلمين الذين جمعوا كدر أنواع البدع في حزبهم كالأشاعرة والمعتزلة والصوفية القبورية، بل وأهل الملل كاليهود والنصارى.. فالسلفيون ليسوا خونة في العقيدة كقيادات الإخوان المسلمين الذين زاروا خامنئي قبل أيام ومجدوا الثورة الإيرانية التي أساس عقيدتها تكفير الصحابة واعتقاد تحريف ونقص القرآن.

أظنك الآن قد عرفت الفرق بين السلفي والإخواني.. والله تعالى أعلم.

 


شارك المحتوى: