أوﺻﺎﻑ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻣﻦ ﻛﻼ‌ﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷ‌ﺧﺒﺎﺭ


أوﺻﺎﻑ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻣﻦ ﻛﻼ‌ﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺛﺎﺭ ﻭﺍﻷ‌ﺧﺒﺎﺭ

ﺑﺴﻢ الله ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ

ﺍﻟﺤﻤﺪ لله ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺻﻠﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.

ﻭﺑﻌﺪ…

ﻓﻬﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﻗﻔﺖُ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻼ‌ﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ الله -ﺻﻠﻰ الله ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- : ((ﻣﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮﺍﺕ ﻋﺠﻮﺓ ﻟﻢ ﻳﻀﺮَّﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡَ ﺳﻢٌّ ﻭﻻ‌ ﺳِﺤﺮ)) ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

ﺃ- ﻟﻮﻧُﻬﺎ:

ﺍﺗﻔﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ.

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷ‌ﺛﻴﺮ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ: ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﻧﻲ، ﻳﻀﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ. [ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷ‌ﺛﺮ (٣/ ١٨٨)[

وﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ -ﺭﺣﻤﻪ الله- ﻓﻲ “ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ”: ﺍﻟﺸِّﻬﺮﻳﺰ ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ ﻧﻈﻴﺮُ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺯ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ الله ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ ﻓﻲ “ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ”: ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺘﻤﺮ ﺍﻷ‌ﺳﻮﺩ: ﺳِﻬﺮﻳﺰ ﻭﺷِﻬﺮﻳﺰ.

]ﺇﺳﻔﺎﺭ ﺍﻟﻔﺼﻴﺢ (٢/ ٦٥٦) [

ﻭﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﻟﺸِّﻬﺮﻳﺰ، ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺰ ﺗﻤﺮ ﻋﺮﺍﻗﻲ ﺃﺳﻮﺩ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻼ‌ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﺭﻱ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻧﻮﻉ ﺟﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻟﻮﻧﻪ ﺃﺳﻮﺩ.

]ﻣﺮﻗﺎﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻴﺢ (٧/ ٢٧٠٥) [

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤُﻨﺎﻭﻱ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺗﻤﺮ ﻳﻀﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺩ.

]ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ (٤/ ٤٥٧( [

ﺏ – ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻭﺷﻜﻠﻬﺎ:

ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻤﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺳﻂ ﺃﻣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼِّﻐَﺮ.

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﻭﺩﻱ: ﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﺳﻂ ﺍﻟﺘﻤﺮ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﻬﻮﺩﻱ: ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ.

]ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺄﺧﺒﺎﺭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ (١/ ٦٢) [

وقال أبو ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ: ﺍﻟﻌجوة ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ، ﻻ‌ﻃﺌﺔ ﺍﻷ‌ﻗﻤﺎﻉ.

]ﺍﻧﻈﺮ: ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ (١/ ٦٢٣) [

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻷ‌ﺛﻴﺮ: ﻋﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﻧﻲ.

]ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷ‌ﺛﺮ (٣/ ١٨٨) [

وﺗﻤﺘﺎﺯ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ الجيدة بﺴِﻤَﻨِﻬﺎ ﻭﺍﻛﺘﻨﺎﺯﻫﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ: ﺗﻤﺮﻫﺎ ﺳَﻤﻴﻦٌ ﻳُﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ.

]ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ (٦/ ٢١٩٧) [

وﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ: ﻭﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ: ﻗﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ: ﻣﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﺭﺿﻚ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻋﺠﻮﺓ ﺧﻨﺲ ﻓﻄﺲ، ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺱ». ﻭﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺛﻤﺮﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ «ﻓﻄﺲ ﺧﻨﺲ». ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ: ﺷﺒَّﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﻨﺎﺯﻫﺎ ﻭﺍﻧﺤﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻵ‌ﻧُﻒ ﺍﻟﺨُﻨْﺲ، ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ، ﻻ‌ﻃﺌﺔ ﺍﻷ‌ﻗﻤﺎﻉ، ﻭﻳﻘﺎﻟﻚ ﺧﻨﺲ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻷ‌ﻧﻮﻑ.

]ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ (١/ ٦٢٣) [

ﺝ – ﺑﻴﺎﻥ ﺟﻮﺩﺗﻬﺎ ﻭﻃِﻴﺒﻬﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺯ ﺃُﻡُّ ﺍﻟﺘﻤﺮ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ، ﻛﺎﻟﺸِّﻬﺮﻳﺰ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮﺓ.

]ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻻ‌ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻩ (٢/ ٢٨٢( [

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ: ﻋﺠﻮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﺑﻬﺎ، ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻊ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻃﻼ‌ﻕ، ﻭﻫﻮ ﺻﻨﻒ ﻛﺮﻳﻢ، ﻣﻠﺬِّﺫٌ، ﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻣﻦ ﺃﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺃﻃﻴﺒﻪ ﻭﺃﻟﺬﻩ.

]ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ (٤/ ٣٤١) [

ومعنى قوله: (ﻣﻠﺬِّذ) ﺃﻱ ﻳﻠﺘذ ﺑﻪ ﺁﻛﻠُﻪ، ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪ: ﻣﻦ ﺃﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺃﻃﻴﺒﻪ ﻭﺃﻟﺬﻩ.

ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: (ﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ) ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻼ‌ﺋﻬﺎ ﻭﺍﻛﺘﻨﺎﺯﻫﺎ.

ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﺼﺤﻴﻒ.

ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻣﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﺠﻮﺓ.

]ﺍﻧﻈﺮ: ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻷ‌ﺩﺑﺎﺀ (١/ ٧١٦( [

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﻔﻲ: ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻣﺎ ﻗﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻨﺔ} ﻫﻲ ﻛﻞ ﻧﺨﻠﺔ ﺩﻭﻥ ﻧﺨﻠﺔ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻭﻫﻲ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺟﻮﺩ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻭﺩﻭﻧﻬﺎ ﺿﺮﻭﺏ، ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ ﻭﺟﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﻢ.

]ﻃَﻠِﺒﺔ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﺻﻄﻼ‌ﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ (١/ ٨٧)[

وقال ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴِّﻦُ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮ، ﻭﺍﻟﺠﻴﺪ ﻣﻨﻪ.

]ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ (١/ ١٥٤) [

ومما ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻁ ﻟﻴﻮﻧﺘﻬﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﻼ‌ﻝ: ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﻮﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ: ﻣﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺃﺭﺿﻚ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻋﺠﻮﺓ ﺧﻨﺲ ﻓﻄﺲ، ﻳﻐﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺱ».

]ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻹ‌ﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ (٣/ ١٠٣٩[(

ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ: ﺧﻨﺲ ﻓﻄﺲ.

ﺩ- ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ:

ﺫُﻛِﺮ ﺃﻥ ﺗﻤﻴﺮﺍﺕ ﻳﺴﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻜﻔﻲ ﺁﻛﻠﻬﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻮﺭﻱ: ﻗﻴﻞ ﻷ‌ُﺣﻴﺤﺔ ﺑﻦ ﺍﻟﺠُﻼ‌ﺡ: ﻣﺎ ﺃﻋﺪﺩﺕَ ﻟﻠﺸﺘﺎﺀ؟ ﻗﺎﻝ: ﺛﻼ‌ﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺳﺘﻴﻦ ﺻﺎﻋﺎ ﻣﻦ ﻋﺠﻮﺓ، ﺗُﻌﻄﻲ ﺍﻟﺼَّﺒِﻲَّ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻤﺴﺎ، ﻓﻴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺛﻼ‌ﺛﺎ.

]ﺍﻟﻤﺤﻜﻢ ﻻ‌ﺑﻦ ﺳﻴﺪﻩ (٢/ ٢٨٢( [

ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣُﻐﻨﻴﺔٌ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﻭﻱ ﺍﻟﺒﻄﻦ:

ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﺻﻤﻌﻲ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺁﻝ ﺣﺰﻡ (ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻧﺼﺎﺭ) ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻳُﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺧﻼ‌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻓﺎﻟﻌﺠﻮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺃﻛﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻘﻞ ﻓﺎﻟﺼّﻴﺤﺎﻧﻲ.

]ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷ‌ﺧﺒﺎﺭ (٣/ ٢٢٥) [

وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﺭﺩﺓ، ﺗُﺼِﺢ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻻ‌ ﻏﺎﺋﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ: ﺟﺎﺀﺕ ﻏﻠﺔ ﺃﺭﺽ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ – ﺭﺣﻤﻪ الله – ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺮﺍﺏ ﺗﻤﺮ ﺻﻴﺤﺎﻧﻲ ﻭﺗﻤﺮ ﻋﺠﻮﺓ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺎﺕ ﺍﺻﺒﺐ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﻓﻬﻲ ﺃﺑﺮﺩ ﻭﺃﺻﺢ.

]ﺍﻧﻈﺮ: ﺳﻴﺮﺓ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ (ص٤٦) [

ويكفي في بيان فائدتها الصحية والنفسية الحديث الذي استفتحت به هذا المقال.

هـ- ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ:

ﻳﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﻧﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺟﻮﺩﻫﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﺯﻫﺮﻱ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑِﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔِ ﻫﻲ ﺍﻟﺼَﻴْﺤﺎﻧﻴﺔ. ﻭﺑﻬﺎ ﺿُﺮﻭﺏٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌَﺠْﻮَﺓ ﻟَﻴْﺲَ ﻟَﻬَﺎ ﻋُﺬُﻭﺑﺔ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﻧﻴﺔ ﻭَﻟَﺎ ﺭِﻳّﻬﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺍﻣﺘﻼ‌ﺅﻫﺎ.

]ﺗﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ (٣/ ٣٠( [

والذي يهم من كلام الأزهري -رحمه الله- ﺇﺷﺎﺭته ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ قد يكون ﺃﺩﻧﻰ ﺟﻮﺩﺓ، ﻭﺃﻗﻞ ﻣﺎﺀً ﻭﺍﻣﺘﻼ‌ﺀً.

ﻭ- ﺻﻔﺔ ﻧﻮﺍﻫﺎ:

ﺗﻤﺘﺎﺯ ﻧﻮﺍﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺑﺎﻟﺼﻐﺮ ﻭﺍﻟﻨﺤﻮﻝ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﺴﺎﻥ ﻃﺎﺋﺮ:

ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﻣﻌﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺯﻳﻪ: أن بعض الصحابة -رضي الله ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻋﻨﻬﻢ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﺮﺟﻴﻊ ﺳﺤﺮﺍ، ﻓﺄﻛﻠﻮﺍ ﺗﻤﺮ ﻋﺠﻮﺓ ﻓﺴﻘﻂ ﻧﻮﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻻ‌ﺭﺽ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﻜﻤﻨﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ. ﻓﺠﺎﺀﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻞ ﺗﺮﻋﻰ ﻏﻨﻤﺎ ﻓﺮﺃﺕ ﺍﻟﻨﻮﻱ ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﺻﻐﺮﻫﻦ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺗﻤﺮ ﻳﺜﺮﺏ، ﻓﺼﺎﺣﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻣﻬﺎ: ﻗﺪ ﺃُﺗﻴﺘﻢ. ﻓﺎﻗﺘﺼﻮﺍ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻧﺰﻟﻮﺍ ﻣﻨﺰﻻ‌ ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻧﻮﻯ ﺗﻤﺮ ﺗﺰﻭﺩﻭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺠﺎﺀﻭﺍ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻓﻮﺟﺪﻭﻫﻢ ﻗﺪ ﺭﻛﻨﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ…

]انظر: ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ (٦/ ٤٠[(

وﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺑُﺪﻳﻞ ﺑﻦ ﻭﺭﻗﺎﺀ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺫ ﻟﻘﻴﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ قال:

ﻓﺠﺎﺀ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ ﻓﻔﺖ ﺃﺑﻌﺎﺭ ﺃﺑﺎﻋﺮﻫﻢ ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻮﻯ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﻋﺠﻮﺓ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ: ﺃﺣﻠﻒ بالله ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻣﺤﻤﺪﺍ.

]ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﺓ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ (٥/ ٢٠٦) [

ﺯ- ﺻﻔﺔ ﻗِﻤْﻌﻬﺎ:

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ: ﺍﻟﻌﺠﻮﺓ ﺻﻐﺎﺭ ﺍﻟﺤﺐ، ﻻ‌ﻃﺌﺔ ﺍﻷ‌ﻗﻤﺎﻉ.

]ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ (١/ ٦٢٣) [

ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻻ‌ﻃﺌﺔ ﺃﻱ: ﺃﻥ ﺃﻗﻤﺎﻋﻬﺎ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺭﺯﺓ.

الخلاصة :

يتبين مما سبق أن العجوة عند أهل العلم تتصف بما يأتي:

أولاً: العجوة سوداء اللون.

ثانياً: توسط حجمها بالنسبة لبعض التمر وصغرها بالنسبة لبعضه الآخر.

ثالثاً: أنها من أجود التمر وأطيبه وألينه.

رابعاً: صغر نواتها، وعدم بروز قمعها..

خامساً: تفاوت أنواع العجوة نفسها من حيث الجودة والطعم كما هو معلوم حتى في أيامنا هذه.

سادساً: أن القليل منها يشبع آكلها.

سابعا: أن العجوة المعروفة اليوم وخصوصا الجيد منها تنطبق عليه هذه الأوصاف، ولا يعرف المزارعون من أهل المدينة ولا علماؤها غيرها.

فلا ينبغي إذا علم ذلك أن يشكك الناس فيها، حتى يثبت خلافه بأدلة واضحة جلية.

والله ﺃﻋﻠﻢ، ﻭﺻﻠﻰ الله ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ.

ﻛﺘﺒﻪ: ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ﺍﻷ‌ﻧﺼﺎﺭﻱ


شارك المحتوى: