شروح الحديث
الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
هل لفظة (فأهريقوه ) ، في تطهير ولوغ الكلب لفظة شاذة؟
هل لفظة (فأهريقوه ) ، في تطهير ولوغ الكلب لفظة شاذة ، وإن كانت كذلك فهل يحكم بنجاسة ما ولغ فيه الكلب أم لا إن حكمنا بشذوذ هذه اللفظة ؟ يقال لفظة فليرقه أخرجها مسلم وانفرد بها علي بن مسهر وقد خالف من هو أوثق منه لذا شذذ هذه اللفظة الإمام النسائي وغيره لكن خالفه مسلم بإخراجها في صحيحه وظاهر إخراجه في الصحيح أنه يصحح هذه اللفظة والأظهر والله أعلم أن هذه اللفظة ليست شاذة وذلك أن مبحث زيادة الثقة يرجع إلى الزيادة التي يترتب عليها حُكم، ذكر هذا الإمام مسلم في كتابه التمييز، وذكره ابن رجب في شرحه على العلل وهذا اللفظ والله أعلم لا يترتب عليه حكم وذلك أن نجاسة ما ولغ فيه الكلب ثابت بالأدلة التي تدل على أن لعاب الكلب نجس فإذن لو لم يأت هذا اللفظ لوجب علينا أن نريق الماء الذي ولغ فيه الكلب لأنه قد وقع فيه لعاب نجس فإن قيل إن هذا الإناء لم يتغير لونه أو طعمه أو ريحه بهذا اللعاب فيُقال إن العادة في مثل هذا أن يكون إناءً صغيرا ومثله لا يتغير لا سيما لونه مقارب للون الماء، لذا يحكم بنجاسته لأن مثله في الغالب لو كان لون اللعاب مغايرًا للون الإناء لتغير وقد أشار لهذا الجواب الإمام …
ما صحة حديث: «أَحبِب حَبِيبَك هَوْنًا مَا … عَسى أن يَكُونَ بَغِيضكَ يَومًا مَا»؟
ما صحة حديث: «أَحبِب حَبِيبَك هَوْنًا مَا … عَسى أن يَكُونَ بَغِيضكَ يَومًا مَا»؟ يقال: هذا الحديث جاء مرفوعًا من النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء موقوفًا، والذي رجحه إمام العلل الدار قطني رحمه الله تعالى في “كتاب العلل” أنه موقوف من كلام علي رضي الله عنه، والأظهر والله أعلم أنه ثابت عن عليرضي الله عنه ، فهو إذًا من كلام عليٍّ رضي الله عنه لا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما بيَّنه الإمام الدار قطني رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
ما الجمع بين حديث السبعين ألفاً، وفيه: ((لا يسترقون))، وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر عائشة أن تسترقي؟
يقول السائل: ما الجمع بين حديث السبعين ألفاً، وفيه: ((لا يسترقون))، وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر عائشة أن تسترقي؟ وما أقوال أهل العلم في ذلك؟ يُقال جوابًا على هذا السؤال: إن هذا الإشكال إنما يكون عند من يمنع طلب الرُقية، وجمهور أهل العلم لا يمنعون الرقية؛ لأن فيها الطلب، وإنما من منع منهم يمنع لأمور الأخرى لترك الأسباب أو للتداوي أو لغير ذلك، فإذا كان كذلك فهذا الإشكال لا يرِد على جمهور أهل العلم، ولم أر جوابًا عند من يمنع الرقية لأجل الطلب على حديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرها أن تسترقي من العين)). لكن قد يقال يجمع بين هذا الحديث وبين حديث ((لا يسترقون))، وهو حديث ابن عباس في الصحيحين – والله أعلم- بجوابين: الجواب الأول: أن النهي عن الاسترقاء ليس محرمًا، وإنما من باب الكراهة، فإذن ((أمره أن تسترقي من العين)) ليس أمرًا بمحرمٍ، ويجوز أن يؤمر بما هو مكروه لمصلحةٍ راجحة، وبيان جوازه. والجواب الثاني: أن يقال أن معنى قوله: ((أمر أن يُسترقى من العين))، أي: أن يُكثَر الرقية من العين، لا أن (السين والتاء) للطلب وإنما للإكثار، هذا على القول بأن طلب الرقية ممنوع، فممكن أن يجمع بهذه الأمرين – والله أعلم-.
ما الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يكتوون))، بينما النبيُ صلى الله عليه وسلم كوى بعضَ الصحابة؟
السؤال الآخر، يقول السائل: ما الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يكتوون))، بينما النبيُ صلى الله عليه وسلم كوى بعضَ الصحابة؟ تكلم أهل العلم على الجمع بين هذا كالخطابي، وابن القيم في كتابه “زاد المعاد”، وابن حجر في شرحه على البخاري، وغيرهم من أهل العلم، وأصح ما يقال جمعًا بين الأحاديث التي فيها أنه كوى صلى الله عليه وسلم غيرَه، وأنه أذن بالكي، وأنه نهى عن الكي، وهو أن يقال أن النهي محمول على الكراهة، وذلك الجمع بين الأدلة.
في الحديث: إن لنار جهنم نفسَين: نفس في الصيف، ونفس في الشتاء إلى آخره، فهل نار جهنم تكون باردة، وكما تكون حارة؟
في الحديث: إن لنار جهنم نفسَين: نفس في الصيف، ونفس في الشتاء إلى آخره، فهل نار جهنم تكون باردة، وكما تكون حارة؟ وهل يعذَّب الكفار بالبرد كما يعذَّبون بالحر؟ يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: أنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة: «أن لنار جهنم نفسَيْن: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، وقال: “هو أشد ما تجدونها من البرد» يعني: نفسها في الشتاء، «وأشد ما تجدونها في الحرِّ» أي: نفسها في الصيف. فهذا دليل واضح على أن أهل النار يعذَّبون بالبرد الشديد كما يعذَّبون بالحر الشديد، وقد تكلم على هذا الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه “التخويف من النار“، وذكر آثارًا تدل على هذا عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم من السلف. فأسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يُعِيذ والدَينا وأولادنا وأحبابنا من النار؛ إنه الرحمن الرحيم.
ما إجابة أهل السنة عن حديث الأعمى في التوسّل، وقصة الاستسقاء بالعباس؟
ما إجابة أهل السنة عن حديث الأعمى في التوسّل، وقصة الاستسقاء بالعباس؟ أما التوسل فحديث عثمان رضي الله عنه قد تنازع العلماء أوَّلًا في صحته، فذهب جماعة إلى ضعفه كالشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب، وابنه عبد اللطيف، ومنهم من ضعَّفه محمد البشير السهسواني، والأظهر -والله أعلم- ضعفه هذا الجواب الأول. الجواب الثاني: أنه على صِحَّته، ليس فيه دلالة على التوسل البدعي ولا الشركي من باب أولى، وإنما غاية ما في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده أنه إذا صلى يدعو الله عز وجل، ويسأل الله أن يُشفِّع فيهم نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول: يا ربي شَفِّع في نبيِّك صلى الله عليه وسلم ، وهذا خير، نحن نسأل الله عزوجل أن يشفِّع فينا نبينا صلى الله عليه وسلم، وليس هذا منكَر، المنكر أن يصرف عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم بحُجّة الشفاعة أو الوسيلة، أو أن يتوسل بجاه النبيصلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أني أسألك أن تغفر لي بجاه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو بمكانته أو كذا أو كذا. أما أن نسأل اللهعز وجل أن يشفِّع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا خير، وهو طلب عظيم، أسأل …
ما صِحّة حديث «اللهمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا»؟
ما صِحّة الحديثَين التاليين: حديث «اللهمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلًا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلًا» وحديث «من عَاد مريضًا لم يحضر أجله، فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله سبجانه وتعالى من ذلك المرض»؟ يُقَالُ جوابًا على هذا السؤال: أمَّا الحديث الأول: «اللهمَّ لا سهل إلا ما جعلته سهلًا » فقد أخرجه ابن حبان وابن السني من حديث أنس رضي الله عنه، وهو حديث ضعيف، لا يصح عن النبيصلى الله عليه وسلم، كما بيَّنه أبو حاتم الرازي في كتابه “العلل“. وأما الحديث الآخر فقد أخرجه أبو داود والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، وقد بيَّن الدارقطني في كتابه “العلل“ أن الوجه الصحيح للحديث أنه مُرسَل من رواية محمد بن حنفية عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسَل من أنواع الحديث الضعيف، فبهذا يتبين أن الحديثين ضعيفان، لا يصِحَّان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما الحكمة من طول أعناق المؤذنين يوم القيامة، رغم أن طول العنق بزيادةٍ يشوِّه شكل الإنسان؟
ما الحكمة من طول أعناق المؤذنين يوم القيامة، رغم أن طول العنق بزيادةٍ يشوِّه شكل الإنسان؟ يقال جوابًا على هذا السؤال: ثبت في صحيح مسلم عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَطْوَلُ النّاسِ أَعنَاقًا يومَ القِيامَةِ المُؤَذِّنُونَ))، وهذا سيق مساق المدح والثناء، فدل على أنه فضيلة. وقد اختلف أهل العلم في تفسير معنى الحديث، وأظهر ما قيل – والله أعلم- ما نقله البيهقي عن أبي داود السجستاني: أن الناس يوم القيامة يشتد بهم العطش، حتى تنطوي أعناقهم، إلا المؤذنين؛ فإنهم لا يعطشون لذلك تبقى أعناقهم قائمة. إذن طول أعناقهم ليس فيما يظن السائل أن تكون طويلةً جدًا، وإنما المراد أن تكون كما هي، وإنما عُبَّر عنها بالطول بالنسبة إلى غيرهم لما انطوت أعناقهم. والحكمة في هذا – والله أعلم- ما ذكره شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى: أن المؤذن يعلو المكان العالي، فيرفع ذكر الله والتوحيد، والجزاء من جنس العمل، فإنه لما أعلى ذكر الله والتوحيد على أماكن عالية، أعلى الله وأقام عنقه، بأن تبقى عنقه قائمةً وطويلة، ذكر هذا رحمه الله تعالى في شرحه على “رياض الصالحين”.
يقول بعض الناس: أن السماء تبكي على من مات هل ما يذكرونه صحيح؟
يقول السائل: يقول بعض الناس: أن السماء تبكي على من مات، ليس كالشمس والقمر لقوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ } ،فيقولون: بالضد تميز الأشياء، وبما أن السماء لا تبكي على الكفار فهي تبكي على المؤمنين، فما قولك؟ وهل ما يذكرونه صحيح؟ يقال: ثبت هذا عند ابن جرير في تفسيره عن عبد الله بن عباس، وقد رواه عن مجاهد وغيره من التابعين، فهذا المعنى صحيح. ووجه هذا: أنه كما قال ابن عباس: ((أن لكل أحدٍ بابًا في السماء، ينزل منه رزقه، ويرتفع فيه عمله، فإذا مات المؤمن انغلق هذا الباب، فلم يرتفع عمله الصالح، فعلى إثر هذا تبكي السماء)). ويؤيد هذا أن الأصل في اللفظ: أن يُحمل على حقيقته، ولا يُصرَف من حقيقته إلى المعنى غير الحقيقي إلا لقرينة، وهنا لا قرينة، لاسيما وقد أيد هذا الفتوى عبد الله بنعباس رضي الله عنه وأرضاه، فإذن البكاء حقيقيٌ، كما هو ظاهر الآية، وكما أسند ذلك، وأكّده عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأرضاه.