هل دهن لحم الإبل وشحمه ينقض الوضوء؟


يقول السائل: هل دهن لحم الإبل وشحمه ينقض الوضوء؟

الجواب:

إنه على أصح أقوال أهل العلم أنَّ لحم الإبل ناقضٌ للوضوء، وهذا قول الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في رواية، وقول الشافعي في القديم، وقول جماعة من أهل العلم، ويدل لذلك ما ثبت في مسلم من حديث جابر بن سمرة أنَّ رجلًا سأل النبي ﷺ: أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئت»، قال: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: «نعم».

فدلَّ هذا على أنَّ أكل لحم الإبل ناقض للوضوء، لكن هذا ليس خاصًّا بلحمها، بل عامٌّ لكل جزء من أجزائها، ويدل لذلك دليلان:

الدليل الأول: أنَّ ذِكر اللحم خرجَ مخرج الغالب، وهو جوابٌ عن سؤال، فما كان كذلك فلا مفهوم له، ويكون الأمر شاملًا لكل أجزاء الإبل.

الدليل الثاني: ثبت عند أحمد وأبي داود من حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الْوُضُوءِ ‌مِنْ ‌لُحُومِ ‌الإِبِلٍ، فَقَالَ: «تَوَضَّؤُوا مِنْهَا». قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي مَبَارِكِ ‌الْإِبِلِ، فَقَالَ: «لَا تُصَلُّوا فِيهَا، فَإِنَّهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ»، والحديث صححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه كما نقله البيهقي، ومثله ثبت عند أحمد وأبي داود عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه-.

فدلَّ هذا على أنَّ العلة من الوضوء من لحوم الإبل وعدم الصلاة في مباركها: أنها خُلقت من شيطان، وهذه العلة شاملةٌ لكل جزءٍ من أجزائها، حتى ما كان من شحمها ولحمها، بل وحتى فيما يتعلق بلبنها، فإنَّ مَن شرب شيئًا من هذا فإنه يتوضأ لأنَّ العِلة واحدة على ما تقدم تقريره.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا.

374_2


شارك المحتوى:
0