عِش سعيداً 


عِش سعيداً

مطلب كل إنسان في هذه الدنيا أن يعيش حياة طيبة هادئة لا يشوبها كدر، فمن منا يريد أن يعيش في حزن وهم وكآبة؟

فالحياة بهذه المنغصات قد تكون جحيماً لا يطاق، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الهم والحزن، فالأحزان والهموم قد تؤثر في عبادة الإنسان وتشغل تفكيره وتتعبه جداً.

عش سعيداً بعبادة الله وصدق التوجه إليه، فمهما تتابعت عليك المصائب فالفرج عنده واللطف يأتيك منه والتيسير بيده، ومن كان مع الله كان الله معه، والعجب كل العجب ممن وقع عليه أمر وبلاء ولم يرفع يديه إلى الله عزوجل، حتى لو كنت تعيش في خير وهناء وصفاء فاحمد الله واشكره، فبالشكر تدوم النعم، وذكر الله تعالى من أعظم طرق سعادة القلب وراحة النفس، «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، فقد تجد الفقير السعيد والغني الحزين، لأن الأول ذاكر والثاني في غفلة عن الذكر.

عش سعيداً واحمل الأمل والتفاؤل في قلبك وروحك، وانظر إلى الشمس وقت الغروب كيف اختفت، وكذلك ستذهب عنك كل هذه الأحزان إذا أحسنت التعامل معها، فبعد العسر يسر، وبعد الليل نهار، وبعد المحنة منحة، فلا تضجر وتيأس وكن من أهل الصبر وحسن التعامل والتصرف مع المواقف.

عش سعيداً واجلس مع الأطفال وكبار السن، فهذه هي حال المصطفى صلى الله عليه وسلم، يلاطف الصغار ويداعبهم، ويحترم الكبار ويجالسهم، فلهؤلاء ابتسامات جميلة جداً تصل إلى روح الإنسان أصبحنا محرومين منها بسبب طبيعة الحياة العصرية التي رسخت لدى البعض طرقاً في الحياة أبعدتهم عن السعادة، فحياتهم تتحكم بها الأجهزة والآلات، أما المشاعر والأحاسيس فجافة وشحيحة عندهم.

عش سعيداً وجالس السعداء، وابتعد عن المتشائمين ومن ينظر إلى العالم وما حوله بنظرة سوداء قاتمة، فكيف نرجو السعادة ونحن نجالس من يؤمن بأن اليوم يوم نحس وشؤم وشر، لأنه رأى غراباً أو حادثاً أمام منزله؟

وكيف نرجو السعادة ونحن نجالس من لا ينظر إلا إلى سلبيات المجتمع؟ فكما أن المجتمع فيه سلبيات فيه إيجابيات كثيرة وكبيرة.

عش سعيداً وقدم السعادة للآخرين وساعدهم، وحاول أن تفرج كربتهم، فكم لأعمال الخير والبر والإحسان من أثر عظيم جداً في نفسية الإنسان وسعادته وراحته، ولا تحتقر من المعروف شيئاً، فإن لم يكن عندك مالٌ كي تتصدق به، أو كنت مريضاً لا تستطيع نفع الناس، فأدخل السعادة عليهم بالابتسامة والكلمة الطيبة.

»عبد الله الكمالي«


شارك المحتوى: