الارشيف حسب شهور
الاقسام الفرعية
تصفح حسب الشيخ
الشيخ : د. عبدالله بن عبدالقادر الكمالي
التمرد الناعم!!
د. عبدالله بن عبدالقادر الكمالي
قد يتجه بعض الشباب إلى التطرف العنيف بتبني أفكار التكفير والغلو والقتل وسفك الدماء، فيقومون بأعمال محرمة ومجرمة لزعزعة الأمن والاستقرار، وهذا النفس الخارجي يواجه بإذن الله بوعي المجتمع بكافة شرائحه من العام والخاص، من الكبير والصغير، من الرجل والمرأة بمدى انحراف هذه الأفكار عن أصول الإسلام الحق، فالإسلام دين عظيم يحارب هذه الأفكار الدموية التي لا هم لها سوى زرع الفتنة والانحلال والانحراف، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الخوارج تحذيرا شديدا فجاء وصفهم في السنة النبوية بأنهم كلاب النار. وفي المقابل علينا أن نكون أكثر وعيا بأفكار التمرد الناعم السلس، والذي تستخدمه بعض الدول والجماعات العالمية لزعزعة أمن الدول والمجتمعات على مدى بعيد ومدروس بعناية، فهذا التمرد لا يرتكز على قوة السلاح، وإنما يقوم على طرح الآراء الدخيلة على المجتمع واستخدام سلاح الإعلام للضغط على الدول فعندما تعمد فتاة للهرب من أسرتها ثم تقوم بعض الدول الكبرى بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة لها، ويتم استقبالها من قبل أعلى المسؤولين فيها، فهل نظن أن كل هذه الحفاوة كانت ( لله وفي الله ) أم أن الأمور ليست بهذه البساطة المتصورة؟، فخروج مثل هذه النوعيات في وسائل الإعلام الأجنبية والكلام عن انعدام الحريات في دول المنطقة، وظلم النساء وتعمد تشويه الواقع الحضاري لبلدها وغير ذلك سيكون سببا لحشد الآراء …
عِش سعيداً
د. عبدالله بن عبدالقادر الكمالي
عِش سعيداً مطلب كل إنسان في هذه الدنيا أن يعيش حياة طيبة هادئة لا يشوبها كدر، فمن منا يريد أن يعيش في حزن وهم وكآبة؟ فالحياة بهذه المنغصات قد تكون جحيماً لا يطاق، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الهم والحزن، فالأحزان والهموم قد تؤثر في عبادة الإنسان وتشغل تفكيره وتتعبه جداً. عش سعيداً بعبادة الله وصدق التوجه إليه، فمهما تتابعت عليك المصائب فالفرج عنده واللطف يأتيك منه والتيسير بيده، ومن كان مع الله كان الله معه، والعجب كل العجب ممن وقع عليه أمر وبلاء ولم يرفع يديه إلى الله عزوجل، حتى لو كنت تعيش في خير وهناء وصفاء فاحمد الله واشكره، فبالشكر تدوم النعم، وذكر الله تعالى من أعظم طرق سعادة القلب وراحة النفس، «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، فقد تجد الفقير السعيد والغني الحزين، لأن الأول ذاكر والثاني في غفلة عن الذكر. عش سعيداً واحمل الأمل والتفاؤل في قلبك وروحك، وانظر إلى الشمس وقت الغروب كيف اختفت، وكذلك ستذهب عنك كل هذه الأحزان إذا أحسنت التعامل معها، فبعد العسر يسر، وبعد الليل نهار، وبعد المحنة منحة، فلا تضجر وتيأس وكن من أهل الصبر وحسن التعامل والتصرف مع المواقف. عش سعيداً واجلس مع الأطفال وكبار السن، فهذه هي حال المصطفى صلى الله عليه …
بين قلبين
د. عبدالله بن عبدالقادر الكمالي
بين قلبين خلق الله تعالى الإنسان وجعل فيه من المشاعر والأحاسيس الشيء الكثير، ويحرك هذه المشاعر والأحاسيس قطعة لحم صغيرة، ولكنها الأساس في الإنسان ألا وهي القلب. هذا العضو العجيب في بدن الإنسان، إن صلح كان حال الإنسان كذلك، وإن فسد فسيكون حال الإنسان فاسداً والعياذ بالله، فهو ملك الأعضاء وهي تبع له، وما في قلب الإنسان يظهر على جوارحه وأعضائه، لذلك كانت القلوب على أنواع، فشتان بين قلب مقبل على الله وطاعته، وبين قلب تنقل بين محارم الله، وشرق وغرب في معصيته، وهو مع ذلك امتلأ حقداً وحسداً وغلاً على الناس! النموذج الأول امتلأ حباً لله وتعظيماً وخشية وإجلالاً لرب العالمين، فعرف أسماءه الحسنى وصفاته العلا وأفرده بالعبادة والذل والخضوع والخشية، فنرى البدن في تسارع وتسابق لنيل رضا الله، وهذا هو القلب الطاهر الذي ترسخ فيه حب الله وحب ما يوصله لله، ففي هذا القلب حب صادق بعد حب الله وحب نبيه صلى الله عليه وسلم للوالدين والزوجة والأبناء، فشعوره تجاه الجنس الآخر قد امتلأ طهراً وعفة وبعداً عما حرم الله، تطهر من الرجس والخبث والفجور، وابتعد عن الغش والخداع والإساءة للآخرين والتعرض لأعراضهم وبناتهم تحت ستائر حبائل الشيطان. فما أجمل والله هذه القلوب التي أقبلت على علام الغيوب، فقد يكون هذا العضو أثقل من الجبال الشامخات لأنه …