بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (٤)


بيان الحقائق لما اشتمل عليه منهج عبدالرحمن عبد الخالق (٤)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلقد كتبت مقالات سابقة في الرد على مغالطات وانحرافات كتبها الشيخعبد الرحمنعبد الخالق في مقابلة أجرتها معه جريدة الوطن، وبعد كتاباتي تلقيترسائل من الإخوة لا تحمل أسماء مرسليها يحاولون إقناعي بالتوقف عن إتمام الرد على الشيخ عبد الرحمنعبد الخالق، وعلل بعضهم أن الشيخ كبير، ومريض، وشابَ في الدعوة،فالأولى عدم الرد عليه، فأقول: أسأل الله أن يشافي الشيخ، ويمد بعمره على طاعته وأنيهديه إلى الحقويوفقه للتوبة النصوح، مما قدمت يداه، وأن يختم له بخير.

وللعلم إني بحمد الله لا أتحامل على شخص الشيخ ولا أسبّه ولا أشتمه، وإنما أردت بالرد عليه الدفاع عن السُّنة والمنهجالسلفي نصرة للحق ونصيحةللخلق، فالشيخ عفاالله عنه انحرف عن المنهج السلفي والصراط المستقيم إلى منهج الإخوانالمسلمين، وما يحمله من إحداث في الدين، ومن شاء أن يتأكد من صحة ما أقول، فليقرأكلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في المقابلة بالحرف الواحد لما سأله المحاور: ماالفرق بين السلفوالإخوان في ظل قبولهما بالعمل السياسي؟ فأجاب بقوله: لا أرى فرقاً مهماً فهما مثلما جماعة كذا وجماعة كذا في إطار الإسلام الواحد، وقد يكون الخلافبينهما مسألةالأولويات. انتهى كلامه.

ولما سأله المحاور تحت عنوان (أخونة) السلف: الآن يتحدث البعض عن(أخونة) السلف أي تحويلهم إلى تبني منهج الإخوان، فما رأيك؟ فأجاب قائلاً: أنا لاأرى أن هناكمعركة بين الإخوان المسلمين والسلف والحديث عن هذا الأمر فيه نوع منالافتعاللمواجهة لا وجود لها. أنت لا يمكن أن تفرق أحيانا بين الإخوانوالسلف… انتهى كلامه.

ولما سأله المحاور: هل من الممكن أن يجمع حزب واحد الإخوانوالسلف؟

فأجاب قائلاً: الحزب عبارة عن تجمع سياسي ومن الممكن أن يضم سلفيينوإخوانمسلمين وعوام الناس، حزب الجبهة الإسلامية في الجزائر كان يضم مجموعةكبيرة منالتيارات الإسلامية كالسلفيين والإخوان والجماعة الإسلامية فلا مانع أبداً في قيامجبهة كهذه في مصر ولو قامت سيكون خيراً. انتهى كلامه.

أقول: هذا بعض كلام الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في مقابلة واحدةفكيف يسكت عنه،لا سيما وقد لقبه المحاور زوراً وبهتاناً بـ (شيخ سلفية الكويت)،والشيخ هداه اللهمنذ ما يزيد على عشر سنوات ما سمعنا له كلمة واحدة ضد الإرهابيينوالتكفيريين وكأن الأمة والعالم لم يمرا بموجات عصفت بهما هنا وهناك، أقلها تفجيراتوسفك للدماء فيالمملكة العربية السعودية وغيرها بل نجده مرضياً عنه عند عامة أهلالجهاد المزعومفيحبهم ويحبونه، بل وشاركهم في افتتاح مخيمهم الربيعي (مخيم النخبة) الذي يقيمهأدعياء الجهاد وها هو اليوم يبارك الثورات المحدثة المبتدعة التي راحضحيتها عشراتالآلاف وتشرد من تشرد فهو يزكيهاويثني عليها ويباركهامخالفاً بذلك فتاوى علماءالسنة وأئمة المسلمين، كالشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ناصر الدين الألباني والشيخمحمد بن صالح العثيمين رحمهم الله جميعا، وموافقاً لقادةالإخوان المسلمين كالدكتورالقرضاوي والدكتور عجيل النشمي والدكتور طارقالسويدان، فأي سلفية يحملها الشيخ عبدالرحمن عبد الخالق، وبأي حق يلقب بشيخ سلفيةالكويت، ولما رد عليه الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين ثارت ثائرته وكاد يفقد صوابهمستعملاً هجومه العنيف، فاشتمل رده على كل شيء إلا انه خلا تماماً من الرد العلمي، فدافع عن الإخوان المسلمين وعن فرقةالتبليغ الصوفية بما يعجزون أن يقوموا بمعشار ماقام به من الدفاع المستميت عنهم، لقد خطت يمينه كلاماً غريباً اتهم فيه السلفيينبأنهم يجيزون أن يُسحق الناسبالدبابات، وهذا والله ما سمعنا قال به طالب علمسلفي قط فضلاً عن أن يقوله عالم من علماء السلفية.

يا شيخ عبد الرحمن ويا حزب عبد الرحمن عبد الخالق إني في هذا المقامأعظكم بقول الله تعالى ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِبِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)﴾ [النساء]، قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في تفسيره: (ومن يكسب خطيئة) أيذنباً كبيراً (أو إثماً) ما دون ذلك (ثم يرم به) أي يتهم بذنبه (بريئاً) من ذلك الذنب وإن كان مذنباً(فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً) أي فقد حمل فوق ظهره بهتاً للبريء وإثماً ظاهراًبيناً، وهذا يدل على أنذلك من كبائر الذنوب وموبقاتها، فإنه قد جمع عدة مفاسد، كسبالخطيئة والإثم ثم رمى من لم يفعلها بفعلها ثم الكذب الشنيع لتبرئة نفسه واتهامالبريء ثم ما يترتب علىذلك من العقوبة الدنيوية، تندفع عمن وجبته عليه وتقام علىمن لا يستحق، ثم ما يترتب على ذلك أيضاً من كلام الناس في البريء إلى غير ذلك من المفاسد التي نسأل الله العافية منها ومن كل شر) انتهى كلام الشيخ ابن سعدي.

أقول: والذي نفسي بيده إن في هذه الآية وتفسيرها موعظة للمتقينوذكرى لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، من يا شيخ عبد الرحمن من السلفيين أجاز سحقالأبرياءبالدبابات؟ لقد سقت هذا الكلام في ردك على الشيخ سعد بن عبد الرحمنالحصين، وأوهمتالقارئ والسامع بأنه وغيره من السلفيين يجيزون سحق الشعوب بالدباباتدون أن تبينأين قالوا هذا القول؟ ومتى قالوه؟ كان الأولى أن تتقي الله عز وجل ولاترميالأبرياء بهذه التهمة، لقد كنت تؤيد الطاغية الكافر البعثي صدام حسينوتقول إنه بطل صنديد وفي أعناق الأمة دين للعراق، قلنا لك- وأنا ممن قال لك شخصياً-:هذا يقتل


شارك المحتوى: