الوسم: قصة الغرانيق
قصة الغرانيق
محمد بن علي الجوني
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن الصحابة أجمعين. أما بعد من القصص الواردة في كتب الحديث والتفسير والسير، والتي يحتاج طالب العلم إلى رويّة، وتأنّ، وسبر للمرويات، واستقراء لكلام أهل العلم حتى يميل إلى قول محقّق فيها، قصة الغرانيق. القصة أوردها كثير من المفسرين وعلى رأسهم إمام المفسرين وشيخهم أبو جعفر الطبري رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). ومجملها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على ملأ من المسلمين ومن كفار قريش بمكة سورة النجم، فلما بلغ: ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى)، ألقى الشيطان محاكيا صوت النبي صلى الله عليه وسلم على أسماع المشركين: تلك الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهن لتُرتجى، فقال المشركون: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، وسجد معهم المشركون، فكان هذا سبب نزول قول الله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ… الآيات من سورة الحج). من أجلّةِ أهل العلم المتقدمين والمتأخرين كمحمد بن إسحاق والقاضي عياض وأبو بكر بن العربي والألباني رحمهم الله من ردّها وأبطلها …