الوسم: التوبة
السُّبُل المُعِينة على ترك الذنوب والخطيئة
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فمما يهم المؤمن الفطن معرفةُ السبل المعينة لصلاح النفس وتهذيبها، وقد ألَّف ابن القيم كتابًا نفيسًا في ذلك وهو (الجواب الكافي)، وقد تكلم فيه على أشياء مفيدة للغاية. وإليك-أيها الموفق- باختصار بعض الأسباب المُعينة على الثبات والاستقامة وصلاح النفس: السبب الأول: الدعاء، وهو أعظم الأسباب بل هو مفتاح كل خير؛ لأن الله يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ فلنفزع إلى الله بالدعاء، فهو سبب عظيم لاستجلاب الخير ودفع الشر، وهو أسهل وأقوى طريق؛ لأنه سؤال من بيده كل شيء سبحانه وتعالى، فلنجتهد على الدعاء ولا سيما أوقات وأماكن وأحوال استجابة الدعاء. السبب الثاني: الاستعانة بالله، قال سبحانه: ﴿إِيِّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ وثبت عند الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا استعنت فاستعن بالله»، فلابد أن نستعين بالله، فمن أعانه الله حصل له الخير كله، وكُفي عن كل أحد سوى الله سبحانه وتعالى. السبب الثالث: مجاهدة النفس على ترك المعاصي وعلى فعل الطاعات، قال الله عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: …