الوسم: الأديان
البداءة بالأصول والكليّات قبل الذيول والحواشي
محمد بن علي الجوني
الحمد لله وبعد .. وجدت كثيرين وعلى رأسهم ريتشارد دوكنز، يعتقدون أنّ اختلاف وتنازع الأديان والمذاهب، دليلٌ صارخ على بطلانها وبشريّتها. فإذا ادّعى كل مذهب وقَبيل الحقيقية المُطلقة، فذلك دالّ عندهم على نسبيّة الحقيقة، وأنّه لا يمكن للإنسان المحدود بقدراته وإمكاناته الوصول إلى المطلق واللامتناهي. ثم يبنون على هذه المقدمة الخاطئة أنّ الأنبياء عليهم السلام أما أن يكونوا كذبة أو أنّهم يظنون الوحي الذي يتنزّل عليهم حقّا، وهو في نفس الأمر محضُ خيال، ثم يستنتجون من هذه المعادلة المتهافتة إنكار وجود الخالق سبحانه، وأنّ الكون بمجرّاته وأفلاكه، وُجد عبثا، بعد الانفجار العظيم البق بانق .. ! وهذا تسطيح منهم لهذه القضيّة العظيمة، وخلط لأوراقها، فلا المقدّمة صحيحة، ولا النتيجة التي يسعون لتقريرها سليمة. ومثل هذه القضيّة المتعلّقة بالإجابة عن الأسئلة الوجوديّة الكبرى، لا ينبغي أن تُقرأ ولا أن تُدرس على هذا النّحو المُبتسر، الذي يضلُّ به صاحبه عن الحقّ، ويزيغ عن الهُدى. كان الواجب البدء بدراسة قضيّة التوحيد، وإثبات أن الله تعالى هو الخالق المدبّر المتصرّف في هذا الكون، فإذا تقرر هذا المعنى وتأسّس، وأنّ هذا الكون بنظامه المحكم، ودقّته، وعظمة تصميمه، وبديع صُنعه، لا يمكن أن يوجد على هذا النّسق وعلى هذه الهيئة، دون خالق مبدع فاطر له. فإذا نظر الفلاسفة والنُظّار في حقيقة هذا الوجود، وأقرّوا أنّ له خالقا عظيما، وفاطرا جليلا، ومُدبّرا عليما، …
الرد بالدليل والبرهان على من لم يكفر اليهود وعبدة الصلبان
أبو البراء الأثري
الرد بالدليل والبرهان على من لم يكفر اليهود وعبدة الصلبان. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد. فإنه ما بين حين وآخر يخرجون علينا أناس يريدون أن يضربوا ثوابت الإسلام ويريدون زعزعة هذا الدين بما عندهم من الأفكار الضالة –والعياذ بالله- التي تناقض كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقض هدي السلف الصالح وتناقض إجماع العلماء. وكأن هؤلاء ليسوا من المسلمين فقد خرجوا علينا بدعوات باطلة منها: عدم تكفير الكفار وعدم إزدراء أديان الكفار واحترام هذه الأديان الباطلة -والعياذ بالله- والتسوية بينها وبين دين الإسلام الحق. إن هؤلاء مكذبون لقول الله تعالى:{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ…} الآية. ومكذبون لقول الله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ومكذبون لقول الله تعالى: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ …