الشهر: January 2021
خطورة التساهل في الفتوى
بدر بن خضير الشمري
الخطبة الأولى إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا. (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالًا كثيرًا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إنّ الله كان عليكم رقيبًا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا)، أما بعد: فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم -، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، أما بعد: أيها المؤمنون: أخرج البخاري في الصحيح عن عقبة بن عامرٍ – رضي الله عنه – أنه قال: (تعلموا العلم قبل الظانّين)، قال النووي – رحمه الله -: (معناه: تعلموا العلم من أهله المحققين الوَرِعين قبل ذهابهم، ومجيء قومٍ يتكلمون في العلم بمثل نفوسهم وظنونهم التي ليس لها مستندٌ شرعيّ). لذا – أيها المؤمنون- فإننا نجدُ …
ضلال الاعتقاد في الأبراج كبرج الثور والحوت
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنعم علينا بالتوحيد، وأنجانا من التنديد، والصلاة على رسول الله محمد بن عبد الله إمام الموحدين، وقائد الغر المحجلين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ . أما بعد: فإن علم الغيب خاصٌ بالله وحده، لا يُشركه فيه أحد، قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً﴾ . ومما شاع عند كثير من المسلمين أنهم اعتقدوا في الكواكب والنجوم، فنسبوا إليها الخير والشر، من مطر أو غير ذلك، وهذا كله شرك منافٍ للتوحيد، كأن ينسب المطر لنجم سهيل أو غير ذلك. روى الإمام مسلم عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية، لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة». وروى البخاري عن قتادة أنه قال: ” {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} خلق هذه النجوم لثلاث: …
رأيت نشاطًا في الدعوة للإبراهيمية، ما المراد بها وما حكمها؟
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
يقول السائل: رأيت نشاطًا في الدعوة للإبراهيمية، ما المراد بها وما حكمها؟ الجواب: صدق السائل، فإن هناك نشاطًا ملحوظًا دوليًا ظاهرًا في الدعوة للإبراهيمية، وفكرة الإبراهيمية بدأت قبل ثلاثين سنة تقريبًا ثم ظهرت على السطح حتى تبنتها أمريكا تبنيًا ظاهرًا قبل سبع سنوات تقريبًا في حكومة أوباما، ثم نشط في الدعوة إلى ذلك ترامب، وهكذا كثير من الدول تدعو إلى الإبراهيمية، وقد عُقدت مؤسسات ودور في كثير من الدول الكفرية والدول العربية حول الإبراهيمية. والمراد بالإبراهيمية أي: أن تجتمع الأديان السماوية الثلاثة -الدين الإسلامي والدين النصراني والدين اليهودي- وألا يُعادي بعضها بعضًا وأن يتعامل بعضهم بمحبة وألفة وسلام …إلخ. هذا هو معنى الإبراهيمية من حيث الجملة. وخطورة الدعوة إلى الإبراهيمية أنها تُنافي عقيدة البراء من الكفار، فإن من العقائد المُقررة في الكتاب والسنة وأجمع عليها سلف هذه الأمة وتوارد العلماء على ذكره: أنه يجب أن يُبغض الكافر لأنه كافر، ويجب أن يُعتقد أن الكفار في النار، وأن الأديان كاليهودية والنصرانية وغيرها أديان باطلة وأنها لا تُوصل إلى الله، وأن الدين النصراني واليهودي أديان منسوخة …إلى غير ذلك. والأدلة في هذا مُتكاثرة، قال سبحانه: ﴿ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا …
معرفة مفاتيح الخير والشر من أنفع العلوم
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فإن لكل باب مفتاحًا، ومن لم يأت بالمفتاح لم يُفتح له، وهكذا للخير والشر مفاتيح، فيجب معرفة مفاتيح الخير للمسابقة إليه، ومفاتيح الشر للحذر منه والبعد عنه، وقد ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- طرفًا مفيدًا من هذه المفاتيح، فتدبره فإنه مفيد للغاية، واحرص على ما ينفعك، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان». قال ابن القيم في كتابه : “وقد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مفتاحًا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور كما قال -صلى الله عليه وسلم-:«مفتاح الصلاة: الطهور»، ومفتاح الحج: الإحرام، ومفتاح البر: الصدق، ومفتاح الجنة: التوحيد، ومفتاح العلم: حسن السؤال وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظفر: الصبر، ومفتاح المزيد: الشكر، ومفتاح الولاية والمحبة: الذكر، ومفتاح الفلاح: التقوى، ومفتاح التوفيق: الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة: الدعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة: الزهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان: التفكر فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله: إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض …