وقفات مع الدعاة على أبواب جهنم


لقد أطفح يوسف الفكي كتابه ( دعاة على أبواب جهنم) بالزيغ والضلال،إذ ادَّعى أن المجتمعات الإسلامية اليوم مجتمعات جاهلية ، وأنَّ دار كفر وحرب، ليست بدار إسلام، ولم يكتفي بذلك ! فنطلق يقسِمِّ سكانها إلى ثلاثة أصناف : مسلم بيِّن الإسلام، لا يحكم عليه بإسلام ولا بكفر، يقول : ( أما اليوم فليست هنالك سمةٌ تجزمُ بها على أفراد المجتمع ، الصلاة اللحية.. فهي ليست إشارة بناء عليها يُطلَق على كل من نرى:مسلم) أ ه .والحق أنه لا يجوز شرعا مثلُ هذه الإطلاقات المدمرة، فالجاهلية عند الإطلاق معناها في النصوص الشرعية : الزمن الذي تعمُ فيه مخالفة الشرع، وقد كان هذا قبل البعثة، أما بعد فلا، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة)، ومناط الحكم على الدار بأنها دار إسلام أ, كفر يتضح في حديث أنس في صحيح مسلم: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير إذا طلع الفجر ، وكان يستمع الأذان ، فإن سمع أذاناً أمسك وإلا أغار) وعليه فإذا سمع الأذان في بلد ، ووجدَت المساجد وكان سكانها مسلمين، فهي دار إسلام، والعكس صحيح ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام : ( وكل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر ) أما التوقف فبدعة ضلالة، والأصل فيما يعيشون في بلاد الإسلام أنهم مسلمون، وإلى الله المصير . محاكمة دعاة على أبواب جهنمهل تعذر المجتمعات المعاصرة؟ الآن حان لي أن أناقش شعوب اليوم المنسوبة للإسلام والأيمان .. أصل هذه المجتمعات الجهل والجاهلية الموروثة..مجتمعات اليوم لم تكن مرتدة عن الإسلام لتستتاب ، ولا أرى عذرا لإنسان يتوقف في الحكم عليهم.. فالذين يحملون العذر لمثل مجتمعات اليوم ، ويحتجون بأقوال السلف .. ليحسب أفراد المجتمع الجاهلي في عداد المسلمين، ويعلمون أنها مجتمعات تحمي الطواغيت، فهؤلاء مقلدون فحسب ، لأن القول بعذر قوم كأولئك ما هو إلا تضليل وصد عن سبيل الله .. مجتمعات اليوم دار كفر .. لقد ابتليت بأهل زماني، قوم يعبدون الله بالشعائر التعبدية، ويعبدون غيره بالشرائع والقوانين الوضعية، ثم يقولون : نشهد أن لا إله ألا الله، وبهذه الشهادة يحسبون أنهم في دين الله.. الحق بين يشع نوره ، ولكن علماء السوء والمنتفعين يضللون العامة بأن هذه الآيات ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) وهو كفر دون كفر .. وقد تعلموا هذا العلم حرفة ولم يطرق قلوبهم ، يصدرون الفتاوى لإرضاء أهل الباطل من السلاطين ويميعون الحقائق في حضرة الحكام، ويقولون لهم : إن الحكم بغير ما أنزل الله كفر دون كفر ، وأنهم في زمرة المسلمين، وأنهم ولاة أمر، صنف آخر من القطعان البشرية اتخذوا هذا القرآن مهجور يعقدون كل الاعتماد على فتاوى علمائهم الذين سبق ذكرهم) أ ه هذه ترهات من الكتاب ( دعاة على أبواب جهنم ) ! وما زال معروض في المكتبات، ومن العلماء الذين قالوا بعدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله من غير جحود واستحلال : ابن باز وبن عثيمين والألباني ، وتسألني بعد ذلك عن العليا والخبر.


شارك المحتوى: