نعمة بدء زوال كورونا والرجوع للمساجد


 

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يُحب ربنا ويرضى، الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على قائد الغرل المحجلين محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أما بعد:

فإن أحسن الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

الحمد لله ذي النعم والفضل على بدء زوال وباء كورونا، الحمد لله على عودة الصلوات في المساجد، الحمد لله على إقامة الجُمع بعد تعليقها، الحمد لله الذي قدَّر ولطف وهو اللطيف الخبير، الحمد لله على نعمة الأمن والإيمان، الحمد لله على نعمة الولاية، فقد أنعم الله علينا بولاةٍ أهل توحيدٍ ودين، بولاةٍ بذلوا الغالي والنفيس من أجل حياة الإنسان وسلامته.

الحمد لله الذي كشف زيف الإعجاب بدول الغرب التي أرخصت روح الإنسان وقدَّمت عليه الأموال والاقتصاد، الحمد لله الذي أظهر قوته وعرف الإنسان ضعفه بمرضٍ حيَّر الأطباء والخبراء مع صغر حجمه وسرعة انتشاره.

أيها المسلمون، إنه ينبغي تذكر ومعرفة ما يلي:

أولًا: الحرص على الإجراءات الوقائية لسلامة النفس والآخرين، قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2] وقال: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾ [النساء: 29].

ثانيًا: الحرص على الصلاة في المساجد، أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى، فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له، فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى، دعاه، فقال: «هل تسمع النداء بالصلاة؟» قال: نعم، قال: «فأجب».

إلا لمن كان مريضًا أو لغير ذلك من الأعذار الشرعية، أما مجرد الأوهام فليست عذرًا، لاسيما لمن يرتاد الأسواق والمطاعم وغيرها.

ثالثًا: ترك التراص في الصفوف مكروه، لكن القاعدة الشرعية: أن الكراهة ترتفع عند الحاجة. فلا حرج في ترك التراص لأجل الوقاية من مرض كورونا.

رابعًا: تغطية الفم والأنف مكروه في الصلاة، لكن عند الحاجة ترتفع الكراهة، كما تقدم.

خامسًا: نشر الفأل بين الناس، فإن الفأل محبوب إلى الله، وسبب لقلة تأثير الأمراض على الأبدان، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «… ويعجبني الفأل» قيل: وما الفأل؟ قال: «الكلمة الطيبة» متفق عليه.

سادسًا: أن من ابتُلي بمرض كورونا أو غيره فليعلم أنه بقدر الله، وأن الله لا يُقدَّر إلا خيرًا، علمه من علمه، وجهله من جهله، قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22-23].

فليصبر وليحتسب من أُصيب بمرض كورونا، وليعلم أن أكثر من أُصيب به قد شُفي دون علاج ولله الحمد.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله القائل: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، والصلاة والسلام على سيد الشاكرين وإمام الموحدين -صلى الله عليه وسلم- أما بعد:

فإن ما تقدم ذكره من نعم عظيمة وعطايا جسيمة تحتاج إلى شكر بفعل الطاعات وترك المحرمات، أيها المسلمون احذروا سخط الله، احذروا نقمته، احذروا عذابه، فافزعوا إلى التوبة ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

واعلموا أن أعظم سبب لرفع وباء كورونا: طاعة الله، ثم الدعاء، قال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62] وقال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

وأكثروا الدعاء لولاة أمرنا على ما بذلوا من الأموال، وعلى حسن التدبير حتى أذهلوا القريب والبعيد، وصاروا محط أنظار العالم شرقيه وغربيه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأهلك الرافضة والكافرين، اللهم أبعد عنا وعن المسلمين وباء كورونا يا رب العالمين، اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمت توليت وبارك لنا فيما أعطيت، اللهم لك الحمد على نعمك الكثيرة، وعطاياك الجسيمة، اللهم وفق ولاتنا لما فيه الخير والرضى، واشكر صنيعهم وأعمالهم وسددهم وأعنهم يا رب العالمين.

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

 


Tags: ,

شارك المحتوى: