ما التوجيه لمن يجلس مع أهله وهم يمكثون على المسلسلات والمعاصي؟


يقول السائل: أكثر أحوال أهل بيتي يمكثون على المسلسلات والمعاصي وأنا أنكر عليهم فيأبون عليَّ، وإذا اعتزلتهم حال معصيتهم فقد لا ألتقي بهم في اليوم كله ويحزن والدي لأجل هذا، فما التوجيه؟

الجواب:
يجب في مثل هذا أن يُعتزل الأهل وغيرهم عند فعلهم للمعاصي، ويجب الإنكار عليهم، فمن أنكر عليهم وأدى ما عليه فقد برئت ذمته، روى الإمام مسلم عن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

ومما يقتضيه إنكار القلب أن يُفارق مكان المنكر، كما قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾ [النساء: 140].

وحق الله مُقدم على كل أحد، فأنصحك أن تستمر على اعتزال المنكر وعلى اعتزالهم حال فعلهم للمنكر وأن تجتهد على نصيحتهم وهدايتهم، وأن تُرسل إليهم بعض الرسائل التي تُؤثر عبر الواتساب وغيره، وأن تدعو من يستطيع أن يُؤثر عليهم، وأن تُكثر الدعاء لهم، وأن تُفهم والدك هذا الأمر، وأن تجتهد على صلة والدك وبرك به وصلتك بإخوانك في غير فعل هذا المنكر.

أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وجزاكم الله خيرًا.

969_2


شارك المحتوى: