فوائد منهجية من حديث (بئس الخطيب أنت)


فوائد منهجية من حديث (بئس الخطيب أنت)

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ، قُلْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ “

1/ النبي صلى الله عايه وسلم لم يذكر حسنات الرجل ومثله حديث فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : ” وَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي ” . قَالَتْ : فَلَمَّا حَلَلْتُ أَخْبَرْتُهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي فَقَالَ : ” أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ ، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَنَكَحْتُهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا ، وَاغْتَبَطْتُ بِهِ ” رواه مسلم.

2/ النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذه على جنب ويناصحه قبل أن ينكر عليه وإنما أنكر عليه علانية كما أخطأ علانية، بخلاف الإنكار على الحاكم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني :”من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه “وسار على ذلك صحابته رضوان الله عليهم في إنكارهم على حكامهم .

3/ شدة لفظ الإنكار من النبي صلى الله عليه وسلم (بئس الخطيب أنت ) فلايثرب على من أغلظ في الإنكار أو يشنع عليه إن كان في ذلك مصلحة شرعية يراها المنكر لامصلحة قصد انتقام وسخرية .

4/ سلامة وحسن قصد الخطيب لم تنمع النبي صلى الله عليه وسلم من الإنكار عليه أمام قومه مع أنه صاحب فضل وعلم فيهم فهو خطيبهم .

5/ لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بحسنات الخطيب ومثله لم يذكر حسنات معاوية في حديث فاطمة السابق (” أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ ، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ) ولاشك أن الخطيب ومعاوية لو لم يكن لهم إلا فضل الصحبة من الحسنات لكفتهم له .

عبدالرحمن الفيصل

 


شارك المحتوى: