فتنة الحوثيين ومواقف الحركيين


فتنة الحوثيين ومواقف الحركيين

أما بعد : فإن نعم الله علينا في هذا البلد الكريم لا تعد ولا تحصى وأجلّها تحكيم الشريعة ونصر السنة ورفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الأمن الوارف ثم التشرف بخدمة الحرمين الشريفين ووفودِهما من أقطار الأرض, وما أغدق الله به عليها من خزائن الأرض إلى غير ذلك مما لا يمكن عده ولا حصره.
هذه النعم أقلقت قلوب الحاسدين فلم يسكن لها عرق ولم ينطفئ لها ضغن ولم يبرد لها حقد فلا زالت تقدر وتدبر وتحيك المؤامرات من أجل زعزعة الأمن وتقسيم البلاد ونشر البدعة والقضاء على السنة.
تحاول وتحاول من أجل رفع راية الرفض وسب الصحابة وإقامة المشاهد الوثنية في مكة والمدينة وغيرها بعد أن طهرها الله من مظاهر الشرك في هذه الأزمان الأخيرة بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومناصرة الأسرة السعودية له ولدعوته السلفية.
ومن آخر ما دبروه إثارة الفتنة الحوثية لتنفيذ شيء من تلك المؤامرات فما زالوا في أرض اليمن منذ سنوات يتمردون على النظام ويسفكون الدم الحرام ويشيعون الفتنة ثم تمادوا فانتهكوا حدود بلادنا وقتلوا بعض رجالنا فعلوا كل ذلك عدوانا وظلماً وخيانة ولؤماً.
وحين وصل الحال إلى هذه الغاية هبت جنود التوحيد وأسود السنة بأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لدحر البغي والعدوان وقطع دابر الفتنة والفساد والحفاظ على ثغور ومقدّرات البلاد.
وهاهم علماء السنة في مشارق الأرض ومغاربها وأهلُ العقل والوعي والنصح يؤيدون دولتنا فيما قامت به ويشدون أزرها واضعين نصب أعينهم ميزان العدل والحق ومقدرين مسؤولية الكلمة وثقل الأمانة.
إخوة الإسلام : إنه لا يتعاطف مع قوى الفتنة والفساد والمؤامرات إلا من في قلبه مرض ممن يدين بدينهم ويعتقد عقيدتهم أو من سخر نفسه لخدمتهم مقابل ما يقبضه منهم من منفعة مادية أو معنوية.
أو من اشترك معهم في عداوة هذا البلد وعقيدته فلا التفات إلى بياناتهم ولا عبرة بها .

أيها المسلمون : إن سكوت بعض المنظمات والجماعات عن ما يحصل في بلادنا من اعتداءات سافرة في الوقت الذي نجد لها في كل قضية أو مناسبة موقفا و رأيا تبوح به في وسائل الاعلام إن سكوتها هذا يرسم علامات استفهام كبيرة وكثيرة حول هذه المواقف السلبية مما يؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها كيف وقد ظهرت روائح تزكم الأنوف بتصريح بعض قادتها بما تكنه صدورهم كما فعلت جماعة الإخوان المسلمين وهي التي طال صمتها أمام ما يحصل في بلادنا ثم نطقت وليتها سكتت وإذا بها (( تطالب خادم الحرمين الشريفين بوقف الحرب وحقن الدماء وأن دور المملكة الاصلاح ورأب الصدع وليس الاستدراج إلى دخول ساحات المعارك )) سبحان الله ،وكأن المملكة هي التي بدأت الحرب وكأنها هي المعتدية. ومتى رأيتم يا جماعة الإخوان المملكة استدرجت أحدا أو أُستدرجت إلى دخول ساحات المعارك ؟؟ كنا ننتظر أن نسمع منكم استنكارا لإعتداءات الحوثيين على بلادنا بدلا من استنكاركم على السعودية الدفاع عن أراضيها وأمنها ومواطنيها ؟ ألم يقل الله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ولكن هذا ليس هذا بغريب على جماعة الإخوان فلهم ضد المملكة سوابق مشينة وصفحات مظلمة مازالت محفورة في الذاكرة أيام العدوان العراقي الغاشم على الكويت والمملكة في أزمة الخليج عام 1411هـ ، وصدق سمو الأمير نايف يوم أن قال في تصريح صحفي:
(من دون تردد أقولها ان مشكلاتنا وافرازاتنا كلها جاءت من الإخوان المسلمين)ا.هـ
وقبله قال عنهم سماحة العلامة ابن باز رحمه الله 8/41: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم ؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع , لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله , وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة .ا.هـ
أين الذين ملأوا الدنيا ضجيجا والاعلام صراخا وعويلا عندما سقط أول صاروخ على غزة الجريحة أين هم وأين ضجيجهم واعلامهم عن ما يحدث لإخواننا وأهلنا على حدودنا في جازان الجريحة ؟ أم أن جازان لا بواكي لها ؟؟
أين اعلامهم عن المئات والألوف من قوافل النازحين من ما يقارب 400 قرية في الحدود الجنوبية الى مخيمات الايواء وانتظار المساعدات الحكومية ؟؟
أين أصحاب الفضيلة من أرباب البيانات الجماعية والتوقيعات الاستنكارية عما يحدث ويحصل ؟ هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ؟؟
أين الذين ملأوا هواتفنا وأقحموا جوالاتنا بعشرات ومئات الرسائل المتعاطفة مع كل قضية من قضايا المسلمين في العالم إلاّ قضية المملكة ، أليست بلادنا ضمن القائمة في خارطة اهتماماتهم ؟؟
أين الذين صمّوا آذاننا بدعاء القنوت لإخوانهم في كل بقعة في العالم بدون إذن ولي الأمر أين هم عما يحدث في جازان الجريحة ؟؟
ترى من الذي يتحكم في عواطف هؤلاء ومن الذي يدير دفة الجماهير لتتكلم إذا أُمرت ولتسكت إذا نهيت ؟ أسئلة أترك الإجابة عليها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
لك الله يا مملكتنا الحبيبة ولله دركم يا جنودنا البواسل ويا أسودنا الأبطال رسالة حب وتقدير واحترام وفخر واعتزاز يا حماة العرين وحراس حرمة الدين ، اللهم انصر جيوشنا على الباغين المعتدين ، اللهم سدد سهام ورصاصهم ، اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم اللهم من قتل منهم فتقبله شهيدا ومن أسر منهم فعجل بفرجه وفك أسره … اللهم من أراد بلانا وولاتنا وعلماءنا ومقدساتنا بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعله عبرة للمعتبرين

محمد بن أحمد الفيفي
(الجمعة 25/11/1430هـ).
جامع الاميرة حصة السديري / حي المعذر الشمالي.


شارك المحتوى: