ظاهرة وجود الفرقة الشعبية التي يصاحبها الطبل والدف( العرضة ) في الأعراس للرجال


ظاهرة وجود الفرقة الشعبية التي يصاحبها الطبل والدف( العرضة ) في الأعراس للرجال

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى أزواجه آله وصحبه

أما بعد,,,

فقد انتشر بين الناس في هذه الأيام إحضار الفرق الغنائية المصاحبة للآلات الموسيقية كالطبول والدفوف وما شابه ذلك بما يسمى ( العرضة ) في مناسبات الأعراس للرجال , ومن المعلوم أنه قد تظافرت الأدلة الشرعية من القرآن العظيم والسنة النبوية والآثار السلفية على حرمة الغناء المصاحب للآلات الطرب والموسيقى سواء كانت طبول أو دفوف أو غير ذلك ولم يرخص إلا للنساء أن يضربن بالدف فقط في الأعراس أو الأعياد كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم , وإليك أيها القارئ اللبيب الحريص على مرضاة ربه سبحانه وتعالى الساعي في اجتناب أسباب غضبه بعض الأدلة على حرمة الغناء والطبول والدفوف للرجال :

1- قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : والله الذي لا إله غيره هو الغناء -يرددها ثلاث مرات. رواه ابن جرير

قال ابن عباس رضي الله عنه : هو الغناء. رواه ابن جرير

قال مجاهد : اللهو الطبل . رواه ابن جرير

قال الحسن البصري : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير. ذكره ابن كثير

قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود.(إغاثة اللهفان)

قال ابن كثير عند هذه الآية : عطف بذكر حال الأشقياء الذين أعرضوا عن الانتفاع بسماع كلام الله وأقبلوا على استماع المزامير والغناء بالألحان وآلات الطرب .

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف.

رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم محتجاً به ( 5590) ووصله الطبراني والبيهقي، وصحح إسناده الإمام الألباني .
الحِرَ : الزنى والعياذ بالله.

ففي هذا الحديث بيان أن هذه المنكرات ومنها المعازف بعمومها محرمة في أصل الشريعة لكن طائفة من هذه الأمة يستحلونها.

3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة . رواه الترمذي وقال: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني.

4- وقال صلى الله عليه و سلم: صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة. أخرجه البزار وحسنه الألباني.

ومما لا شك فيه أن الفرح بنعمة الله أمر مطلوب ومرغب فيه ومحبوب لكن الفرح بنعم الله لا يستجلب بمعاصي الله ولا يكون بعمل يغضب الرب الوهاب للنعم سبحانه وتعالى فإن هذا يعد من كفران النعم لا من شكرانها فمن شكر النعم استعمالها في طاعة الله وليس اسعمالها فيما حرم الله.!!!

5- قال صلى الله عليه وسلم : ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

قال الإمام مالك رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على آلات الطرب: هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق. (تفسير القرطبي).

قال ابن القيم رحمه الله: “وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب ,لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق” (إغاثة اللهفان).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام… ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا” (المجموع الفتاوى)

وقال شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله : ولقد ذهب أكثر علماء الإسلام وجمهور أئمة الهدى إلى تحريم الأغاني وجميع المعازف، وهي آلات اللهو كلها، وأوجبوا كسر آلات المعازف وقالوا: (لا ضمان على متلفها)، وقالوا: (إن الغناء إذا انضم إليه آلات المعازف، كالطبل والمزمار والعود وأشباه ذلك، حرم بالإجماع)، إلا ما يستثنى من ذلك من دق النساء الدف في العرس ونحوه. ( مجموع الفتاوى )

وقال رحمه الله : ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملن غير الدف من آلات الطرب، كالعود والكمان والربابة وشبه ذلك، بل ذلك منكر، وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة. أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها . ( مجموع الفتاوى )

قال الإمام الألباني رحمه الله: اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها.(السلسلة الصحيحة 1/145).

وجاء في أجوبة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية ة الإفتاء برئاسة شيخ الإسلام الإمام ابن باز رحمه الله :
الفتوى رقم ‏(‏6682‏)‏

س 3‏:‏ ما حكم الإسلام في استعمال الطبل والدف‏؟‏

ج 3‏:‏ لا يجوز استعمال الطبل مطلقا؛ لأنه من أنواع اللهو، ويجوز استعمال الدف في النكاح للنساء؛ لما فيه من إعلان النكاح، وقد وردت السنة بإعلانه‏.‏ وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله : أما الطبل فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء,والذي يجوز للنساء الدف , والفرق بين الدف والطبل أن الدف مفتوح من جانب واحد والطبل من جانبين .( أسئلة الباب المفتوح )

وبهذا يعلم أن إحضار هذه الفرق التي تستعمل آلات اللهو والطرب كالطبل والدف للرجال منكر ولا يجوز فعله بل ولا يجوز استئجار هذه الفرق ولا اهداء منفعتها للغير لأن هذا عقد على محرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه. رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني

قال ابن رجب رحمه الله : فالحاصل من هذه الأحاديث كلها أن ما حرم الله الانتفاع به ، فإنه يحرم بيعه وأكل ثمنه ، كما جاء مصرحا به في الرواية المتقدمة : إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه ، وهذه كلمة عامة جامعة تطرد في كل ما كان المقصود من الانتفاع به حراما ، وهو قسمان : أحدهما : ما كان الانتفاع به حاصلا مع بقاء عينه ، كالأصنام ، فإن منفعتها المقصودة منها الشرك بالله ، وهو أعظم المعاصي على الإطلاق ، ويلتحق بذلك ما كانت منفعته محرمة ، ككتب الشرك والسحر والبدع والضلال ، وكذلك الصور المحرمة ،وآلات الملاهي المحرمة كالطنبور ، وكذلك شراء الجواري للغناء.( جامع العلوم والحكم) .

نسال الله ان يهدي ضال المسلمين وأن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجنبنا أسباب غضبه وأليم عقابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين

كتبه بندر بن محمد الميموني


شارك المحتوى: