طعم الإيمان


إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستهديه ، ونستغفرهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ بالله من شرور أنْفسِنا، ومنْ سيئاتِ أعمَالنَا، من يَهدي الله فلاَ مضلَّ له ومن يضْلِلِ الله فلا هاديَ لهُ وأشهدُ أن لا إله إلاَّ اللهُ وحدهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

أمَّا بعدُ:

فاتَّقواْ الله عبادَ اللهِ ،ووحدوه واعلموا أنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ –عزَّوجلَّ- ، وأنَّ خيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ، وأنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ محدثة بدعةٌ وكلّ بدعَةٍ ضلالَةٌ .

جاء في الحديث الصَّحيحِ الَّذي رواهُ أحمدُ ومسلمٌ وغيرهما … عن العبَّاس بن عبد المطَّلبِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال :« ذاق طعمَ الإيمانِ من رضيَ بالله ربّاً، وبالإسلامِ دينا، وبمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم رسولاً» .

يخبرنا هذا الحديث أن للإيمان لذة يحس بها المؤمن ويذوقها، فيا سعادة من نال منها بحظ وافر نسأل الله من فضله حتى قال بعض السلف :لويعلم الملزك وأبناء الملوك مانحن فيه لجالدونا بالسيوف )

وأن من يذوقه هو من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ رسولاً، والمقصود بالرضا القناعة بالشيء والاكتفاء به فلا يطلب معه غيره، فهو لم يطلب غير الله تعالى ولم يسع في غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن يجاهد نفسه في هذه المطالب، ولا شك من كانت هذه حاله سيجد للإيمان لذة وحلاوة فهذا هو معنى الرضا الحقيقي الذي يجد معه المرء حلاوة الإيمان.

ومن الرضا بالله أن ترضى بهِ معبودا لاشريك له ومدبِّراً لامعين له ومعلِّماً ومُوجِّهاً لاكفؤ له ؛ وتكون متوكِّلاً عليه وضارعاً إليهِ وسائلاً له التَّوفيقَ والهدايةَ ,طالبا منهُ العونَ والتَّوفيقَ والسَّدادَ ،وأن يقيمكَ على السراط الطَّريقِ السَّويِّ الَّذي أمرَ اللهُ –عزَّوجلَّ- أن يسأَل في كلِّ ركعةٍ الهدايَةَ إليهِ ﴿ ۞ اِهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞﴾[الفاتحة :٥ـ٧].

فإيَّاك ، وإيَّاكَ أن تُعرضَ عن كتابِ اللهِ وعنْ سنَّةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتستحقَّ المقتَ منَ اللهِ ، ففي الحديث القدسي قال الله عز وجل :” وعزَّتي وجلالي لأُفشينَّه بينهم حتَّى يقرأَه الرَّجلُ والمرأةُ ، والحرُّ والعبد والصَّغيرُ والكبيرُ فإذا قرؤُوه ولم يعمَلواْ بهِ ، أخذتُهم بِحَقِّي عَلَيْهِمْ »

فاتَّقِ الله يا عبدَ اللهِ ، إنَّ كثيراً من الشَّباب يعتنُون بالصُّحف والمجلاَّت ،والانترنت والقنوات ليلا ونهار فهجروا القرآن ولذته وتتبعوا مافي تلك القنوات من الباطل ونشروا الأقوال الكاذبة وما ليس فيه فائدة فوقعوا في الكذب عندما نقلوا الكذب واتبعوا خطوات الشيطان

فيامن رضيتَ باللهِ ربّاً ، اِرض بكلامهِ ،و اِجعَل عبادتكَ ودعاءك لهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، و اِجعل رغبتَكَ إياه وحده لا شريكَ لهُ ،ورهبتك منهُ وحدَهُ لا شريكَ له ويامن رضيت بمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم رسولاً ، اِتَّخذهُ هادياً ودليلاً، اِتَّخذه معلِّماًوقائداً فهو رسولُ الله لا يدلُّك إلاَّ على خيرٍ قال صلى الله عليه وسلم («ما يكن عندي من خيرٍ فلن أدَّخِره عنكم»؛ متفق عليه.
والرضا به يكون بمتابعته يقولُ الله -عزَّ وجلَّ- له ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ﴾ وقال في الآية الأخرى (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ۗ ﴾ [التغابن:١٢].

فاتَّبعوا الرَّسول النَّبيَّ الأُمِّيَّ المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى واعلم أنك ستسأل عنه إذا نزَلتَ قبرَكَ ، وتسأَلُ عنه إذا وقفت بينَ يدي ربِّكَ ، ﴿ فَوَ رَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) واعلموا أنه لا يَصحُّ أذانٌ بدُون الشَّهادة لنبيه محمد بالرِّسالَة ؟! ولاتتم صلاة إلا بالصلاة عليه في التشهد الأخير

وهكذا عبادَ اللهِ نحنُ مسئولون عن اِتِّباع محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم حتى نعرف ما يجبُ علينا وما لا يجبُ ، وما يحل لنا وما يحرُم علينا ) .

قال الإمام مالك رحمه الله ” السنة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق”

اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب العمل الذي يقربنا منك وارضى عنا وتوفنا مسلمين راضين بك ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا

الخطبة الثانية

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاة ……أمابعد

فاتَّقواْ اللهَ يا عبادَ الله ، ودينوا بالإسلام وارضوا به بعد رضاكم بالله ربا وبمحمد نبيا لتذوقوا حلاوة الإيمان ولذته الي نسمع عنها ولانستشعرها لكثرة ذنوبنا وغفلتنا وتقصيرنا في أمور ديننا ومن هو تحت أيدينانسأل الله المغفرة والتوبة

عبادالله من رَضيَ بالإِسلاَم ديناً فلا يتركهُ ويذهب إلى الأعراف القبليةِ، أو إلى ما هو مألوفٌ ومعروفٌ وموروثٌ عن الآباءِ أو إلى أهل البدع والزيغ والضلال باتباع ماتشابه منه

ثمَّ إذا كنْتَ مُخلاًّ ببعض إسلامك فعليكَ أن ترجعَ إلى الله -عزَّ وجلَّ- وتتوب إليه قبل أن تندَمَ فلا ينفَعُ النَّدمُ . واِحذرواْ عُقوبَةَ اللهِ ، ومَا حذَّركُم اللهُ منهُ ، دينواْ بدين الإسلامِ ؛ فالإسلامُ توحيدٌ وعبادة وصدقٌ وعدلٌ في المُعامَلةِ معَ الوالدَين ومعَ ذَوي الأرحامِ ، ومعَ غيرهم من المُسلمين
وغير المسلمين .. فيا عبدَ اللهِ كُن توَّاباً وكن أوَّاباً ، حتَّى يقبِضَ الله روحك وهو راض عنك هذا وصلو وسلموا على نبي الرحمة كماأمركم ربكم بذلك (ياأيها الذين آمنواصلوا عليه وسلموا تسليما ) وقال نبيه صلى الله عليه وسلم(البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي )صلوات ربي وسلامه عليه

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر جنودنا الموحدين واحفظ بلادنا وولاة أمرنا بحفظك واكلأهم برعايتك واكفهم شر أعدائهم واجعلهم رحمة برعاياهم واجزهم عنا خير الجزاء وسائر ولاة المسلمين يارب العالمين

اللهم أنزل علينا الغيث ولاتجلنا من القانطين اللهم أغثنا غيثا هنيئا مريئا سحا غدقا مجللا نافعا غير ضار تسقي به البلاد وتنفع به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد برحمتك ياأرحم الراحمين اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالأمطار وتوفنا وأنت راض عنا ياسميع الدعاء

سبحان ربك…


شارك المحتوى: