طاعة ولاة الأمر بين أهل السنة ومخالفيهم


بسم الله الرحمن الرحيم

إن أهل الحق وهم أهل السنة والجماعة بين طرفين

طرف يقول السمع والطاعة لولي الأمر حتم لازم حتى في معصية الله

وآخر يرفض السمع والطاعة ويعتبر السمع والطاعة عيباً ومخالفةً لكمال الرجولة وتحطيماً للحرية

لكن أهل الحق والمنقادون لحكم الله ورسوله أهل الأثر الناجين من النار السعداء برضى الله عليهم يعتبرون السمع والطاعة في غير معصية الله وعدم نزع يدٍ من طاعة لولي الأمر المسلم والمحافظة على الجماعة دين لهم ومن أوثق العرى للإسلام التي أمر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم

وهذه بعض آيات كتاب الله عز وجل وبعض الأحاديث والآثار التي تبين علاقة المسلم مع ولي الأمر

والتي يجب الخضوع إليها وتدبرها والتسليم لها ويجب الفرح بها لأنها هدىللمؤمنين

فيجب أن نفرح بهذا الهدى وهذا الخير لنفوز الفوز الأكبر ونفلح الفلاح العظيم في الدنيا والآخرة .

أولاً : الآيات

قال الله عز وجل ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) سورة النساء آية(59)

وقال الله تبارك وتعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) سورة النساء آية ( 103 )

وقال سبحانه وتعالى (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا )) سورةالأنفال آية( 46 )

وقال (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) النساء( 105)

وقل سبحانه (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون , فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون , فذرهم في غمرتهم حتى حين )) سورة المؤمنون آ آية ( 52 – 54 )

وقال سبحانه وتعالى (( ولا تكونــــوا من المشركين مــــــن الذين فرقوا دينهم وكانوا شــيعا كـــل حزب بما لديهم فرحون )) سورة الروم آية ( 31 – 32 )

وكل الآيات التي فيها ذم أهل الكتاب اليهود والنصارى بسبب تفرقهم كقوله تعالى ((وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بنهم )) سورة الشورى آية ( 14 )

والقرآن العظيم كله آيات تحث على الاجتماع وعدم الفرقة فالصلوات جماعة في الفروض والجمعة والأعياد وإقامة الحدود وحفظ الأموال وغيرها من مسائل في الدين كافة من مقوماتها العظيمة الجماعة ونبذ الفرقة

فلا يكون لنا دين مستقيم فلا صلاة جمعة ولا جماعة ولا إقامة الحج ولا إقامة حدود ولا أمن ولا استقرار بدون إمارة ولا إمارة إلا بسمع وطاعة وعدم فرقة

ثانيا : الأحاديث

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني…….))

رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب السمع والطاعة للإمام

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا , يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال )) رواه مسلم في كتاب الأقضية باب النهي عن كثرة المسألة…

ثالثا : الآثار

قال الشيخ بن باز رحمه الله } الواجب على المسلمين في هذه المملكة السمع والطاعة لولاة الأمور بالمعروف كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة والثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز لأحد أن ينزع يداً من طاعة بل يجب على الجميع السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات مات ميتة جاهلية ))1 { ا هـ كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية ص71 لمعده محمد الحصين

قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله فيمن يدعوا لعدم السمع والطاعة لولي الأمر (( ولقد انتشر في الآونة الأخيرة نشرات تأتي من خارج البلاد وربما تكتب في داخل البلاد فيها سب ولاة الأمور والقدح فيهم وليس فيها ذكر أي خصلة من خصال الخير التي يقومون بها وهذه بلا شك من الغيبة وإذا كانت من الغيبة فإن قراءتها حرام وكذلك تداولها حرام ولا يجوز أن يتداولها ولا أن ينشرها بين الناس وعلى من رآها أن يمزقها أو يحرقها لأن هذه تسبب الفتن والفوضى والشر ))

المصدر السابق ص 193

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (( حتى أن هذه البلاد بلاد نجد كانت متفرقة كل قرية تحكم نفسها وكل قرية تقاتل القرية الأخرى ويحصل بينهم ما تقرؤونه في التاريخ ومن الله على أسرة من الحكام وهم آل سعود وكانوا يحكمون قرية من القرى ولكن الله من على جدهم الإمام محمد بن سعود فناصر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجاهد معه واجتمع جهاد العلم وجهاد السيف حتى دخلت البلاد في أمن واستقرار وذهبت عنها العادات الجاهلية والتقاليد الباطلة وأزيلت منها البدع والخرافات والشركيات فتوحدت البلاد تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله واستتب الأمن وحصلت الأخوة واجتمع أهل القرى والمدن على دولة واحدة وأمة واحدة لكن لا تنسوا أن الأعداء لا يزالون يريدون أن يفرقوا هذا الاجتماع )) المصدر السابق 198

  • (1) رواه مسلم برقم 1848

كتب هذا المقال / عيد بن عوض بن مطر الزهراني


شارك المحتوى: