رسالة مفتوحة إلى كل سلفي


بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة مفتوحة إلى كل سلفي

أخي السلفي

يامن تؤمن بالسلفية منهجا وبالسنة سبيلا

يامن تحمل هَمَّ الدعوة وتنافح عنها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

اليوم يومك فقد فتحت لك الساحة على مصراعيها في ظل خلوها من دعاة الفتن والضلال المروجين للجماعات الحزبية ورموزها وغياب خطابهم المُحَرَّف والمُحَرِّض بفضل الله ثم بفضل جهاد اللسان والقلم الذي استمر قرابة ثلاثين عاما ثم توجه الله بنصر السيف والسنان وإن الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقرآن

فأصبح الحِمْل عليك أكبر والمسؤولية عليك أعظم وعليك واجبات إن لم تقم بها حصل الخلل والتقصير وهي :

١- التزود من العلم الشرعي المستقى من منابعه الصافية الكتاب والسنة بفهم السلف والذي به حياة القلوب وسلامتها من أمراض الشهوات والشبهات .

٢- العمل بهذا العلم الصافي وتربية نفسك عليه وتمثله واقعا عمليا في حياتك كلها مسترشدا بالتطبيق العملي للدين في عهد الرسول ﷺ وصحابته رضي الله عنهم .

٣- الدعوة إلى هذا الدين الحق بشموليته بكافة السبل وشتى الوسائل المشروعة طلبا لهداية الناس وقياما بالواجب وأداء للأمانة وإبراء للذمة وإقامة للحجة .

٤ – الصبر في هذا الطريق ومن الصبر ملازمته وعدم الضجر والملل بل الثبات عليه مهما واجهك من الصعاب فهو طريق الجنة وقد حُفَّت الجنة بالمكاره .

وقد ابتلي كثير من السلفيين خلال العقود الثلاثة الماضية بفتنة الضراء فصبروا على ما أوذوا حتى نصرهم الله

واليوم يبتلى السلفيون بفتنة أشد ألا وهي فتنة السراء حيث فتحت لهم الأبواب على مصراعيها

وحتى تسلم أخي من هذه الفتنة إليك بعض الإرشادات :

١- أًخلِص لله في عملك كله لانصيب فيه لأحد أبدا لالشيطان ولا لهوى ولا لنفس أمارة بالسوء وليكن شعارك :اللهم اجعلنا ممن لايريدون علوا في الأرض ولافسادا.

٢- الاتباع في الظاهر والباطن استجاب الناس لك أم أعرضوا فوظيفتك البلاغ وهداية الدلالة والارشاد والقلوب هدايتها بيد رب الأرباب فبعض الناس إذا لم يُستجب لدعوته أحدث في دين الله ليجلب الأتباع وهذا من طرق الغواية والضلال وليكن شعارك :”من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد “

٣ -ليكن همك الأكبر الآخرة فلاتتشوف لشيء من متاع الدنيا الزائل من: ظهور وتصدر ومناصب وجماهير وأموال وإن أتاك شيء منها من غير تشوف نفس فسخره فيما حملت همه من الدعوة إلى الله ومتى كان همك الآخرة جمع الله عليك شملك وجعل غناك في قلبك وأتتك الدنيا وهي راغمة وليكن شعارك :

غايتي رضى الله ومحبته

فإنك إن أرضيت الله رضي عنك وأرضى عنك الناس وإن أحبك الله وضع لك القبول في الأرض .

٤- طهر قلبك من الأدواء المعنوية قبل الحسية فلاغل ولاحقد ولاحسد لأحد من إخوانك وليكن شعارك :”لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه” .

٥ – افرح بظهور الحق سواء كان على لسانك أولسان غيرك وليكن شعارك ما قال الإمام الشافعي رحمه الله : وددت أن ينتشر هذا العلم ولاينسب لي منه شيء .

٦- احرص كل الحرص على جمع الكلمة على الحق وتجنب كل مايسبب الفُرقة والشحناء بينك وبين إخوانك في العقيدة والمنهج بل احرص على كل مايقوي هذه العلاقة وينميها وتعان معهم على البر والتقوى ونافسهم في أمور الآخرة وآثرهم في أمور الدنيا .

٧- كن حكيما في دعوتك مخاطبا كل أحد بما ينفعه ويصلحه ولا تخرج كلمة قبل أن تزنها وتحاسب نفسك عليها فهي أسيرتك حتى تخرجها فتكون أنت أسيرها في الدنيا والآخرة ولا تكن عَجِلا مذياعا وكن رفيقا متثبتا حافظا لأسرار إخوانك وليكن شعارك :

ليس كل مايعلم يقال وليس كل ما يقال حضر وقته وليس كل ماحضر وقته حضر أهله .

٨ – لتكون من أكمل الناس إيمانا ومن خيارهم قريبا من الله في الآخرة وقريبا من خلقه في الدنيا وليكون لدعوتك أثر في الناس كن حسن الخلق وتعامل مع الناس بماتحب أن يعاملوك به وليكن شعارك : إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

٩- إخوانك السلفيون هم بعد الله أعوانك وأنصارك على ما أنت عليه من الدين فأنتم على طريق ومنهج واحد وتسلكون جادة واحدة فاحرص عليهم واحملهم على المحمل الحسن في كل ما يصدر منهم واعتذر لهم عند الزلل وقابل السيئة بالحسنة وتغافل عن أخطائهم بحقك وتقصيرهم في جانبك وليكن شعارك : “ادفع بالتي هي أحسن …”الآية

١٠ – لايكن ما تراه من منكرات الشهوات مثبطا لك من الاجتهاد عن إنكار منكرات الشبهات ولامشغلا لك عن ذلك فأنكر الجميع واعلم كما هو مقرر عند السلف أن الشبهة أخطر من الشهوة والبدع أخطر من الكبائر وكن محتسبا قائما بواجبك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكن متفائلا ولاتيأس فالناس فيهم خير كثير وخصوصا في مجتمعنا حيث تربى غالبيته على حب الدين وأهله والمحافظة على شعائره ولكن مع انفتاح الدنيا على الناس وطغيان المادة يحتاج الناس إلى من يذكرهم بين الحين والآخر بالحكمة والموعظة الحسنة.

١١ – اعرف كيف تتعامل مع المخالفات الشرعية التي تقع من إخوانك ولاتتعصب لغير المعصوم فكم حصل بسبب عدم ضبط هذا الباب من الخلل والفُرقة

وكم من شخص جُني عليه وبُغي عليه بما لا يستحق .

وليكن شعارك :

السلفي والمبتدع لاسواء لاسواء لاسواء

والطريقة الشرعية في هذا الباب :

١-مسائل الاجتهاد التي اختلف فيها السلف لايُثرب على المخالف فيها من أهل السنة مع احتفاظ كل طرف بحق الرد بالحجة والبرهان والمناقشة للطرف الآخر فيما يرجحه يحوط ذلك الأدب وحفظ قدر أخيك وعدم إسقاطه أو التحذير منه بإطلاق وكأنه من أهل البدع فكم حصل من مفاسد بسبب ذلك .

٢- المسائل غير الاجتهادية فهذه منها :

المسائل الكلية

والمسائل الجزئية

أ-فالمخالفة في الجزئي مالم يكثر أو تكون مخالفة أهل البدع فيه لأهل السنة مشتهرة لا يترتب عليها تصنيف وإخراج من دائرة السنة مع وجوب الرد على المخالف بالحجة والبرهان وبيان ذلك للناس واجب إن كان له اتباع ولكلامه انتشار فحماية دين الله أولى من حماية فلان أوعلان .

ب-ومن خالف في أمر كلي يُرد عليه بالعلم وتزال عنه الشُبَه وتُبَين الحجج فإن رجع فهذا ماكنا نبغِ

وإن أصر بعد كشف الشُبَه وتَبَيُن الحق فيعامل معاملة أمثاله من المخالفين في المسائل الكلية .

ومما يسهم في القضاء على آثار ذلك وردود الأفعال غير المحمودة بين العامة وصغار طلبة العلم الاستعانة بعد الله بكلام العلماء الراسخين في المخالف ومخالفته فليس كل أحد يفهم الحجة وتنكشف عنه الشبهة .

هدانا الله وإياك لأقرب من هذا رشدا وثبتنا وإياك على السنة حتى نلقاه .

محمد بن راشد الحبشان

صبيحة الجمعة ١٥ شوال ١٤٣٩


شارك المحتوى: