خطبة ملخص الأصول الثلاثة


الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الرَّبِّ الْكَرِيمِ، الْخَلَّاقِ الْعَلِيمِ؛ خَلَقَ الْخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوهُ، وَتَابَعَ عَلَيْهِمْ نِعَمَهُ لِيَشْكُرُوهُ وَلَا يَكْفُرُوهُ، وَأَرَاهُمْ آيَاتِهِ لِيُؤْمِنُوا بِهِ وَلَا يَجْحَدُوهُ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ هِدَايَةً لِلْعَالَمِينَ، وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ إِمَامُ الْمُرْسَلِينَ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عباد الله وَأَطِيعُوهُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

عباد الله: أخرج الإمام أحمد وغيره حديثاً عظيماً، كشف لنا به بعض الغيبيات، وأخبر فيه عن أصول مهمات، سؤالات ثلاث، من وُفّق بالإجابة عنها فقد فاز وظفر، ومن حرم الجواب فقد خاب وخسر،  فعن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه عن النبي الله صلى الله عليه وسلم وفيه أنه قَالَ: “إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إذا مات تُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا يدريكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ” قَالَ: “فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ”. قَالَ: “وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، وَمَالِي”.

قَالَ: “وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا مات تُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا، وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ”.

عباد الله: هذا من الغيب الذي كشفه الله لنبيه مما يجري للعبد بعد موته, مما لا تدركه العقول إلا عن الطريق الوحي، وقد قرر هذا الحديث العظيم ما يكون من السؤال في القبر عن الأصول الثلاثة العظيمة, وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم, والجواب في ذلك اليوم العظيم على حسب إيمان العبد وعمله في الدنيا, قال تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ)، فعلى كل مسلم ومسلمة أن يعرف هذه الأصولُ الثلاثة معرفة صحيحة موافقة لكتاب الله ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أما الأصل الأول: وهو معرفة العبد ربه: فإن العبد يعرف ربه بآياته ومخلوقاته العظيمة الباهرة وكل ما خلق الله من صغير وكبير وعظيم وحقير فهو دال على وجود الله وعلى وحدانيته سبحانه، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).

وإذا كان الله عز وجل هو المتفرد بالخلق والإيجاد والإحياء والإماتة؛ فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

فالعبادة كلها من أقوال وأعمال ظاهرة وباطنة حق لله وحده, فالدعاء له وحده, والاستغاثة به وحده, والنذر له وحده, والسجود له وحده, والخوف منه وحده, والرغبة والرهبة والخشوع له وحده, وهكذا بقية أنواع العبادة لله وحده لا يجوز صرف شيء منها لغير الله قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) وقال تعالى (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) فدلت هذه النصوصُ وأمثالُها على أنه لا يستحق أن يعبد إلا الله, وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك وهذا هو معنى (لا إله إلا الله) فإن معناها: لا معبود بحق إلا الله، كما قال سبحانه: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).

فالواجب على جميع الثقلين أن يفردوا الله بالعبادة، وواجب على أهل العلم أن يبينوا هذا الأصل العظيم لجمهور المسلمين فإنه الحكمة التي خلق الله من أجلها الجن والإنس قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) أي إلا ليوحدوه فلا يشركوا معه في عبادته أحداً سواه.

وأما الأصل الثاني: فهو معرفة دين الإسلام ومعنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد والانقيادُ له بالطاعة والبراءةُ من الشرك وأهله.

والإسلام ثلاث مراتب: الأولى؛ مرتبة الإسلام وأركانها خمسة: وهي الشهادتان, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, والحج.

والمرتبة الثانية: الإيمان وأركانه ستة: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمانُ بالقدر خيره وشره.

فالإسلام في الأصل للأعمال الظاهرة، والإيمان في الأصل للأعمال الباطنة. وإذا أطلق الإسلام أو الإيمان شمل النوعين.

والمرتبة العليا هي الإحسان: وهي أن تؤدي العبادة على أكمل الوجوه، ولا يكون ذلك حتى يُجمع مع العمل كمالُ الإخلاص لله وكمالُ المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فهذا هو دين الإسلام الذي ارتضاه الله لهذه الأمة وأكمله لها وهو مبني على قاعدتين عظيمتين: ألا يعبد إلا الله وألا يعبد إلا بما شرعه لنا في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إن ربي رحيم ودود.

 

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عباد الله وَأَطِيعُوهُ (وَاتَّقُوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).

أيها المسلمون: وأما الأصل الثالث من أصول الدين: فهو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام، اختاره الله من خير القبائل وأشرفها، وولد في أحب البقاع إلى الله وأعظمها.

أوحي إليه وعمره أربعون سنة وكان إذ ذاك يتعبد في غار حراء في الجبل المعروف اليوم والصعود إليه من البدع التي فتن بها كثير من الناس.

نبِّئ بإقرأ وأرسل بالمدثر فجمع الله له بين النبوة والرسالة فمكث عشر سنين يحذر من الشرك ويدعو إلى التوحيد ولم يشرَع له غيرَ التوحيد, ثم عرج به إلى السماء ففرضت عليه الصلوات الخمس وكان المعراج في ليلة لا يدرى تاريخها فمن حددها فقد قال بغير علم ومن احتفل بها فقد أحدث في الدين ثم مكث صلى الله عليه وسلم في مكة بعد المعراج ثلاثَ سنوات ثم هاجر إلى المدينة وفي المدينة شرع الله عامة أحكام الشريعة وكان صلى الله عليه وسلم معنياً بأمر التوحيد يبينه ويقرره ويحذر مما يضاده أو يقدح في كماله وبعد أن أتم الله له الدين قبضه إليه في ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة وغسل وكفن وصليّ عليه ودفن في بيت عائشة رضي الله عنها ولم يدفن في المسجد ولم يبن المسجد على قبره.

وإذا كان قد مات فدينه باقٍ لم يمت والحمد لله, وسيبقى هذا الدين ماضياً باقياً حتى يقبض الله أرواح المؤمنين بريح طيبة في آخر الدنيا ثم لا يبقى إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة.

فدينه خاتم الأديان لا يقبل الله من أحد ديناً بعد بعثته إلا دين الإسلام الذي بعث به عليه الصلاة والسلام قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)

ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر الرسل، وينزل عيسى بن مريم نبياً رسولاً لكنه يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم بإجماع المسلمين.

والرسول صلى الله عليه وسلم بشر فلا يُدعا ولا يستغاث به ولا يذبح له ولا ينذر له كما قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ) فالعبادة حق خالص لله، وتجب محبته فوق محبة النفس، وتجب طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وتصديقه فيما أخبر وألا يعبد الله إلا بما شرع.

وقد دلنا صلى الله عليه وسلم على كل خير علمه, وحذرنا من كل شر علمه, فبلغ البلاغ المبين, وجاهد في الله حق جهاده, وتركنا على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك، وهي المحجة التي سلكها الصحابة والتابعون لهم بإحسان وساروا عليها. ومن أراد النجاة لنفسه فليسلك طريقهم وليحذر ما خالفها قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

اللهم فقهنا في دينك وارزقنا العمل الصالح الذي يرضيك اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بأمر بذلك فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نعوذ بك من الغلاء والوباء والربا والزنا والزلال والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

عباد الله: اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


شارك المحتوى:
1