جاء في كتاب ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه يكرر قراءة الفاتحة بعد صلاة الفجر، فهل لي أن أفعل ذلك ؟


جاء في كتاب ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية: أنه يكرر قراءة الفاتحة بعد صلاة الفجر، فهل لي أن أفعل ذلك ؟

 

أقول في الإجابة على هذا السؤال: إن الذي نقل ذلك هو تلميذ شيخ الإسلام عمر البزَّار في كتابه “العلَامَة العالية”، وقد ذكر أنه مدة بقائه بدمشق كان ملازمًا لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى في النهار، وكثيرًا من الليل، وكان شيخ الإسلام يدنيه منه بعد الفجر، فسمع منه عمر رحمه الله تعالى تكراره لقراءة سورة الفاتحة.

إذا تبين هذا؛ فإنه يقال للسائل: لا يصح التعبد بهذا؛ لما يلي:

الأمر الأول: أننا مأمورون في عبادتنا أن نتبع كتابَ الله، وسنّةَ نبينا صلى الله عليه وسلم؛ فإن العبادات توقيفية بإجماع السلف، وممن نقل الإجماع على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، فليس لنا أن نتعبد فيها إلا بدليل، ولا يجوز لنا أن نتعبد بعبادةٍ؛ لأن عالمًا جليلًا كشيخ الإسلام رحمه الله تعالى فعلها، بل موقفنا تجاه ما يفعله العلماء مما لا نعلم عليه دليلًا أننا نعذرهم، وفي المقابل لا نتّبعهم، ونحفظ مقامهم، ولا نفعل كما فعلوا- رحمهم الله رحمة واسعة-.

الأمر الثاني: أن فعل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى محتملٌ، قد يكون يفعل ذلك لدليلٍ ظنه، أو لاستنباطٍ، أو غير ذلك، فيفعل ذلك على أنه من أذكار الصباح، أو على أي وجه من أوجه التعبد.

ويحتمل أنه كان يفعل ذلك رُقية.

فالأمر محتمل، فإذا كان كذلك، فلا يصح لنا أن نجزم بأن شيخ الإسلام كان يفعل ذلك على إنه من أذكار الصباح، أو أنه يتعبد بمجرد تكرار قراءة سورة الفاتحة.

فملخص الجواب أن يقال: إنه لا يصح أن نتعبد الله متابعة لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى، أو لغيره من أهل العلم، ونحن لا نعرف، ولم نقف على الدليل الذي يدل على ذلك؛ لأننا مطالبون بأن نتعبد الله من الكتاب والسنة

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى: