تذكير بسبب التحذير من سيد قطب خلافًا للنووي وابن حجر، ومناقشة كلام الشيخ بكر أبو زيد


تذكير بسبب التحذير من سيد قطب خلافًا للنووي وابن حجر، ومناقشة كلام الشيخ بكر أبو زيد ]

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد،

فإنه كثيرًا ما يعترض الإخوان المسلمون، والقطبيون، وأذنابهم عند التحذير من سيد قطب لموبقاته المتنوعة، ومهالكه المختلفة بأن هذا التحذير لا يصح كما أنه لا يحذر من النووي، وابن حجر، وأمثالهما مع وجود الأخطاء العقدية!

وهذا الاعتراض عاطل، وعن الدليل باطل لأوجه:

– الوجه الأولأن النووي وابن حجر -رحمهما الله- علماء وسيد قطب ليس عالمًا باعتراف أتباعه أنفسهم ، فالنووي وابن حجر إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد ، وسيد قطب إن أخطأ فليس له أجر بل هو مأزور غير مأجور ، لأنه ليس من أهل الاجتهاد ، كما ذكر هذا شيخنا صالح الفوزان في تعليقه على كتاب الشيخ عصام السناني «براءة علماء الأمة من تزكية أهل البدع والمذمة» .
http://islamancient.com/ressources/docs/487.pdf

– الوجه الثاني: أن أخطاء سيد قطب لا توجد حتى عند الأشاعرة ، فلا تسب الأشاعرة أنبياء الله كما فعل سيد قطب لما قال عن موسى -عليه السلام- : إنه عصبي المزاج ، ولا تسب الأشاعرة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أما سيد قطب فيسب الصحابة بل ويُكفّر أبا سفيان -رضي الله عنه- ، فبهذا أتى بضلالات أكثر مما عند الأشاعرة .

– الوجه الثالث: أن كتب النووي وابن حجر لا يطلع عليها -في الغالب- إلا العلماء ، وطلاب العلم وهم على بينة وبصيرة من دينهم ، أما كتب سيد قطب فلا يعرفها العلماء ، لذا لما سئل عن كتاب الظلال العلامةُ ابن عثيمين -رحمه الله- قال : “ليس عندي الكتاب ولم أقرأه ، لكن ارجعوا إلى ردود الشيخ ربيع والشيخ عبد الله الدويش –رحمهما الله تعالى- .
https://www.youtube.com/watch?v=kUIKQIgSDMw&app=desktop

فإذن لا يعرفها العلماء؛ لأنها لا علم فيها، ثم لم تؤلف لهم،وإنما ألفت للشباب بفكر حركي حماسي قتالي تكفيري ثوري ، فيغتر بها من لا علم عنده ، فلابد من بيان خطرها ليحذرها هؤلاء .

– الوجه الرابع: أن الشباب رُبّوا على كتب سيد قطب، وعُلقوا بها، وتعصبوا لها ، بخلاف كتب النووي وابن حجر .
بل إنه قبل سنوات كان الخطباء في السعودية على المنابر يستشهدون كثيرًا بكتاب الظلال، وبكلمات سيد قطب ولما خرج الدعاة السلفيون الناصحون وحذروا من كتب سيد قطب امتنع هؤلاء من الاستشهاد بها. وهذه من حسنات دعاة السنة الذين حموا العقيدة بأن منعوا أولئك من الاستشهاد بكلمات سيد قطب.
ومما يؤكد أن الشباب نشأوا على كتب سيد قطب ، وتأثروا بها أنه إذا انتُقد سيد قطب غضبوا، واشتد نكيرهم أما إذا انتُقد النووي أو ابن حجر ، قالوا : كلٌ يُؤخذ من قوله ويُرد!!

وأيضًا لما علّق الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى- على أخطاء الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» لم ينكر الحركيون هذا ، وكذا لما أكمل الشيخ عبد الله الدويش -رحمه الله- الانتقادات لم يُنكر هذا الحركيون ، لكن لما انتُقدت أخطاء سيد قطب في كتبه غضبوا، واشتد نكيرهم فدل هذا على أن الحركيين وشبابهم متعلقون بفكر سيد قطب ، وشخصه بخلاف النووي وابن حجر -رحمها الله تعالى- .

وبعد هذا فإن للإخوان السعوديين والمتأثرين بهم شبهة وهي قولهم: إن الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله- أثنى على سيد قطب في أوراقٍ أخرجها ردًا على الشيخ ربيع المدخلي ، فنحن مع الشيخ بكر أبو زيد .

فيقال الجواب عن هذه الشبهة من وجوه:

– الوجه الأول: لم يصرح الشيخ بكر أبو زيد في أوراقه أن سيد قطب عالم أو داعية سلفي ، وغاية ما فيها أنه لم يوافق الشيخ ربيعـا في كل ما قاله عن سيد قطب .

– الوجه الثاني: لو قُدّر أن الشيخ بكر برأ سيد قطب ، فإن من العلماء من هم أعلم منه بل هم مشايخه قد خالفوه فهؤلاء جمعوا بين أنهم الأعلم، والأكثر، وأنهم مشايخه كالشيخ عبدالعزيز بن باز ، والشيخ الألباني ، والشيخ العثيمين ، وارجع إلى فتاواهم الموثقة في كتاب الشيخ عصام السناني المتقدم .

– الوجه الثالث: لو قدر أن الشيخ بكر أبو زيد برأ سيد قطب تماما من ضلالاته -مع أنه لم يقل ذلك- فإن الحجة في البينة ، والبرهان ؛ وذلك أن موبقات سيد قطب ، وشنائعه موثقة لا فرار -لغير المكابر- من الاعتراف بها.

ولمعرفة شيء من ذلك يراجع درس «موبقات سيد قطب أحرجت أنصاره»

https://www.youtube.com/watch?v=hfQp4PD1ROQ

وللإحاطة فإن أصل هذا المقال من درس بعنوان«حقيقة الجامية»

https://www.youtube.com/watch?v=5TLoV0w9Lsw

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عبدالعزيز بن ريس الريس

المشرف على موقع الإسلام العتيق

http://islamancient.com

3 / 5 / 1439هـ


شارك المحتوى: