بداية النهاية للحزب الإخواني المبتدع


بداية النهاية للحزب الإخواني المبتدع

الشيخ سعد الحصين

بسم الله الرحمن الرحيم

أ – منذ تأسيس الحزب عام 1928 على غير هدى من الله ، ولا اتباع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا الالتزام بفقه السلف في القرون الخيّرة ، وهو يتجه إلى خسارة الدين والدنيا .بدأ المؤسس حسن البنا إعداد نفسه للدعوة إلى الله بالاستغراق في التصوف : بيعاته وحضراته ، وما لا يكاد ينفصل عنه من التعلق بالأضرحة والمزارات ، ودارسة كتب مشايخه رؤساء الجهل والضلال ، يقصها عليك حسن البنا نفسه في : ( مذكرات الدعوة والداعية – الزهراء للإعلام العربي – مدينة نصر – القاهرة عام 1410 – ص 27 – 34 ) .

بـ – ومنذ تأسيس الشر الاخواني أسقط من حسابه – بكل إصرار – أهم ما أمر الله به : ( الأمر بإفراد الله بالعبادة ) ، وأهم ما نهى الله عنه : ( الشرك بالله في عبادته ) مع أن أوثان الأضرحة و المقامات والمزارات والمشاهد تحيط بهم وبآبائهم وأجداهم منذ ( 900 ) سنة ، ومن أقدمها وثن باسم الحسين ، وآخر باسم الشافعي ، الأول : بناه الفاطميون ، والثاني : بناه الأيّوبيون في القرن السادس الهجري .ولم يتسع منهج حزب الضلال لشرع الله وسنة رسله جميعا في الدعوة إليها في أصول الحزب العشرين ، ولا في واجبات بيعته الثمان والثلاثين ، ولا مطالبه من الولاة الخمسين ، ولا منجياته العشر ،ولا مهلكاته العشر ، ولا موبقاته العشر ، ولا وصاياه العشر المخجلة مقارنة بوصايا اليهود والنصارى التي أخذ منها عدده المبتدع ، ولا تزال وصيتها الأولى : ( لا يكن لك آلهة أخرى أمامي ) ، ولا تزال وصيتها الثانية : ( لا تصنع لك تمثالاً منحوتا وصورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت ، لا تسجد لهنّ ولا تعبدهنّ ) ، ومنها : ( لا تقتل ، ولا تزن ، ولا تسرق ، وأكرم أباك وأمك ، ولا تنطق باسم الرب إلهك باطلا ، ولا تشهد شهادة زور ) ، وأعمى الفكر مؤسس الحزب الاخواني فلم يذكر واحدة منها – تجاوز الله عنه – .

جـ – وقد حرّك التعصيب الجاهلي أحد مفكري الحزب الخليجيين المخدوعين فكتب مجلداً يشرح ما أوجزه شيخه في نصف صفحة .ولا يزال فكر المؤسِّس الساذج يقدم على الآية من كتاب الله تعالى والحديث الصحيح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقه أئمة الفقه في الدين من الصحابة والتابعين وتابعيهم في القرون الخيّرة فيما يتعلق بالدعوة في سبيل الله ، وكأن للشيخ أو للمريد إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .

د – وبعد أكثر من ثمانين سنة من تأسيس حزب الضلال وبعد أكثر من ستين سنة من موت مؤسسه حسن البنا – رحمه الله – حصل مرشح الحزب على وظيفة رئيس جمهورية مصر بفارق هزيل رغم استغلاله الدين كل هذه السنين لغرضه الدنيوي السياسي خلافا لشرع الله .

هـ – ولا شك أن الحزب بوصول مرشحه لرئاسة مصر بالأصوات الغوغائية قد أوبق نفسه ، فإذا كان الناخبون الغوغائيون يجهلون الفرق بين الفقه والفكر وبين التوحيد والشرك وبين السنة والبدعة وبين الوحي والهوى ؛ فإن أكبر همهم : ما يحلمون به من تحقيق وعود المرشحين بالرخاء والأمن والمساوة والحرية والعدل وربما : المنّ والسلوى ، وإذا عجِز الحزب المبتدع منذ عشرات السنين عن فهم دين الله والدعوة إليه ، رغم وضوحه وتبيينه وتيسيره ، وعجِز عن تصحيح مساره الحزبي الضال ، رغم دراسة كثير من أعضائه علوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الفقه ، وحصولهم على أعلى شهادات الدراسة ولكنها لا تضمن الفقه في الدين من الكتاب والسنة .إذا عجِز عن إصلاح تدين أفراده ، فكيف يمكن أن يصلح دنيا الناس ؟؟!استغلوا الثورة الهوجاء هذه المرة لهم ؛ وستكون الثورة الهوجاء عليهم في بضع سنين فيسقط دنيويّاً كما سقط دينياً بحول الله وقوته ، فيستريح الإسلام والمسلمون من زيفه وزيغه وضلاله وإضلاله .

ولعل الله أن يحمي دينه وأمة نبيّه صلى الله عليه وسلم من تنازلات الحزب الثانوية بعد تنازلاته الأولية المخالفة لشرع الله تعالى ولسنة جميع رسله صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً ، ولعل الله أن يحمي الإسلام والسنة من التقريب بين السنة والشيعة من جانب واحد تخسر فيه السنة وتفوز فيه الشيعة ، منذ اشترك حسن البنا في ما يسمى : التقريب ، حتى أعلن رئيس الحزب المبتدع في غزة أن الخميني الأب الروحي لحماس وهو يقرّب قربانه لوثنه في طهران .

حرر في 7 / 8 / 1433 هـ .


شارك المحتوى: