اليمن والانزلاق في الفتنة


اليمن والانزلاق في الفتنة

حمد بن إبراهيم العثمان :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد :
يحزن كل مسلم للفرقة والشحناء بين أفراد الشعب اليمني ، وهذا الاختلاف غائلته وشرره عمّ فأضر باليمن كله ولم يقتصر ضرره على شخص الرئيس.
الفريق المضاد للرئيس علي عبد الله صالح يذكر بعض المظالم وسوء الإدارة في حكومة الرئيس، ونحن لا ننكر وقوع بعض ذلك لكن لابد أن نعرف أن حشد النّاس ضد الرئيس علي صالح وتأليب الشعب ضده هذا ظلم أيضا، وهو أعظم من ظلم الرئيس لأنه يُفضي إلى مفارقة الجماعة وتفريق الكلمة، وإيقاع الفتنة العامة في الشعب.
وقد تحدّث العلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله ( ت: 620 هـ ) عن أصناف النّاس الخارجين عن قبضة الإمام، وذكر أنهم أربعة أصناف، ثم قال ” الصنف الرابع : قوم من أهل الحق، يخرجون عن قبضة الإمام ويرومون خلعه لتأويل سائغ، وفيهم منعة يحتاج في كفهم إلى جمع الجيش، فهؤلاء البغاة الذين نذكر في هذا الباب حكمهم، وواجب على الناس معونة إمامهم في قتال البغاة، لما ذكرنا في أول الباب، ولأنهم لو تركوا معونته لقهره أهل البغي، وظهر الفساد في الأرض ” المغني ( 12/242 )
فالخروج عن طاعة ولي الأمر وتأليب الرعية عليه ظلم لا يجوز إغفاله ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإن من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتته جاهلية” رواه البخاري ومسلم

قال الحافظ عبد الرزاق الرسعني رحمه الله ( ت : 661 هـ ) : ” إذا اقتتلت طائفتان من المسلمين فالعادلة منهما من كان الإمام معها، فإن لم يكن مع إحداهما فهما ظالمتان، يلزم كل طائفة منهما ضمان ما أتلفت على الأخرى”. رموز الكنوز ( 7/348 ).
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على ظلم الأمراء لمصلحة انتظام عقد الجماعة ومجانبة الفتنة والفرقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم ” ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله ! كيف تأمر من أدرك منّا ذلك ؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم “. رواه البخاري ومسلم،
فهؤلاء الولاة كما نعتهم النبي صلى الله عليه وسلم لهم منكرات واستئثار بالأموال فالنبي صلى الله عليه وسلم ينصح لأمته، و والله لنصيحته هي الصادقة التي فيها خير الدنيا والآخرة.
و والله الذي لا إله إلا هو إن دمائكم لغالية يا أهل اليمن وأنتم إخواننا فاجتنبوا الفتن والزموا وصية ونصيحة نبيكم صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم قال: ” الإمارة الفاجرة خير من الهرج ” رواه الطبراني وصححه الحافظ العراقي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال الأمراء الظلمة وتواترت عنه بذلك الأحاديث الصحيحة “منهاج السنة ( 1/150 ).
علي عبد الله صالح ليس كالقذافي وليس بعثيا، بل هو ولي أمر مسلم، فقد أسقط الشيوعية، ووحّد اليمن بعد أن كانت مقسمة إلى شمال وجنوب، ودحر الحوثيين في ستة حروب، فلا تعينوا أهل الشر من الاشتراكيين والحوثيين عملاء إيران على رئيسكم.
وعلامة اليمن مقبل الوادعي رحمه الله وهو من هو في إمامته ودينه وعلمه وورعه يعتقد ولاية الرئيس علي عبد الله صالح ويرى السمع والطاعة له بالمعروف .
أشقائنا في اليمن شهران متتابعان من حشد الناس في الشوارع وشحن النفوس أما آن لهذا التوتر أن ينتهي؟!
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ” ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ”
يا أهل اليمن قد ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم فضائلكم وقال ” الإيمان يمان والحكمة يمانية “، فغلّبوا جانب الحكمة واقبلوا شفاعة أشقائكم في دول الخليج فأنتم لحمتنا وأخوتنا ونوصي الجميع بتقوى الله وحقن الدماء، وكف أيديكم عن بعض والابتعاد عن شحن النفوس، والله عز وجل اسأل أن يكتب الخير لأهل اليمن في شفاعة وصلح أهل الخليج آمين، فالصلح خير، والجماعة رحمة والفرقة شر وعذاب.

والحمد لله رب العالمين


شارك المحتوى: