السلفية .. هل هي الفزاعة الجديدة؟


السلفية .. هل هي الفزاعة الجديدة؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تصاعدت وتيرة الحملة الإعلامية العالمية ضد “السلفية”، مع صبغها بصبغة التطرف، وقرنها بوصف التشدد؛ حتى أضحت “شماعة” يعلقون عليها كثيرا مما يقع من جرائم، وكأنهم يهيئون الرأي العام العالمي لتقبُّلها “فزَّاعةً” جديدة، تضارع -أو تنوب عن- فزاعة الإرهاب، وأخشى –مع توالي هذا النسق- أن لا تمر سنين معدودة حتى تكون السلفية عارا، والانتساب إليها جريمة!

إن السلفية -رضوا أم سخطوا- هي اتباع نهج الصدر الأول من هذه الأمة؛ ولها قواعدها وخصائصها وأولوياتها؛ فهي إذن الإسلام بصفائه ووسطيته، ورحمته وعدله، فحاشاها من نزغات الغلو، وشطحات التطرف؛ إذ قد برَّأها الله من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.

وعليه فينبغي أن يُدرك جيدا أن “السلفية” ليست مسئولة عن رعونات من انتسب إليها زورا، أو أُلصق بها كيدا، وليس من العدل أن يحكم عليها أو تحاكَم في شخص هذا أو ذاك؛ فدون عقلاء العالم تراثها وأصولها؛ فلينظروا فيها -إن راموا الإنصاف- وسيتجلى لهم أنها لم تتجاوز العقل والعدل والحكمة قيد شعرة!

ليفهموا أنها منهج وعقيدة؛ فلا يعبِّر عنها سواها، ولا يملك أحد أن يكون المتحدث باسمها، أو المقرر لمواقفها .. إنها ليست حزبا سياسيا، أو نقابة متكتلة، أو جماعة ذات قيادة.

وعلى الصادقين في انتمائهم لهذا المنهج الأصيل أمانة الدفاع عنه وإبراز محاسنه، وأن يعوا هذا الواقع الجديد، فليتحلوا بالثبات والحكمة، والرفق والتؤدة؛ فأعداء “السلفية” -في الداخل والخارج- لا خير عندهم ولا مير! وإنما هو التربص والاقتناص، والظلم والتهويل. (وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ، وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)، والحمد لله وحده.

وكتبه: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي

غرة جمادى الأولى 1434هـ

http://www.salehs.net/mk23.htm


شارك المحتوى: