إذا غابت العقيدة عن القلوب والأذهان ظهر الغلو والتطرف وانقاد الناس لكل ناعق


📖 قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طِی مُسۡتَقِیمࣰا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِیلِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام : ١٥٣ ]
📌وفيها من العلم :

📚 قال الحسن البصري -رحمه الله- : “ سُنَّتُكُمْ – وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بَيْنَهُمَا ؛ بَيْنَ الْغَالِي وَالْجَافِي ، فَاصْبِرُوا عَلَيْهَا رَحِمَكُمُ اللَّهُ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ كَانُوا أَقَلَّ النَّاسِ فِيمَا مَضَى، وَهُمْ أَقَلُّ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ: الَّذِينَ لَمْ يَذْهَبُوا مَعَ أَهْلِ الْإِتْرَافِ فِي إِتْرَافِهِمْ، وَلَا مَعَ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي بِدَعِهِمْ، وَصَبَرُوا عَلَى سُنَّتِهِمْ حَتَّى لَقُوا رَبَّهُمْ فكذاكمْ – إِنْ شَاءَ اللَّهُ – فَكُونُوا ”

👈 فلزوم هذه الطَّريق يحميك من الوقوع في مُستنقع الفِرَق التي هي طرق هلاك وانحراف، ومناهج تطرف واختلاف تخالف القرآن والسُّنّة، وتهدِّد الأمن والجماعة .

📚 وقال الحسن البصري -رحمه الله – : ” العامل على غير علم كالسّالك على غير طريق، والعامل على غير علم ما يفسد أكثر ممّا يصلح، فاطلبوا العلم طلبًا لا تضرُّوا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبًا لا تضرُّوا بالعلم، فإن قومًا طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم، ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا ”

✍️ فجميعُ هذه الفِرق مخالفة للكتاب والسنة وما عليه الصحابة -رضي الله عنهم- وما من فِرقة إلا كان أصلُ انحرافِها مخالفةَ أحدِ هذه الأصول الثلاثة، فهذا أصل التطرف والانحراف ومنشؤه .

✍️ وقد توعّد الله من خالف هذه الأصول .

📖 فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء : ١١٥ ]

📝 روى الدارمي بسند صحيح عن أبي قلابة ، قال ” ما ابتدع قوم بدعة قط ، إلا استحلوا بها السيف ”

✍️ وهذا ماوقع لبني اسرائيل لمّا وقعوا في عبادة العجل، 📖 فقال تعالى: ﴿ قَالَ ٱبۡنَ أُمَّ إِنَّ ٱلۡقَوۡمَ ٱسۡتَضۡعَفُونِی وَكَادُوا۟ یَقۡتُلُونَنِی ﴾ [الأعراف : ١٥٠ ]

✍️ وهو ماجرى لعثمان وعلي رضي الله عنهما .

✍️ ومن هنا حذر النبي ﷺ من الخوارج قبل خروجهم ، لما يترتب على خروجهم من الفساد و الإفتراق في الأمّة .

📝 قال شيخ الإسلام -رحمه الله – ” مع أمر رسول الله ﷺ بقتالهم في الأحاديث الصحيحة وما روي من أنهم شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيل من قتلوه في الحديث الذي رواه أبو أمامة رواه الترمذي وغيره أي أنهم شر على المسلمين من غيرهم فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم لا اليهود ولا النصارى فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم مكفرين لهم وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة ”
انتهى من منهاج السنّة .

📖 و قال تعالى: ﴿ فَهَلۡ عَسَیۡتُمۡ إِن تَوَلَّیۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوۤا۟ أَرۡحَامَكُمۡ ، أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰۤ أَبۡصَـٰرَهُمۡ ﴾ [محمد : ٢٢ ]

والله أعلم .

كتبه / عبد الله بن صالح العبيلان
🖊حرر في: 09-05- 1445هـ.


شارك المحتوى:
0