أمنية كوندوليزا رايس.. ودعوة آل الشيخ !!


أمنية كوندوليزا رايس.. ودعوة آل الشيخ !!

المكرم رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
فقد اطلعت بمرارة على ما كتبه الكاتب محمد آل الشيخ في العدد ( 13254 ) بعنوان : (عزل المرأة يعني عزل المملكة عن العالم! ) , والذي يدعي فيه أن عدم مشاركة المرأة السعودية في الألعاب الأولمبية يعزل المملكة من المشاركة , وذكر أن هناك (إنذاراً) وجه إلى المملكة في كونها لا تمثل فريقاً نسوياً في الدورات الأولمبية !!, وكان حقيقة مقالاً مفجعاً للمرأة السعودية وقبل ذلك المرأة المسلمة التي اتخذت من تشريع ربها منهجاً وطريقاً يضئ لها حياتها ؛ ليأتي هذا المقال ليضرب بشرع ربنا ـ الذي يحرم اختلاط النساء بالرجال وما يجب على المرأة المسلمة أن تلتزم به ـ عرض الحائط !!!

أهكذا يا أستاذ محمد بلغت بك الجرأة أن تستهين بشرع الله وسنة نبينا r وما جاء فيهما من قضايا توضح أن لا مشرع غير الله يتبعه الناس ، وأن خضوعنا وطاعتنا لأنظمة وقواعد شريعة ربنا أولى وأجدر وإن كان ذلك يخالف مطالب اللجنة الألومبية !!!

قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} وقال تعالى: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} وقال صلى الله عليه وسلم: {والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به}, أنخسر ديننا ونكسر قواعدنا الشرعية من أجل دخول ( الألعاب الأولمبية وحصد كؤوسها (!!!

إن ماتدعوننا إليه يا أخ محمد هو الخزي والعار بعينه!! ولسنا نرضى أن نتاجر بأعراضنا , ولسنا (سلعة) مثلما يتعامل الغرب بهذا المنطق مع (الإناث)
فالإسلام قد رفع مكانة المرأة , وما ذكرته الصحف والدراسات عن اولمبياد (بكين ) خير شاهد عما حل بنسائهم من عرض أجسادهن في محاولة لجذب أكبر عدد من المشجعين لرياضتهن، إلى درجة أن بعضهن لجأت إلى التعري أمام عدسات المصورين، سواء في ملاعب بكين أو في المجلات حتى أصبحن سلعة للبيع , وهذا مما لاشك فيه مما تنكره الفطر السليمة والعقول الصحيحة بل وتستقذره فكيف ونحن على هدى من رب العالمين !!.

وآعجبي منك ! ما هذه القضية التي تستحق منك كل هذه التضحية والاهتمام !! فهل ترى في مشاركة النساء في الأولمبياد حل لمشاكل البطالة والأقتصاد والتعليم والصحة والسياسة ؟؟! وهل مشاركتها فعلاً تمثل وسيلة تقدم علمي وصحي وسياسي ينفع الأمة , ويدفع بها نحو عجلة التقدم التطور ؟؟!

فكان الأولى بك أن تدعو المرأة إلى الإهتمام بأمور أكثر أهمية من تلك (الترهات الأولمبية) !! , ثم إن أردت للمرأة النجاح والتقدم , فلتنجح أولاً :كأم ومربية فاضلة ثم تخدم وطنها بعمل يليق بإنوثتها في إطار دينها .

فأرى أن مقالك أعطى دلالة واضحة لحقيقة ما تريد أن تكون عليه المرأة في هذه البلاد المباركة , و أن دعواتك المنادية (بحرية المرأة وحقوقها )إنما هي في الحقيقة دعوات لحرية الوصول إلى المرأة و التمتع برؤية مفاتنها و العودة بها إلى عصور الجاهلية حينما كانت وظيفتها الوحيدة أن تكون قينة راقصة تغني للرجل في لهوه و تشجعه في حربه , وهذا بلا شك ما لا يرضاه أحد من أهل هذه البلاد لابنته أو أخته أو زوجته!!

ثم أعلم إنّ قيمة كلّ أمّة بما لديها من ((مصادر قوتها))، وإنّ سرّ بقائها وسؤددها واستقلالها وفخارها وتميزها بما فيها من تمسك بهذه المصادر، وأخطر ما تواجهه أمّة من الأمم أن تُبعد عن هذه المصادر , ومصدر قوّتنا في بلادنا: كتاب الله تعالى وسنة نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم. فالرياضة على أختلاف أنواعها ليست محرمة على النساء إطلاقاً ولكن هناك ضوابط لممارستها بما يتناسب مع دينها وطبيعتها كأنثى , منها : أن لا تكون في حضرة رجال , ينظرون منها زينتها وغيرها من الضوابط التي لايتسع المقام لذكرها ولا تخفى على من لديه أدنى غيرة .

والطريف في الموضوع أنه ظهر من بني جلدتنا من يسعى لتحقيق ما تمنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وهي : ان تشارك المرأة السعودية في الاولمبياد “قريبا”، و قالت إنها “جاهزة لذلك” .

ولكن هيهات لكم أن تروا ذلك اليوم , ولن يتحقق بإذن الله لأن نساء الجزيرة يمشين على خطى أمهات المؤمنين وهو العفة والطهر والكرامة .

وأخيرا : اعلم أخي الكريم إن تعليقي على مقالك إنما ينم غيرة على هذا الدين العظيم، فالمسلم مرآة لأخيه المسلم، ومحبة الخير لهذه الجريدة الحبيبة بُغية أن تكون على هدي قويم، ومثل مستقيم.

وأخيراً إن أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.

كتبته / نورة بنت ناصر العجمي .


شارك المحتوى: