أغلال عبد الله القصيمي


أغلال عبد الله القصيمي

اشتهر عند الناس أنّ كتاب عبد الله القصيمي هذه هي الأغلال هو الكتاب الذي أعلن فيه إلحاده، واشتغل جمعٌ من العلماء بتعقّبه فيه والرد عليه.

وفي نظري أنّ هذا الكتاب كان مرحلة لها ما بعدها، فقد نقم فيه على نفسه لمّا كان متديّناً، ونقم فيه على المتدينين وهاجمهم هجوما مُقذعا وبأقسى العبارات مع محاولته تبرءة الدين من تصرفاتهم وسلوكاتهم وفهومهم الخاطئة، ثم وصل بعد ذلك إلى مرحلة الإلحاد.

وحالتهُ عصيّةٌ على الفهم، لكون إلحاده كان نوعا من الصراخ والعويل، ولم يكن فكرا واضحا وناضجا يمتح من مدارس ومناهج فلسفية معروفة.

حالةُ القصيمي ينبغي أن يُستفاد منها لا لشخصه فقد أفضى إلى ما عمل، لكن لمعرفة الأسباب الغائرة والبواعث الكامنة وراء وصوله إلى هذه المرحلة المتطرفة من العدمية والعبثية واللاأدرية.

كثيرٌ من مشايخنا يعزو إلحاده إلى الكبر والتعالي الذي كان يظهر في ثنايا السّطور التي يكتبها، والذي كانت تُعرف به شخصيّته، وفي تطاوله واحتقاره لخصومه مع اعتزاز مفرط بذكائه وجودة فهمه، ولعلّ هذا كان سببا من الأسباب لا أن نحمل عليه مدار الأمر كلّه.

الخُلطة بالشيوعيين ومجالستهم وانصراف قلبه إليهم، كان لها أثرٌ بالغ في تحوّله عن دينه وانقلابه على ماضيه.

وقد استغلّ خصومهُ القدماء كالكوثري والغماري وغيرهم أمر إلحاده، فعزوهُ إلى منهج التجسيم الذي كانوا يبكعون به شيخ الإسلام ابن تيمية، وحالةُ القصيمي حالة شاذة في أوساط أهل العلم لا يمكن بناء نتائج يقينيّة عليها تُدين هذا المذهب العقدي أو ذاك.

كتبه محمد بن علي الجوني


شارك المحتوى: