آداب المساجد والتحذير من هجرانها


آداب المساجد والتحذير من هجرانها

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وفضلنا به على سائر الأنام، ونشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو سبحانه، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، المقدم على الأنبياء وخاتم الرسل الكرام،صلوات ربي وسلامه عليه أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله فقد أمرنا الله بذلك في آيات كثيرة فبالتقوى يحصل الأمن والأمان والنجاة من النار (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب )

المساجد عباد الله هي بيوت الله تعالى، فمن أحب الله تعالى أحب بيوته، وأكثر من زيارتها ففي الحديث:{ من توضأ وجاء إلى المسجد فهو زائر الله . حقّ على المزور أن يكرم زائره} صححه الالباني

ولا شك أن أعظم الإكرام، وأفضل الأعطيات التي سينالها من الملك العلام بقاؤه في ظل عرش الرحمن، آمنا مطمئنا من أهوال القيامة ومشاهدها، قال:{ سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله ـ وعد منهم ـ ورجل قلبه معلق بالمساجد} متفق عليه.

أي ينتظر الصلاة بعد الصلاة لا أنه يؤدي الصلاة ليتخلص منها وكأنها ثقل عليه يريد إزاحته ليرتاح ففي الحديث ( أرحنا بالصلاة ) ولم يقل (أرحنا من الصلاة

ومن ثمرات الجلوس في المساجد قَال : (الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) رواه البخاري ومسلم.

عباد الله / هناك آداب ومخالفات كثيرة تتعلق بزيارة بيوت الله تبارك وتعالى نذكر منها ما يلي:

– تعظيم المساجد وتطهيرها من الشرك والبدع والنجاسات والقاذروات من تعظيم شعائر الله قال تعالى:{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ).

وقال سبحانه:{ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ )ولم يقل يرفع فيها قبورالصالحين والأولياء كما ابتلي به أكثر من هم خارج هذه البلاد ردهم الله إلى التوحيد والسنة.

ومن الآداب التهيؤ بالثياب الحسنة وتغطية الرأس عند الذهاب الى المسجد أوالصلاة في البيت لاالقمصان أوالبدل كماهو الحال قال الله:{ ياأيها الدين آمنوا خذوا زينتكم عند كل مسجد).

ومن تعظيم شعائر الله المحافظة على الصلاة في المساجد ولو كانت بعيدة عن منزله، وفيها مشقة مطاقة { إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام} متفق عليه.زبعضهم إذا خرج من بيته وقت الصلاة لايحرص على المسجد فيصليها في مزرعته وهذا من الحرمان.

ومن السنن المسارعة الى تلبية النداء،والتبكير والتوجه الى المسجد مهما كانت الأعذار.

فقال النبي لأعمى كانت داره بعيدة وبينها وبين المسجد هوام(هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال:” فأجب” }. رواه مسلم.فكيف بالمبصرالذي تيسرت له السبل في هذا الزمن فلنراجع أنفسنا عبادالله » ومن السنة عند دخول المسجد امتثال قول النبي:{ إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك}. رواه مسلم مقدما رجله اليمنى في الدخول واليسرى عند الخروج

ومن السنن المؤكدة صلاة ركعتين تحية للمسجد قبل الجلوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ إذا دخل أحكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين} متفق عليه. وإذا دخل المسجد الجمعة والمؤذن يؤذن فلاينتظر انتهاءه ولكن يصليها ويخفف وكذلك إذا دخل والإمام يخطب كي لايفوته جزء من الخطبة فإن استماع الخطبة واجب يأثم المتخلف عنها.

من أكل ثوما أوبصلا فلايحضر للمسجد ومع ذلك هو محروم من أجر الجماعة وليس بمعذورفالنبي أمربأخراج رجل من المسجد لما علم أنه قد أكل ثوما أوبصلا )ويقاس عليه كل ماكتن له رائحة كريهة كالدخان والشيشة.

ومن الآداب تجنب رفع الصوت على وجه يشوّش على المصلين ولو بقراءة القرآنمما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم (فقد كاد عمر رضي الله عنه أن يضرب رجلين رفعا أصواتهما في المسجد )رواه البخاري.

ومن الآداب تجنب الخصومات والاشتغال بأمور الدنيا، عن ابن عمر قال: { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المسجد وأن تنشد فيه الأشعار، وأن تنشد فيه الضالة}. رواه الخمسة.

ويحرم على من أدركه الآذان وهو في المسجد أن يخرج من المسجد إلا لعذرحتى يصلي المكتوبة قال أبو هريرة لما رأى رجلا خرج بعد الآذان: (أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.) رواه مسلم.

ومن أعمال الخيرالقيام بصيانة المسجد وإصلاح مايحتاجه من سباكة والحفاظ على نظافته ففي الحديث:{ عرضت عليّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد} فبادر ولاتنتظر غيرك ليظفر بهذا الأجر عنك

وعليكم تجنيب المسجد الصغار والمجانين، وتشجيع الصبية الذين تجاوزوا السابعة وإحضارهم الى المسجد مع تعليمهم آدابه واحترام المساجد والإشراف عليهم أثناء وجودهم.

نفعني الله وإياكم بما سمعنا وكتب لنا الأجر والقبول وصلوا وسلموا على الرسول صلى الله عليه وسلم.

الخطبة الثانية:

لحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبيّنا محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا مزيدًا.. أما بعد:

فالمساجد عبادالله بنيت لإعمارها بالصلوات والعبادات وهجران بيوت الله من أعظم المنكرات فكيف لمسلم يؤمن بالله ويعظمه أن يهجر بيت ربه ويهجرزيارته وتطيعه نفسه بذلك ألايخجل من ذلك وهويناديه في اليوم خمس مرات !حسرة مابعدها حسرة ألايعلم ذلك المتهاون أنه لاصلاة لجار المسجد إلافي المسجد والنبي عليه السلام الرحيم بأمته أراد أن يحرق بيوتا على أهلها الذين يصلون لكنهم لايصلون في المساجد لشناعة ذنبهم فلنراجع أنفسنا مع الله ولننصح المقصرين من جيراننا فإنها أيام معدودة وسنلقى ربنا فبماذا سنجيبه وماهوعذرنا في ذلك الموقف فلنعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا ونعاهد أنفسنا بالمحافظة على الصلاة في المساجد فالصلاة أعظم العبادات بعد التوحيد ولايقبل عمل بدونهما نسأل الله الإعانة وأكثروا من الدعاء على أن يعينكم الله عليها وعليها غيرها من العبادات بصدق ومحبة وخوف ورجاء وعمل الأسباب.

واعلموا -رحمكم الله- أن الله تعالى أمركم بأمر عظيم؛ أمركم بالصلاة والتسليم على النبي الكريم، صلوات ربي وسلامه عليه.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين واحفظ بلادنا وحكامنا من كيد الكائدين وانصر جنودنا الموحدين اللهم أصلح أئمتنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وألف بين قلوبهم، وأصلحهم وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ}اللهم أنزل … { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


شارك المحتوى: