؟ “هل يصح حديث: “أربع قبل الظهر، ليس فيهن تسليم، تفتح لهن أبواب السماء


يقول السائل: حديث: «أربع قبل الظهر، ليس فيهن تسليم، تفتح لهن أبواب السماء»، هل يصح هذا الحديث؟ وهل تستحب هذه الركعات؟

الجواب:

أما هذا الحديث فقد أخرجه أبو داود وغيره، من حديث أبي أيوب الأنصاري، أن النبي ﷺ قال: «أربع قبل الظهر، ليس فيهن تسليم، تفتح لهن أبواب السماء»، وهذا الحديث ضعيف؛ فإن في إسناده عبيدة بن المعتِّب الضبي، وقد ضعفه جمع من أهل العلم، بل بعضهم شدد في بيان ضعفه، فالحديث لا يصح عن النبي ﷺ.

أما صلاة أربع قبل الظهر، فإنها مستحبة؛ لما ثبت في البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “ كان النبي ﷺ لا يدع ركعتين قبل الغداة، وأربعًا قبل الظهر “.

وثبت صلاة أربع قبل الظهر عن الصحابة -رضي الله عنهم-، فقد ثبت عند ابن أبي شيبة عن ابن عمر، وثبت عند ابن أبي شيبة عن ابن مسعود، بل ثبت أن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة كان يصلي الأربع بتسليمة واحدة.

فصلاة أربع قبل الظهر مستحبة، ويصح أن تصلى بتسليمة واحدة، إلا أن الأكمل أن يصلى بتسليمتين، هذا الأكمل؛ لأن أكثر الأحاديث عن الرسول ﷺ جاءت بالفصل كما قال الإمام أحمد، وأيضًا لأن في الفصل زيادة عبادة وهو التسليم، كما ذكر هذا النووي.

وأنبه إلى أمر، وهو أن هذه الأربع ليست من الرواتب، فسنن الرواتب التي فضلها عظيم، والتي هي أفضل من قيام الليل باتفاق المذاهب الأربعة هي عشر ركعات، منها ركعتان قبل الظهر.

أما لو زاد أحد ركعتين أخرى، فإن الركعتين اللتين زيدتا ليست من السنن الرواتب وإن كانت مستحبة، فإن السنن الرواتب عشر ركعات كما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه ذكر عن أخته حفصة -رضي الله عنها- أنها حفظت من النبي ﷺ عشر ركعات، ومنها ركعتان قبل الظهر.

فهذه هي السنن الرواتب، وهذا هو المشهور عند الشافعية، والحنابلة أن السنن الرواتب عشر، لكن يستحب أن يصلي أربعًا على ما تقدم تقريره، إلا أن هذه الأربع ليست من السنن الرواتب -والله أعلم-.

لأن الذي حفظته حفصة -رضي الله عنها- عن النبي ﷺ ما تقدم ذكره، فيحمل ما زاد على ذلك على أنه ليس من السنن الرواتب، وعلى أن النبي ﷺ كان يفعله تارة ويتركه تارة -والله أعلم-.

dsadsdsdsdsads

شارك المحتوى:
0