يقول السائل: هل يوجد الآن خوارج؟
يُقال جوابًا عن هذا السؤال: إن الخوارج كثيرون، وهم في زمننا هذا أكثر ممن مضى؛ لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، كما أخرج “البخاري” من حديث أنس، ومن صور خوارج في هذا العصر: داعش، والنصرة الذين غيروا اسمهم بعد ذلك.
والخوارج كثيرون، ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، فإن أصولهم أصول خوارج، وهم يكفِّرون بغير حق، ومنهم السروريون.
وضابط الخارجي: أنه كُلُّ مَن كَفَّر بغير مكفِّر بتأويل غير سائغ، كما أفاد بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، وذكر نحوًا من ذلك ابن قدامة في “المغني”، والنووي في “روضة الطالبين”، والزركشي الحنبلي.
فلا يشترط في الخارجي أن يكفِّر بكل كبيرة، بل لو أمرًا واحدًا بتأويل غير سائغ فإنه خارجي.
ويوضح ذلك: أن الخوارج الأوائل الذين خرجوا على عَلِيٍّ، وهم خوارج بالإجماع، ما كانوا يكفِّرون بكل كبيرة.
لذا من يظن أن الخارجي هو من يكفِّر بكل كبيرة، فهذا خطأ، لا شك من كفَّر بكل كبيرة فهو خارجي، لكن ليس معنى هذا أنه شرط في وصف الخارجي، بل من كفَّر بكبيرة واحدة، أو بغير مكفِّر، فإنه خارجي إذا كان تأويله غير سائغٍ على ما تقدم بيانه.