الوسم: الحج
شرح كتاب الحج من الروض المربع
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
الدرس السادس: الدرس السابع: الدرس الثامن:
رد بغي الأعداء على تقليص الحجاج بسبب الوباء
د. عبدالعزيز بن ريس الريس
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شرك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ . أما بعد: فإن أحسن الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. إن الحرمين الشريفين أفضل بقاع الدنيا، فلا يوجد حرم ديني إلا هما، الحرم المكي والحرم المدني، وهما أحب البقاع إلى الله، وقد توالت عليه القرون أيام بقائه تحت سيطرة الدولة العثمانية وقد أُهملا في إصلاحهما وتطويرهما بما يُناسب مكانتهما وبما يُريح الحجاج والمعتمرين والمصلين. ولتعرف ذلك يقينًا: قارن إصلاح الحرمين وتطويرهما بإصلاح مساجد إسطنبول وتطويرها أيام سيطرة العثمانيين عليهما، بل إن الحرمين أُفسدا غاية الإفساد وقت حكم الأتراك بأن مُكِّن فيه الشرك الأكبر والتصوف الغالي، من دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والاحتفال بالمولد النبوي، والرقص الصوفي على الصفا والمروة، بل إن المسلمين فُرِّقوا فيه بأن جُعل في الحرم المكي أربعة محاريب، لكل مذهب من المذاهب الأربعة وأصحابه محراب، فإذا …